تحتضن العاصمة الكونغولية برازافيل، اليوم الاثنين، أعمال الدورة الـ 10 لقمة رؤساء الدول الأعضاء في اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا، بمشاركة الجزائر، العضو في اللجنة، لبحث الخطوات المنجزة للم الشمل الليبي؛ استعدادًا لانعقاد المؤتمر الوطني الجامع للمصالحة الوطنية المقرر يوم 28 أبريل المقبل بمدينة سرت الليبية. 
 
قمة جديدة بشأن ليبيا  

ويشارك الوزير الأول، نذير العرباوي، في اجتماع لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا، ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي تلقى دعوة رسمية من نظيره الكونغولي، دونيس ساسو نغيسو، الذي تترأس بلاده اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى. 
 
ويشارك في هذه القمة "المفصلية" قادة دول الجوار الليبي أو من يمثلونهم، ووفود عدد من المنظمات والدول المؤثرة في الملف الليبي، إلى جانب الفاعلين الليبيين و من بينهم المجلس الرئاسي الليبي و حكومة الوحدة الوطنية و مجلس النواب. 
 
وشهدت ليبيا، الأشهر الأخيرة، حراكًا سياسيًا غير مسبوق، تترجمه الاجتماعات التحضيرية المراطونية، التي تعتبر اللبنة الأساسية لضمان المؤتمر الجامع، نهاية أبريل القادم، و الذي سينبثق عنه "ميثاق وطني" يعالج المسائل القانونية والدستورية و التنفيذية. 
 
المصالحة الوطنية  

وقال الدكتور محمد الزبيدي المحلل السياسي الليبي: إن هذه القمة هدفها انجاح مسار المصالحة الوطنية الليبية، بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي، بهدف إيجاد أرضية توافقية تعزز الوحدة الوطنية الداخلية و تعيد لليبيا مكانتها الطبيعية على الساحة الدولية. 

وشدد المحلل الليبي - في تصريح لـ"العرب مباشر"-، على أن دور الجزائر في تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا "مهم جدًا"، مبرزة خبرة الجزائر و رصيدها التاريخي الإيجابي تجاه ليبيا و العلاقات المميزة التي تجمع البلدين. 

ولفت أنه لابد من ضرورة أن تبقى جميع الأطراف الليبية ملتزمة بالحفاظ على وقف إطلاق النار و الالتزام بتسوية سلمية للازمة بعيدًا عن أي حلول عسكرية وتدخل أجنبي، بما في ذلك الميليشيات و المرتزقة، من أجل تسهيل عملية تنظيم انتخابات شفافة تستجيب لتطلعات الشعب الليبي و الحفاظ على استقلال ليبيا ووحدتها و سيادتها على جميع أراضيها. 
 
خطوة جديدة 

من جانبه يقول الكاتب المتخصص في الشئون الليبية عبد الستار حتيتة: إن قمة برازافيل ستكون حدثًا حاسمًا ليس بالنسبة لمستقبل هذا البلد فحسب، بل أيضًا لمنطقة الساحل والصحراء بأكملها.  

واضاف - في تصريح لـ"العرب مباشر"- ، أنه يتطلب جمع كافة الفصائل الليبية تحت سقف الحوار في جمهورية الكونغو التي يشرف رئيسها دينيس ساسو نغيسو على اللجنة الأفريقية المكلفة المكونة من 10 دول هي: الجزائر، جنوب أفريقيا، الكونغو، إثيوبيا، مصر، النيجر، موريتانيا، السودان، تونس، وأوغندا. 
 
وتابع، أن القمة قد تبدو بمثابة مبادرة جريئة، وفي حالة نجاحها، يمكن أن تلهم مناطق أخرى تواجه نفس التحديات، وهي فرصة لكي تثبت أفريقيا للعالم أن لديها القدرة على حل مشاكلها، وتهيئة مناخ من السلام الدائم داخل دولها.