أردوغان يشعل نار الحروب فى غرب إفريقيا من أجل تصدير السلاح.. ألاعيب تركيا في غامبيا
اشعل أردوغان نار الحروب فى غرب إفريقيا من أجل تصدير السلاح
ما زال النظام التركي يسعى لزرع فتيل الحرب والدماء حول العالم، فى كل مكان يمكن أن تطأه حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، في محاولة لخلق أسواق لبيع الأسلحة التركية التي لا تجد لنفسها سوقًا في الغرب الذي يصدر الأسلحة، ولا في الشرق العربي الذي أدرك محاولات تركيا لتدميره خلال العشرية الأخيرة.
إشعال الحرب لفتح سوق السلاح
ولا يخفى على أحد أن تركيا تبحث عن أسواق جديدة في إفريقيا لترويج صناعاتها من الأسلحة بجانب محاولات البحث عن احتلال ناعم للدول للسيطرة على ثرواتها، والتي استثمرت فيها بكثافة في السنوات الأخيرة. وحتى الآن، وقعت تركيا اتفاقيات ثنائية مع تنزانيا والسودان وأوغندا وبنين وكوت ديفوار لبيعهم المعدات العسكرية والدفاعية وصيانتها، بالإضافة إلى الدعم الفني واللوجستي وما يسمونه تبادل المعلومات والبحوث في هذا المجال.
وفي ظل محاولات أردوغان لفتح أسواق جديدة لأسلحته، سعت تركيا لتطوير العلاقات العسكرية مع غامبيا، أصغر دولة في غرب إفريقيا. ووصل مائتان وخمسون جنديا غامبيا إلى مدينة إسبرطة الغربية يوم الخميس على متن طائرة نقل عسكرية تركية من طراز A400M لتلقي تدريبات تحت مسمى "مكافحة الإرهاب".
ومن المقرر أن يتلقى الجنود الغامبيون الذين تستضيفهم قيادة مركز التدريب والتمرين على مكافحة الإرهاب تدريبات مشاة آلية هذا الأسبوع.
ووصلت العلاقات العسكرية بين البلدين، التي بدأت في عام 1991، إلى مرحلة جديدة من خلال اتفاقية تعاون دفاعي مشترك تم توقيعها في عام 2014، قامت بموجبه تركيا بتسريع تدريب أفرادها إلى جانب الدعم المادي من السلاح المباع للجيش الغامبي.
احتلال ناعم
وحسبما ذكرت صحيفة "نورديك مونيتور"، ففي عامي 2018 و2019، قدمت تركيا لغامبيا أزياء عسكرية وسترات فولاذية وخياما عسكرية. ومرة أخرى في عام 2019، أُعلن أن تركيا قدمت 1.4 مليون دولار كمساعدة عسكرية إلى غامبيا، ولم يتم الكشف عن محتواها.
وفي مارس 2021، استضاف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار وزير الدفاع الغامبي، شيخ عمر فاي، وتم تحديث اتفاقية التعاون العسكري والتدريب الموقعة في عام 2014. في ديسمبر 2021، جلبت طائرة نقل تركية على متنها مجموعة من المدربين العسكريين الأتراك إمدادات عسكرية إلى غامبيا. كما لم يتم الكشف عن تفاصيل الزيارة.
مسيرات تركية في غامبيا
وفي عام 2021، أعلنت وسائل الإعلام التركية أن الجيش الغامبي مهتم بمركبة Bayraktar TB2 القتالية بدون طيار (UCAV) التي تنتجها تركيا. الطائرات العسكرية التركية بدون طيار، التي انتشرت في العديد من مناطق القتال والصراعات مؤخرًا، مثل ليبيا وسوريا وناغورنو كاراباخ، ينتجها سلجوق بيرقدار صهر أردوغان. أحد الأسباب المهمة لاختيار الطائرات بدون طيار التركية هو أن تركيا ليس لديها عملية موافقة طويلة على التصدير، على عكس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ولا يخفى على أحد أن تركيا تبحث عن أسواق جديدة في إفريقيا لصناعة الدفاع، والتي استثمرت فيها بكثافة في السنوات الأخيرة. حتى الآن، وقعت تركيا اتفاقيات ثنائية مع تنزانيا والسودان وأوغندا وبنين وكوت ديفوار للتعاون في الإنتاج الصناعي وشراء المعدات العسكرية والدفاعية وصيانتها بالإضافة إلى الدعم الفني واللوجستي وتبادل المعلومات والبحوث في هذا المجال، فى ظل محاولات أردوغان لفتح أسواق جديدة لمنتجاته من السلاح.
تصدير الأسلحة
ووفقًا لأرقام تصدير تركيا لعام 2021 التي أعلنت عنها جمعية المصدرين الأتراك، الأسبوع الماضي، وصلت مبيعات الأسلحة التركية إلى مستوى قياسي، مع أكبر زيادة للدول الإفريقية، ما ينذر بإشعال المزيد من النزاعات والحروب في تلك المناطق.
وفي الأشهر الـ11 الأولى من عام 2021، صدرت تركيا ما قيمته 2.793 مليار دولار من المنتجات الدفاعية، بزيادة قدرها 39.7 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وتستعد صناعة الدفاع التركية، التي سجلت رقماً قياسياً للتصدير بقيمة 2.7 مليار دولار في عام 2019، لتسجيل رقم قياسي جديد بإغلاقها العام الماضي بصادرات تجاوزت 3 مليارات دولار. لأول مرة، استحوذ قطاع الدفاع على 1.8 في المائة من إجمالي صادرات تركيا في نوفمبر 2021.
ومن المتوقع حدوث ارتفاع قياسي في مبيعات الأسلحة إلى الدول الإفريقية. مقارنة بالعام الماضي، زادت تركيا صادراتها الدفاعية إلى القارة بنسبة 700 في المائة، في أول 11 شهرًا من عام 2021، من 41 مليون دولار إلى 328 مليون دولار. وبالتالي، تحتل إفريقيا المرتبة الخامسة في صادرات تركيا الدفاعية، بعد أميركا الشمالية (1.56 مليار دولار)، ورابطة الدول المستقلة (411 مليون دولار)، والشرق الأوسط (381.1 مليون دولار) ودول الاتحاد الأوروبي (338 مليون دولار). يتوقع الخبراء أن تصبح إفريقيا ثالث أكبر سوق لمبيعات الأسلحة التركية في المستقبل القريب.
إشعال الصراعات في غرب إفريقيا
ظلت تركيا على اتصال وثيق مع دول غرب إفريقيا منذ فترة. كان أردوغان في غرب إفريقيا في زيارة رسمية تستغرق أربعة أيام لأنغولا ونيجيريا وتوغو العام الماضي. كانت مبيعات الأسلحة والصفقات التجارية أبرز ما في رحلته حيث كانت الليرة التركية آخذة في الانخفاض بسرعة في الداخل.
وفي حديثه في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع الرئيس الأنغولي مانويل غونسالفيس لورينسو، قال أردوغان: إن أنغولا طلبت سابقًا طائرات بدون طيار من تركيا وإنهم ناقشوا أيضًا موضوع ناقلات مدرعة.