عمالة الأطفال.. أزمة تدفع بسوريا نحو المجهول
يعاني الأطفال في سوريا ويلات الحرب ويخرجون للعمل
عمالة الأطفال في سوريا، الخيار الأصعب الذي تضطر العائلات السورية إلى التضحية بمستقبل أطفالهم لمساعدتهم في تأمين ضرورات معيشتهم، خاصة في ظل الارتفاع الحاد للأسعار وانهيار قيمة الليرة السورية، جراء الصراع السوري، بالإضافة للعقوبات الاقتصادية الأميركية "قانون قيصر".
كما كان لفقدان عائل الأسرة في سوريا، دافع كبير لاضطرار الكثير من الأطفال السوريين إلى البحث عن عمل يساعدهم على كسب لقمة العيش، للإسهام في تلبية الحاجات المعيشية للأسرة، على حساب طفولتهم، وخاصة في المخيمات ومراكز الإيواء.
ويبلغ متوسط إنفاق العائلة اليومي في سوريا ما يقرب من 3000 ليرة، بما يعادل 6 دولارات، في حين أن متوسط دخل العامل السوري لا يتجاوز 1500 ليرة سورية.
وفي ظل ندرة فرص العمل في سوريا، يضطر الأطفال السوريون لممارسة أعمال شاقة لا تتناسب مع صغر سنهم، سواء في المعامل أو المخابز أو محلات تصليح السيارات أو نقل البضائع، مما يؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية للطفل والقوة وسلامة الحواس.
ومن جانبه، قال الدكتور أسامة دنورة المحلل السياسي السوري: إن هناك العديد من الأسباب التي أدت لتفاقم عمالة الأطفال في سوريا، أبرزها يرجع إلى منع الميليشيات الإرهابية الدراسة في المدارس السورية، فضلا عن تدمير واتخاذ العديد من المدارس كمقر لمعسكرات تلك الميليشيات.
وأضاف دنورة، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن وجود تلك الميليشيات الإرهابية وأيديولوجيتهم المتخلفة، التي لا ترحب بالتعليم أو تطوير تفكير الطالب، وقطع الطرقات وتعطل العملية التعليمية، أدت إلى تسرب الطفل السوري من المدارس، مما يضطره للذهاب إلى العمل بدلًا من المدارس.
وتابع المحلل السياسي السوري، أن تقطع السبل وتهجير الأسر السورية بسبب الصراع في سوريا، فاقم من الأزمة واضطرار الأسر إلى عمالة أطفالهم، بسبب المستوى المتدني المعيشي خلال الـ10 أعوام الماضية، بالإضافة إلى الآثار الاقتصادية السلبية لقانون قيصر.
وأوضح أنه هناك نوعا آخر من عمالة الأطفال في سوريا وهى تندرج في إطار الإجرام بحق الطفولة، تحت مسمى التجنيد القسري للأطفال، وذلك ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية أو إخضاعهم لمعسكرات خاصة لتأهيل الأشبال، مثل تنظيم داعش "أشبال الخلافة" وتنظيم بيت النصرة، والتي تهدف لغسل أدمغة الأطفال وخاصة بالمناطق التي تسيطر عليها القوات التركية.
واختتم أن السلطات السورية تحاول استعادة أكبر عدد من المدرسين السوريين الأكفاء وتشجيع الطلاب للعودة إلى مدارسهم وتأمين مستلزماتهم.