حليفان أم عَدوَّان.. زيارة أردوغان لروسيا تثير الجدل حول العلاقات بين البلدين
يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا مما يمثل تناقضا في العلاقات
بعد فشله أثناء زيارة نيويورك، في تحسين العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة، اتجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا، في محاولة لتحسين أوضاع أنقرة المتدهورة، ولكن أظهرت تلك الزيارة التناقض في العداء الروسي التركي بسوريا والتعاون بين الطرفين نفسهما في بعض المجالات.
زيارة أردوغان لروسيا
اتجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيارة لمدة يوم واحد لمدينة سوتشي الروسية، للقاء نظيره فلاديمير بوتين، لبحث عدة ملفات هامة بين البلدين، أظهرت جانباً كبيراً من ذلك التناقض في العلاقات.
ورغم العداء بين روسيا وتركيا في سوريا، إلا أن أردوغان أكد اليوم أهمية العلاقات بين البلدين لحل الأزمة في سوريا، زاعما أن السلام بها مرتبط بالعلاقات بين الدولتين.
وأضاف أردوغان أنه يثق بأن "هناك فائدة كبيرة من استمرار العلاقات التركية الروسية وتعزيزها".
بدوره، قال بوتين إن "تعاوننا مع تركيا مستمر بنجاح على الساحة الدولية وأعني هنا مواقفنا تجاه كل من سوريا وليبيا"، مشيرا إلى أن تعاون بلاده مع تركيا بخصوص إقليم "قره باغ" يحمل أهمية كبيرة من حيث المساهمة بتثبيت وقف إطلاق النار وضمان سلام أكثر متانة وديمومة في المستقبل.
وتابع: "المشاريع الكبيرة مع تركيا تسير وفق الخطة المرسومة واستثماراتنا هناك بلغت 6.5 مليار دولار، بينما استثمارات تركيا لدينا وصلت إلى 1.5 مليار دولار".
ضرب القوات الروسية لتركيا
وسبق ذلك اللقاء، ضرب القوات الروسية لفصائل تركية في سوريا، منذ أيام قليلة، حيث تم استهداف مناطق في إدلب وحماة واللاذقية بحجة وجود هيئة تحرير الشام، وأيضا توجيه ضربات إلى الجيش الوطني المحسوب على تركيا في منطقة غصن الزيتون.
وهو ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل وأُصيب آخرون بجروح، جرّاء القصف الروسي، للفصائل التابعة لتركية في قرية براد، بريف مدينة عفرين شمالي حلب، وعلى مواقع في قرى باصوفان وباصلحايا بذات الريف.
ولذلك اعتبر وقتها، عضو مجلس قيادة الجبهة السورية للتحرير، مصطفى سيجري، أن القصف يعتبر دلالة على إصرار روسيا في استهداف وضرب القوى الوطنية السورية ونقض للتفاهمات والاتفاقيات، ودعم لإرهاب نظام الأسد وإرهاب حزب العمال الكردستاني، مشيرا إلى أنه رسالة واضحة للضغط على تركيا قبيل انعقاد القمة.
شراء أسلحة لتركيا
ورغم ذلك العداء في روسيا إلا أن الدولتين تتعاونان معا في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية، وهو ما يعد أمرا مثيرا للتساؤل.
ومنذ ٤ أيام، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستواصل شراء منظومات "إس-400" الصاروخية من روسيا، بالرغم من التهديدات الأميركية بفرض عقوبات اقتصادية.
وتم توقيع اتفاقية توريد نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس-400" إلى تركيا، في ديسمبر 2017، بالعاصمة أنقرة، حيث تحصل أنقرة، بموجب الاتفاقية، على قرض جزئي من روسيا، لتمويل شراء "إس-400".
ومنذ عمليات تسليم المنظومة، التي تسببت في أزمة في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية، في منتصف يوليو 2019.