ترقب وتخوفات.. ماذا عن آخر التطورات في الجنوب اللبناني؟
ترقب وتخوفات.. ماذا عن آخر التطورات في الجنوب اللبناني؟
لا حديث في إسرائيل سوى عن الحرب، فالجميع يهتف بضرورة شن هجوم واسع ضد حزب الله اللبناني، الذي تتهمه تل أبيب دون دليل واحد بأنه من يقف وراء هجوم مجدل شمس، الذي وقع أمس بالجولان المحتل وأسفر عن مقتل 12 فتى وطفلا.
3 سيناريوهات
أعد مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية دراسة توقعت أن تنحصر الحرب بين إسرائيل وحزب الله في سيناريوهات 3، الأول: هو سيناريو الحرب المحدودة، بتوجيه ضربات جوية مركزة على أهداف تابعة لحزب الله مثل المواقع العسكرية ومواقع تخزين الأسلحة ضمن ما يعرف بتكتيك جز العشب. وبالتزامن مع الضربات الجوية يتم شن توغل بري محدود، كما ستستمر سياسة الاغتيالات لقادة الحزب، وذلك بهدف تحقيق الأمن لسكان الشمال دون الانجرار إلى حرب إقليمية واسعة.
أما السيناريو الثاني: فهو الحرب الشاملة، والذي يدفع باتجاهه اليمين المتطرف، ويقوم على فكرة تدمير بنية حزب الله العسكرية وحسم الصراع، ولكن دون انخراط مباشر من إيران. خطورة هذا السيناريو بالنسبة لإسرائيل أنها لن تواجه حينها حزب الله وحده بل كل عناصر المقاومة في لبنان وخارجه عبر شبكة جاهزة من الأنفاق لتهريب العناصر والأسلحة.
السيناريو الثالث: هو الحرب الإقليمية، وتشارك فيها إيران كطرف مباشر حال شعرت باختلال موازين القوى لصالح إسرائيل. يعرف هذا السيناريو وفقًا لمركز الأهرام للدراسات بسيناريو يوم القيامة الذي ستشكل فيه القوى الأميركية والغربية تحالفا دوليا لتشكيل مظلة أمنية لإسرائيل، وهو ما يضمن لنتنياهو البقاء في الحكم لفترة أطول.
عمليات عسكرية
وتحدث نضال السبع، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، عن وجود مخطط إسرائيلي يستهدف الجنوب اللبناني، قائلًا، إن إسرائيل تتجه إلى تنفيذ عملية عسكرية في جنوب لبنان، وفقًا لما نقله الجانب الأمريكي، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي مارس عملية تضليل وتمويه، حيث تحدث عن عملية عسكرية محدودة بخسائر كبيرة.
وأضاف، أن كل الأوساط السياسية تنتظر هذه الضربة الإسرائيلية، لكن عمليًا هذا الصمت الإسرائيلي بعد هذه التصريحات كان ملفتًا ومخيفًا، فالجيش الإسرائيلي يحضر نفسه للقيام بعملية عسكرية في جنوب لبنان، تستهدف جزء من الأراضي اللبنانية.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي، أن إسرائيل استفادت إلى أبعد مدى من العملية غير المحسوبة، التي أدت إلى الكارثة الموجودة الآن بجنوب لبنان، لافتًا إلى وجود علامات استفهام حول عملية «مجدل شمس»، خاصةً أن حزب الله منذ عام 1982م، وانخراطه بالعمليات العسكرية، لم يسبق أن استهدف مدنيين.
مخاوف وفوضى
وقال جمال رائف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي: إن الجانب الإسرائيلي يريد أن يتخذ من عملية «مجدل شمس» في الجولان المحتلة ذريعة لإشعال المنطقة بالكامل، وإدخال المنطقة في فوضى لا متناهية، موضحا أن هذه المخاوف أصبحت ظاهرة للعيان، خاصة مع التصعيد الأخير، كما أن لبنان لا تستطيع مواجهة هذا التحدي الصعب في ظل ضعف البنية السياسية والاقتصادية الداخلية، فضلا عن التحديات الإقليمية والأزمات التي تعانيها لبنان في السنوات الماضية.
وأضاف، أنّ لبنان في حاجة إلى مساعدة وعون الأشقاء، لوقف هذه الحرب التي تتجه نحوها، وذلك من خلال دعم كل الأشقاء العرب والشركاء الدوليين، مشيرًا إلى أنه كلما مر الوقت يتسع الصراع بالمنطقة، وهذا ما حذرت منه الدولة المصرية منذ اللحظات الأولى.
وأشار إلى أن اتساع رقعة الصراع في لبنان يؤدي لاشتعال الحرب داخل قطاع غزة، لافتا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتحدث عن خطورة تلك الصراع وتبعياته منذ اليوم الأول من الحرب، وبالتالي يجب أن يكون هناك مواقف دولية وإقليمية رادعة للجانب الإسرائيلي لوقف الحرب التي تريدها إسرائيل.