محللون يكشفون مخاطر التصعيد الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية

محللون يكشفون مخاطر التصعيد الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية

محللون يكشفون مخاطر التصعيد الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية
صورة أرشيفية

تصعيد مستمر أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، حيث تواصل إسرائيل أنشطة عسكرية موسعة في مدينة رفح الفلسطينية، ما يهدد مسار مفاوضات التهدئة ، ويخلق واقعاً جديداً على الأرض ، تمتد أثاره إقليميا ودوليا.

تصعيد مستمر 

وكشفت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات، أنه يبدو أن موجة التصعيد الأخيرة بمثابة إعلان محتمل عن بدء عملية اجتياح رفح بشكل فعلي، حيث وظف نتنياهو وحكومته الهجوم الذي شنته حماس على قاعدة عسكرية في محيط معبر كرم أبو سالم، كذريعة لبدء هذا النشاط العسكري والذي بدأته بإعلان إغلاق معبر كرم أبوسالم، وبالتالي تهديد انهيار المفاوضات القائمة.

وأكدت الدراسة، أنه رغم عدوانها الغاشم وغير المسبوق وسقوط هذا العدد الهائل من الضحايا والتدمير الممنهج لكل سبل القطاع في غزة، لم ينجح المجتمع الدولي في وقفها نتيجة للغطاء والدعم الأمريكي الذي لا يزال يوفر لها الحماية. كما أن إسرائيل تنظر لعملية رفح وهدف القضاء على حماس في سياق مواجهاتها مع إيران. وتعلم يقينا أن تراجعها عن هدف القضاء على حماس لن يعني سوى إضعاف موقفها الاستراتيجي في الإقليم في مواجهة إيران وأذرعها المسلحة في الإقليم.

في هذا الصدد يقول الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، إن استمرار الهجمات الإسرائيلي في رفح التي طالت المدنيين النازحين تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم بموجب القانون الدولي الإنساني وميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية.

قتل وتدمير 

وأضاف - في تصريح للعرب مباشر -، أن قصف وتدمير مراكز إيواء النازحين والنازحات والعائلات المشردة بالصواريخ والقنابل، ينتهك بشكل فاضح اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والمتعلقة بحماية الأشخاص المدنيين وقت الحرب، فضلا عن البروتوكول الإضافي الأول الملحق بالاتفاقية، ولا سيما المواد 51 و52 و85 المتعلقة بحماية السكان المدنيين والأعيان المدنية وتجريم استهدافها.

كما أشار مهران إلى أن مثل هذه الغارات العشوائية الوحشية، تخرق بشكل صارخ مبادئ التمييز والتناسب وحظر الهجمات العشوائية، وهي من المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني العرفي والتي تلزم أطراف النزاع المسلح بالتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، وحظر الهجمات التي تتوقع أن تلحق خسائر عرضية بالأرواح أو الممتلكات المدنية بما يتجاوز الميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة.

وشدد الخبير الدولي، على أن تمادي إسرائيل في شن الهجمات اللا متناسبة واللا تمييزية وغير المبررة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة رغم صدور حكم واضح من محكمة العدل الدولية قبل أيام يطالبها بوقف عملياتها العسكرية غير المشروعة فورا في قضية رفعتها جنوب أفريقيا للمحكمة، هو تحد سافر وصريح للمنظومة القانونية الدولية برمتها، واستخفاف غير مسبوق بسلطة أعلى هيئة قضائية أممية تأسست عام 1945.

تصفية القضية 

من جانبه قال الدكتور جهاد حرب المحلل السياسي الفلسطيني: إن ما يحدث في قطاع غزة وخاصة رفح الفلسطينية، إبادة بما تحمله الكلمة من معان وليست حربًا، حيث تتصاعد وتيرة تصفية الفلسطينيين بلا هوادة ولا رحمة.

وأشار إلى أن العالم يشهد حاليًا تصفية حقيقية للشعب الفلسطيني على مدار سبعة أشهر ونصف أو أكثر قليلًا، حيث تقوم إسرائيل بعملية تدمير منهجي للشعب الفلسطيني في نطاق قطاع غزة سواء على مستوى البشر أو تدمير كل سبل العيش.