منشق عن الإخوان: الجماعة تنشر أجندتها حول العالم بأموال قطر
كشف منشق عن جماعة الإخوان أن قطر تمول الجماعة من أجل نشر أجندتها
يستمر تنامي دور جماعة الإخوان في عدد من الدول العربية والأجنبية، بسبب تمسك مصادر تمويلهم باستكمال الدور التخريبي الذي تلعبه وتنفيذ الأجندات الإرهابية ذات الأطماع السيادية بالعالم، رغم مساعي عدة بلدان لعرقلة ذلك عبر تصنيف الجماعة كجهة إرهابية، وهو ما يلزم وقفة دولية ضخمة لقطع منابع الدعم والإطاحة بأفراد التنظيم العالمي.
تضخم دور الإخوان
أصبح دور الإخوان الإرهابي في المنطقة العربية، المتنامي في الخفاء والعلن، كالعلة الخطيرة التي تلحق بالجسد لتمرضه حتى تنخار قواه أمامها يوما بعد يوم، من خلال استقطاب المزيد من الشباب واتساع قوة مؤسساتهم والتمسك بالسيطرة على الحكم والتلاعب بمصائر البلدان، بفضل استمرار السيولة المالية الضخمة لهم من خلال مصادر التمويل، والتي أثبتت عدة تحقيقات وأبحاث ووثائق أن قطر هي من تقف وراء الجماعة، وهو ما يفرض على الحكومات ضرورة التصدي لذلك عبر إطلاق تحقيقات دقيقة عن مصادر التمويل للإخوان، وفقا لما طالب به مراقبون دوليون عدة مرات لمساءلة تلك الأطراف، وطريقة تحركاتها وأوجه إنفاق هذه الأموال.
ووفقا لتقارير أجنبية، تهدف نشاطات الإخوان إلى "استعادة الأقاليم المسلوبة كصقلية والأندلس ومناطق جنوبي فرنسا، والسيطرة على أقاليم جديدة، بهدف تحقيق هدف بعيد الأمد، وهو تأسيس دولة إسلامية في أوروبا"! وكان الشيخ يوسف القرضاوي، أحد أهم قادة الأخوان، قد أعلن بأن أوروبا هي "دار الدعوة".
تحقيقات تونس
وتنفيذا لذلك، أطلقت تونس تنفيذ تلك المطالبات، بعد قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، الأحد الماضي، بتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من منصبه، وذلك إعمالا بالفصل 80 من دستور البلاد.
وفي خضم ذلك، أعلن الناطق الرسمي باسم القطب القضائي الاقتصادي والمالي في تونس، محسن الدالي، بدء إجراء تحقيقات تتعلق بـ 3 أحزاب سياسية، منهم حركة النهضة، فيما يتعلق بتلقيها تمويلات أجنبية أثناء الانتخابات، مضيفا التحقيقات ستجرى بشأن أحزاب "النهضة، وقلب تونس، وعيش تونسي"، الذين صدرت ضدهم إجراءات تحفظية تتعلق بتلقيهم تمويلات أجنبية لحملات انتخابية، وتمويلات مجهولة المصدر.
قطر الممول الرئيسي للإخوان
على مدى عدة أعوام، أثبتت الكثير من الوثائق والكتب والتحقيقات والدراسات، أن قطر هي الممول الرئيسي للإخوان، وأنها منبع المال والعتاد العسكري لميليشيات الجماعة وفروعها في المنطقة العربية والأجنبية، حيث إنه في عام 2019، كشف المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان، في شكاواه لمفوضية مجلس حقوق الإنسان في جنيف، تمويل قطر للإخوان في مصر، بما يخالف التوجه القطري لقرارات الشرعية الدولية عبر تقديمها الدعم المالي والمعنوي لتنظيم مصنف كجماعة إرهابية.
دعم قطر إرهاب الجماعة بأوروبا
وفي 2020، خرج كتاب "أوراق قطر" الذي كان أشبه بصفعة قوية للدوحة، حيث إنه تحقيق لصحفيين فرنسيين هم كريستيان شينو وجورج مالبرونو، كشف التمويلات التي قدمتها مؤسسات قطرية، عبر "قطر الخيرية"، لدعم جمعيات وأطراف إسلامية وإخوانية في أوروبا، مستندا إلى مجموعة كبيرة من الرسائل الإلكترونية والوثائق المتبادلة، حيث أظهر أن تميم بن حمد خصص ٧٢ مليون دولار لدعم الإخوان بالقارة العجوز، بالإضافة لتحويلات بنكية لبناء مساجد ومدارس خاصة ومراكز إسلامية، ولشراء عقارات وأراض وغيرها من المعاملات، في عدة بلدان أوروبية، منهم فرنسا وإيطاليا وألمانيا وسويسرا وبريطانيا وكوسوفو وبلجيكا، بما يتجاوز 40 مليون يورو سنويا داخل فرنسا وحدها.
