زيارة رسمية إلى منطقة الشرق الأوسط هدفها التهدئة بين أطراف النزاع بعدما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم ملف بالهدنة إلى مجلس الأمن تمت الموافقة عليه، وتحرك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط مؤخرًا بهدف الوصول إلى هدنة على ثلاث مراحل قد أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن. 

الزيارة التي قام بها وزير الخارجية شملت مصر وقطر وإسرائيل، وجاءت بعد رد حركة حماس على المقترح الأمريكي الذي تسعى العديد من الدول إلى وقف النزاع بعد أكثر من 8 أشهر، وشهد على قتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، بجانب نزوح أكثر من 2 مليون شخص. 

زيارة بلينكن إلى قطر

وقد وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء، إلى قطر - الوسيط الرئيسي، لإجراء محادثات في وقت قدمت حركة حماس ردها على اقتراح قادته واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة.

وسيلتقي بلينكن، الذي يقوم بجولة تشمل أربع دول في الشرق الأوسط لدفع حماس لقبول اقتراح هدنة، بالقيادة العليا في قطر التي نقلت رسائل إلى الحركة الفلسطينية المسلحة، ومن المقرر أن يلتقي بلينكن في الدوحة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس وزراءه الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي يشغل أيضًا منصب وزير خارجية قطر.

خطة بايدن

وتدعو خطة بايدن إلى انسحاب إسرائيلي من المراكز السكانية الكبرى ووقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، والتي سيتم تمديدها بعد ذلك عندما يتوصل المفاوضون إلى اتفاق دائم.
وقال البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة "تقوم بتقييم" الرد، وفي الدوحة، سيلتقي بلينكن بكل من أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وهو أيضًا أكبر دبلوماسي في الدولة.
جاء ذلك في الوقت الذي حضر فيه زعماء إقليميون وعالميون مؤتمرًا تدعمه الأمم المتحدة حول مساعدة غزة في الأردن، وأضاف البيان، أن الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار يظل "الأولوية القصوى"، مرحبًا بالجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر. 

ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسي طارق فهمي، إن الولايات المتحدة في الغالب لن ترضي بمقترحات حركة حماس التي بدورها تريد الخروج منتصرة عبر الضغط علي إسرائيل في الوقت الراهن، والولايات المتحدة بدورها لن تنصر حماس على إسرائيل في الوقت الراهن مع تحركات اللوبي الإسرائيلي قبيل الانتخابات الأمريكية. 

وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن حركة حماس اقترحت "عدة تغييرات" في ردها على مقترح وقف إطلاق النار، بعضها قابل للتنفيذ، لكن البعض الآخر غير مقبول وفق رؤية الولايات المتحدة وإسرائيل، والولايات المتحدة تسعي لاستمرار العزم على تضييق الهوة بين الطرفين، للتوصل لوقف الحرب في أقرب وقت ممكن. 

وأكد الباحث السياسي مختار غباشي، أن الرد الخاص من قبل حماس كان صادمًا للولايات المتحدة علي الرغم من عدم الكشف عنه حتى الأن ولكن يكشف بشكل كبير إلى أن الموقف أهميته هو إن الولايات المتحدة وإسرائيل لا يريدون حماس وبالطبيعي الحركة سترفض ذلك وفي الأغلب لن تنجح الهدنة. 

وأضاف غباشي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الضغط الأمريكي هدفه احراج حركة حماس إعلاميًا مثلما حدث مع إسرائيل في الآونة الأخيرة، خاصة وإنها رفضت المقترح المصري، وبالتالي هناك مؤتمرًا للضغط عليهم بشدة.