هل تعرقل هجمات البحر الأحمر مسار السلام في اليمن؟
تعرقل هجمات البحر الأحمر مسار السلام في اليمن
ميليشيا الحوثي باتت تهدد حركة الملاحة في البحر الأحمر في ظل دعم إيراني تحت ذريعة دعم الشعب الفلسطيني في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك بعدما فشلت الميليشيا الإرهابية المسيطرة على اليمن منذ 9 سنوات في ضرب إسرائيل بالصواريخ والمسيّرات التي لم تصل إلى أن تكون تهديداً.
ومنذ ذلك قررت ميليشيا الحوثي أن تعمل بالقرصنة في البحر واختطاف السفن المتوجهة إلى إسرائيل أو أوروبا والمتجهة عبر باب المندب في البحر الأحمر، وهو ما استدعى تدخلات دولية لحماية السفن قبيل قرصنة ميليشيا الحوثي، وهو ما استدعى تباين الموقف أمام معاهدة السلام التي تتم برعاية سعودية في اليمن.
صواريخ الحوثي في البحر الأحمر
وقامت الميليشيا الإرهابية التي تحارب بالوكالة عن إيران بقصف ناقلة نرويجية قبالة شواطئ ميناء المخا جنوب البحر الأحمر، وإصابتها بأضرار، حيث أفادت مصادر أميركية، بأن سفينة تجارية أخرى تحمل شحنة من الوقود نجت من صاروخين بالقرب من باب المندب، لتعرقل الميليشيات حركة السفن في البحر الأحمر.
ذلك جاء بالتزامن مع إطلاق طائرة مسيّرة أسقطتها المدمرة "يو إس إس مايسون" في البحر الأحمر، حيث تزعم الميليشيات الإرهابية أنها تنفذ هجماتها نصرة للفلسطينيين في غزة، وتوعدت باستهداف كل السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية بغض النظر عن جنسيتها.
تعليمات إيرانية تهدد السلام
ورداً على تلك الهجمات أكدت الحكومة الشرعية في اليمن أن الميليشيات الإرهابية تنفذ تعليمات إيران، ولا علاقة لهجماتها بالقضية الفلسطينية، وسط المخاوف من أن تؤدي عسكرة البحر الأحمر إلى عرقلة مسار السلام في اليمن الذي تقوده الأمم المتحدة بوساطة سعودية وعمانية.
وفي ظل تهديدات الولايات المتحدة بعدم استبعاد التدخل العسكري في اليمن، تتعامل الحكومة اليمنية بحذر مع الموقف المتصاعد، وتحمل المجتمع الدولي مسؤولية ما آلت إليه الأمور في البحر الأحمر، حيث وقفت الدول الكبرى دون تحرير الحديدة وموانئها وضغطت لإبرام "اتفاق ستوكهولم" الذي استفادت منه الجماعة الحوثية لتعزيز قدراتها العسكرية وزيادة تهديدها للملاحة في البحر الأحمر.
ويقول المحلل السياسي اليمني مرزوق الصيادي: إن قرارات دعم قدرات الحكومة اليمنية، وأجهزتها المعنية بحماية المياه الإقليمية لردع تهديدات ميليشيا الحوثي واحتواء تداعياتها الكارثية على حرية الملاحة الدولية، والأوضاع الإنسانية في اليمن، والسلم والأمن الدوليين، على العالم الآن، أن يتخذه وهي فرصة لشعب اليمن لإنهاء سيطرة الحوثيين على اليمن.
وأضاف الصيادي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الحوثيين سيندمون بشدة على أفعالهم في ظل توجه أميركي لإنهاء تواجدهم في اليمن بعدما قاموا بتهديد الملاحة الدولية، وهو حتى الآن ما توقفه المملكة السعودية لحماية شعب اليمن؛ بحثاً عن هدوء الموقف من قبل الميليشيات الإرهابية والرجوع في القرار الذي يدمر اليمن.
ويرى الباحث السياسي اليمني محمد جميح، أن الميليشيات الإرهابية حالياً في موقف صعب؛ فهي لن تتراجع عن موقفها ولن تتراجع أيضاً عملية السلام التي تأتي برعاية سعودية، ولكن في نفس الموقف هناك ضغط سعودي محمول بدعم من الحكومة الشرعية لإنهاء تواجد الحوثيين الذين يحاربون برعاية إيرانية.
وأضاف جميح في تصريحات خاصة: الحوثيون حالياً لا يهمهم مصالح اليمن بل مصالح إيران، وإنهم منذ اللحظة الأولى وهم يخدمون مصالح إيران في حربها ضد الولايات المتحدة، وتقوم بأدوار ضد شعب اليمن وهم لا ينظرون حتى لمعاهدات السلام، وسيكون هناك تصعيد مستقبلاً في ظل تجميع قوى دولية لمواجهتهم.