كواليس أكبر خلاف بين ترامب وزيلينسكي.. ماذا حدث خلف الأبواب المغلقة؟
كواليس أكبر خلاف بين ترامب وزيلينسكي.. ماذا حدث خلف الأبواب المغلقة؟

شهدت العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تصعيدًا حادًا خلال محادثات السلام مع روسيا، حيث كشفت مصادر أمريكية مطلعة أن ترامب كان على وشك سحب الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا بسبب خلافات جوهرية بين الطرفين، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي.
تصعيد غير مسبوق
وبحسب الموقع الأمريكي، أن التوتر وصل إلى مستوى غير مسبوق بين الزعيمين، ما أثار مخاوف الحلفاء الأوروبيين الذين يخشون أن يُؤدي ذلك إلى تعزيز موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب الدائرة.
وفي تصريح من البيت الأبيض، قال مستشار الأمن القومي مايك والتز إن الرئيس ترامب يشعر بإحباط شديد تجاه زيلينسكي، ما يعكس حجم التوتر القائم بين الطرفين.
كواليس التوترات
وأكد الموقع أن العلاقة بين ترامب وزيلينسكي لطالما كانت معقدة، خاصة منذ محاولة ترامب في 2019 ربط المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا بفتح تحقيق حول نجل جو بايدن، مما أدى لاحقًا إلى مساءلته في الكونجرس، واليوم، يجد ترامب صعوبة في تنفيذ تعهده بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بسرعة.
وفقًا لمصادر مطلعة، كان هناك خمسة أحداث رئيسة خلال تسعة أيام أدت إلى تصعيد التوتر بين ترامب وإدارته من جهة وزيلينسكي من جهة أخرى:
- 12 فبراير: التقى وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بزيلينسكي في كييف ليعرض صفقة تمنح الولايات المتحدة حقوقًا في الثروات المعدنية الأوكرانية مقابل ضمانات أمنية أمريكية، لكن ترامب وصف زيلينسكي لاحقًا بـ"الوقح" بسبب تأخره في الاجتماع.
14 فبراير: خلال مؤتمر ميونيخ الأمني، التقى نائب الرئيس الأمريكي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو بزيلينسكي للحصول على موافقته على الصفقة، لكن الأخير أبلغهم بعدم امتلاكه السلطة لاتخاذ القرار دون موافقة البرلمان الأوكراني.
15 فبراير: رفض زيلينسكي علنًا الصفقة خلال المؤتمر، مشيرًا إلى أنها "لا تخدم مصلحة أوكرانيا كدولة ذات سيادة"، وهو موقف يتناقض مع تصريحاته الإيجابية حول الصفقة قبل يوم واحد فقط على منصة "إكس".
18 فبراير: بينما كان وفد أمريكي يجتمع مع مفاوضين روس في السعودية لبحث سبل السلام، انتقد زيلينسكي الاجتماع لعدم مشاركة أوكرانيا فيه، ما أثار غضب ترامب الذي شن هجومًا ضده خلال مؤتمر صحفي في "مار-إيه-لاجو"، زاعمًا خطأً أن زيلينسكي هو من بدأ الحرب، وأن شعبيته في أوكرانيا لا تتجاوز 4%.
19 فبراير: رد زيلينسكي بتصريحات قوية، قائلًا إن ترامب "يعيش في عالم من المعلومات المضللة"، مما دفع ترامب إلى تصعيد الهجوم عليه عبر منصة "تروث سوشال"، حيث وصفه بـ"الكوميدي متوسط النجاح" الذي تحول إلى "ديكتاتور بلا انتخابات"، بينما رفض ترامب في المقابل انتقاد بوتين.
موقف الإدارة الأمريكية
أثار هذا التصعيد غضب مسؤولين أمريكيين بارزين، حيث وصف أحدهم زيلينسكي بأنه "ممثل مسرحي نسي أنه يؤدي دورًا" مضيفًا أن "شجاعته في مواجهة روسيا لا تعني أنه يمكنه تحدي الولايات المتحدة علنًا".
وأشار مسؤول آخر إلى أن "زيلينسكي أصبح وحشًا صنعناه نحن"، في إشارة إلى الدعم الغربي غير المحدود الذي تلقته أوكرانيا في عهد بايدن.
مستقبل العلاقات
رغم التوتر الشديد، يواصل فريق ترامب التفاوض مع زيلينسكي بشأن صفقة جديدة تتعلق بالثروات المعدنية كجزء من اتفاق سلام محتمل، لكن هذه الصفقة، التي قد تشمل تنازلات عن القرم وأجزاء من شرق أوكرانيا وساحل بحر آزوف، تُثير جدلًا واسعًا داخل الولايات المتحدة وأوروبا.