وفي وثائقي بعنوان "قطر: حرب التأثير على إسلام أوروربا"، نشرت قناة "آرتي" الفرنسية الألمانية برنامج عن تمويل قطر لشبكة كبيرة من الجمعيات القريبة من أيديولوجية الإخوان المسلمين في أنحاء أوروبا، حيث دفعت أكثر من 120 مليون يورو لتمويل 140 مشروعا تابعا لجمعيات قريبة من الإخوان المسلمين في أوروبا تركز معظهما في بعض الدول، تضمنت 47 مشروعا في إيطاليا و22 في فرنسا و11 مشروعاً في كل من إسبانيا وبريطانيا وعشرة مشاريع في ألمانيا، مثلما أظهر آلاف الوثائق السرية والتحويلات المصرفية والرسائل الإلكترونية، مخبر لقناة "آرتي" في ملف في أواخر العام 2016.
فيما أصدر المركز الدولي لدراسة التطرف (ICSR) البريطاني، العام الماضي، تقريرا كشف فيه دور قطر بتمويل الإخوان في أوروبا، عبر المنظمات الخيرية غير الحكومية، على رأسهم منظمة "قطر الخيرية" لتمويل 138 مشروعا إخوانيا ومتطرفا على الأقل في جميع أنحاء أوروبا.
بينما كشفت صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" الألمانية، عبر عدة وثائق، تورط قطر في تمويل مراكز دينية وجمعيات للإخوان في ألمانيا لتنفيذ أجندته ونشر أفكاره، بما يبلغ نحو 140 مسجدا ومركزا يتبعون الإخوان، بنحو 72 مليون يورو، فيما مولت عبر "قطر الخيرية" مركزا دينيا تابعا للإخوان بقيمة مليون و300 ألف يورو، به مكتبة تتضمن كتبا ليوسف القرضاوي، يدعو فيها إلى غزو أوروبا.
المصالح بين قطر والإخوان
وتعليقا على ذلك، أكد الإخواني المنشق الكتاتني أن قطر والإخوان بينهم العديد من المصالح المتبادلة، لذلك أغدق نظام الدوحة على أفراد الجماعة الأموال والهبات، وهو ما زال مستمرا حتى بعد الكشف الدولي عن ذلك الأمر أكثر من مرة، وهو ما بات يتطلب موقفا حاسما، في ظل التطورات الأخيرة التي يشهدها العالم وخاصة المنطقة العربية.
وأوضح الكتاتني أن قطر تدعم الإخوان منذ عقود، حيث أنفقت الملايين من الدولارات على قادتها وشبابها وكوادرها بصورة مباشرة وغير مباشرة، من أجل أن يكون لها أياد بالعالم، والتلاعب بالشعوب، وهو ما نماه يوسف القرضاوي الذي لديه نفوذ ضخم بالدوحة، واستقطب معه العديد من قادة الجماعة، مشيرا إلى أن قطر سخرت صحفها ووسائلها الإعلامية وعلى رأسها الجزيرة لتحقيق تلك الأهداف والتي تحتفي بالإخوان حاليا رغم تصنيفها إرهابيا على مستوى العالم، بينما لعب الطرفان أدوارا رئيسية في عمليات الفوضى والعنف والقتل بالدول العربية والأجنبية.
وأشار إلى أنه خلال فترة عضويته بجماعة الإخوان، تلقى عرضا من قطر بتنظيم مشروعات شبابية في مصر بقيمة 120 مليون دولار، من أجل الترويج للأفكار الإرهابية، وتنفيذ أغراض قطر في تدمير المنطقة وأن تحصل على دور قيادي بها، مؤكدا أنها لن تتمكن من تحقيق ذلك خاصة بعد تشوه صورتها بالعالم، حيث إنه في حال دعم أميركا لمسار التحقيق حاليا عن دعم الدوحة للحرس الثوري الإيراني سيتم فرض عقوبات عليها، ما سيكون انتكاسة ضخمة للدوحة.