بايدن و ترامب.. من يقترب من حسم السباق الرئاسي؟
بايدن و ترامب يتسابقان علي السباق الرئاسي
في معركة السباق نحو البيت الأبيض، يبدو أن الميزان يميل تدريجيًا لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد، وفقاً لاستطلاع رويترز- إبسوس، يُظهر الاستطلاع أن 41% من الناخبين الأميركيين يرون أن ترامب يمتلك نهجًا أفضل في التعامل مع الاقتصاد مقارنة بـ34% لصالح الرئيس الحالي جو بايدن، الذي يواجه تراجعًا في شعبيته.
*التحديات الاقتصادية وتأثيرها على الانتخابات*
في محاولة لتعزيز موقفه السياسي وتأمين فترة رئاسية ثانية، يسعى الرئيس جو بايدن إلى الترويج لما يُعرف بـ"بايدنوميكس"، وهو مصطلح يُستخدم لوصف مجموعة سياساته الاقتصادية التي تهدف إلى إعادة بناء الاقتصاد الأميركي بطريقة أكثر عدلاً واستدامة، تشمل هذه السياسات استثمارات كبيرة في البنية التحتية، دعم الطاقة النظيفة، وتوسيع الرعاية الصحية والتعليم.
ومع ذلك، يواجه بايدن تحديًا كبيرًا في شكل التضخم المتزايد، الذي يُعتبر أحد أكبر العقبات أمام حملته الانتخابية. التضخم، الذي يُعرف بارتفاع مستوى الأسعار على مدى فترة زمنية، يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية للعملة؛ مما يجعل الأسر تدفع أكثر مقابل السلع والخدمات. هذا الارتفاع في الأسعار يؤثر بشكل مباشر على ميزانيات الأسر الأميركية، خاصة تلك التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، والتي تُعتبر القاعدة الأساسية للدعم الشعبي لبايدن.
التضخم يضغط على القدرة الشرائية للمواطنين ويُعقد من قدرتهم على تلبية احتياجاتهم اليومية؛ مما يؤدي إلى تراجع شعبية بايدن، الذي طالما صور نفسه كمدافع عن الطبقة المتوسطة ومتفهم لهمومها. هذا التراجع يُعد مؤشرًا على الصعوبات التي يواجهها في إقناع الناخبين بأن سياساته الاقتصادية ستؤتي ثمارها على المدى الطويل، خاصة في ظل الانتقادات المستمرة من المعارضة التي تُحمله مسؤولية الوضع الاقتصادي الراهن.
*التضخم والثقة الاقتصادية*
الأخبار الأخيرة لم تكن مبشرة للديموقراطيين، حيث أعلنت وزارة العمل الأميركية عن انتعاش التضخم، وأشارت جامعة ميشيغن إلى انخفاض في ثقة المستهلك. هذه التطورات تثير القلق بين المقربين من بايدن، الذي يبلغ من العمر 81 عامًا، وتزيد من التوتر حول مستقبل سياساته الاقتصادية.
* "بايدن وجسوره" والتحديات الاقتصادية*
تعليقات رون كلين، كبير موظفي البيت الأبيض السابق، تشير إلى أن التركيز على البنية التحتية قد لا يكون كافياً في ظل الارتفاع الملحوظ في أسعار السلع الأساسية مثل البيض والحليب. البيت الأبيض يحاول تسمية مرحلة التعافي بـ"بايدنوميكس"، لكن الواقع الاقتصادي يبدو أقل تفاؤلاً للعديد من الأسر الأميركية.
التضخم يؤخر الخفض المحتمل لسعر الفائدة من جانب الاحتياطي الفدرالي، مما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي. الأميركيون يواجهون غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الفائدة؛ مما يضطرهم إلى تأجيل مشاريعهم، بما في ذلك العقارية.
*المستقبل السياسي في ظل التحديات الاقتصادية*
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون استراتيجية بايدن في مواجهة التضخم وانتقاد الشركات الكبيرة كافية لمواجهة المعارضة المحافظة التي تنتقد سياساته الاقتصادية؟ وهل سيكون تطور التضخم حاسماً في تحديد نتيجة الانتخابات الرئاسية؟ هذه الأسئلة ستظل محور النقاش حتى يوم الانتخابات في الخامس من نوفمبر.