نساء أفغانستان في خطر.. انتهاكات طالبان تهدد حياة المرأة في كابول
تواصل حركة طالبان انتهاكاتها بحق المرأة الأفغانية
كانت الصورة التي نشرتها مراسلة CNN، كلاريسا وارد، من المقابلة التي أجرتها مع رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حركة طالبان، "صورة بألف كلمة" كما وصفتها الصحفية الأميركية نفسها، بما ظهر في الصورة من علامات الازدراء والرغبة على وجه عنصر الحركة المتطرفة.
في ظل عودة حكم طالبان يتزايد القلق من عدم احترام طالبان لحقوق الإنسان وخاصة حقوق النساء والفتيات.
حقوقهن في خطر
وكان شعار «حقوق المرأة الأفغانية في خطر» بمثابة التحذير الذي أطلقه الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، عندما أنشأ المجلس الأعلى للسلام الأفغاني المنحل في عام 2010 لبدء المفاوضات مع طالبان.
وبسبب السياق السياسي لإنهاء حرب أميركا ضد طالبان، تحولت تلك الجملة إلى مجرد شعار لا قيمة له، خصوصا مع استمرار المحادثات بين واشنطن والحركة المتطرفة.
واعتادت الجماهير على سماع الأخبار السيئة القادمة من أفغانستان، واستسلمت لحقيقة أن حقوق المرأة الأفغانية ستعاني الخسائر في هذه السباقات.
تقارير حول الانتهاكات
وفي تقرير لها، كشفت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، عن سلسلة واسعة من الانتهاكات التي ارتكبتها حركة طالبان الأفغانية.
وأشارت باشيليت في تقريرها الذي صدر مؤخرا، إلى أنها تلقت تقارير جديرة بالثقة عن انتهاكات خطيرة تشمل إعدام مدنيين خارج نطاق القضاء، وقيودا على النساء، وعلى الاحتجاجات التي تخرج ضد حكم الحركة الإرهابية، حسبما نقلت وكالة رويترز.
وحثت باشيليت في افتتاح نقاشات بمجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، على ضرورة وضع آلية لمراقبة تصرفات طالبان عن كثب، مؤكدة أن طريقة معاملة "طالبان" للنساء والفتيات واحترام حقوقهن بالحرية وحرية التنقل والتعليم والتعبير والعمل، وفقًا للمعايير الدولية على صعيد حقوق الإنسان، "ستشكل خطا أحمر".
وقالت المفوضة الأممية: إنه "لا يمكن القبول بما تشهده أفغانستان من انتهاكات"، لافتة إلى أن الانتهاكات بحق المرأة في أفغانستان ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
وأضافت: أن "ضمان حصول الفتيات على تعليم ثانوي ذي نوعية عالية سيشكل مؤشرا أساسيا لالتزام طالبان احترام حقوق الإنسان".
حرمان من الجامعة والكريكيت
وبحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أعلن المستشار الجديد لحركة "طالبان" في جامعة كابول أنه سيتم منع النساء من الدخول إلى الحرم الجامعي، إلى أجل غير مسمى، سواء كمعلمات أو طالبات.
وأضافت: «هناك مخاوف كبيرة على أوضاع النساء والصحفيين وقادة المجتمع المدني، الذين برزوا في السنوات الماضية».
مدارس دون فتيات
وحسب إحصاءات البنك الدولي، ففي عام من فترة تولي طالبان للحكم خلال حقبته الماضية، لم يتم تسجيل أي فتاة في المدارس الرسمية وكان هناك فقط مليون فتى مسجلين.
بحلول عام 2020، تم تسجيل 3.5 مليون فتاة في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي 38 مليون نسمة، مع ارتفاع معدل معرفة القراءة والكتابة إلى 43% وفقًا لمنظمة اليونسكو.
أفغانيات خارج حكم طالبان
وفي تصريحات لـ"فرانس برس"، توضح محبوبة سراج، إحدى الناشطات الأفغانيات الرائدات في مجال حقوق المرأة، أنه على الرغم من الصراع والعنف، عملت النساء الأفغانيات في وظائف المحاماة والطب والهندسة، وشغلن العديد من الوظائف الحكومية والجيش، وأنشأن أعمالهن الخاصة.
وبحلول أوائل عام 2018، كانت قرابة 4,500 امرأة تخدم في قوات الدفاع والأمن الأفغانية، وكانت نسبة تمثيل النساء في البرلمان تبلغ 27,3 % أي أعلى من نسبتهن في الكونغرس الأميركي (15,2 %) والبرلمان البريطاني (19,7 %).
وتربط حركة طالبان موقفها من المرأة بالعقيدة الإسلامية، حيث يزعم التنظيم المتطرف أنه يطبق الشريعة الاسلامية، وحقيقة الأمر أن الحركة تطبق (العقيدة الطالبانية) وليس الإسلامية، ففي المدارس الدينية التي تديرها طالبان، يتعلم الطلاب الدور الإسلامي المناسب للمرأة، وفقًا لتفسير طالبان والذي يقتصر بشكل كبير على أدائها للواجبات المنزلية.
أسوأ سجلات حقوق الإنسان
وامتلكت أفغانستان أسوأ سجلات حقوق الإنسان في العالم، حيث حرمت المواطنين من أبسط حقوقهم، وفرضت قواعد صارمة على النساء وحقوقهن.
كما واجهن هؤلاء النساء عقوبات قاسية مثل السجن والتعذيب حتى الموت بدعوى انتهاك «قوانين الشريعة الإسلامية»، أي كانت النساء تجلد علنًا وتعدم إذا لم يتبعن القواعد التي تفرضها طالبان.
وأثارت سيطرة حركة طالبان على البلاد حالة من الذعر الكبير لدى قطاع كبير من الشعب الأفغاني الذي فر إلى مطار كابول، لينجو من براثن حكم طالبان وسقط عدد من الأشخاص من إحدى الطائرات الأميركية التي امتلأت عن آخرها بالأفغان الفارين من كابول.