أردوغان يزور القاهرة.. هل تنتهي الخصومة بين مصر وتركيا؟.. خبراء يجيبون
أردوغان يزور القاهرة
في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية وفي خطوة هامة في تاريخ العلاقات الثنائية بين تركيا ومصر، يبدأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، زيارة رسمية إلى مصر يوم غد الأربعاء، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ مرور 12 عامًا، وتتزامن هذه الزيارة الحساسة مع الأوضاع الراهنة في المنطقة، وبخاصة الأزمة الدائرة في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية؛ مما يضع أهمية كبيرة على طاولة المفاوضات والحوارات المرتقبة بين الجانبين.
و من المتوقع أن يتناول الرئيس أردوغان - خلال زيارته - مجموعة من القضايا الرئيسية، بما في ذلك سبل تعزيز العلاقات لثنائية بين البلدين، وتفعيل آليات التعاون في مختلف المجالات، ومناقشة التحديات والأزمات الإقليمية والدولية الراهنة، يُشير مراقبون إلى أن هذه الزيارة تمثل فرصة لإعادة تشكيل العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة، مما يمهد الطريق أمام تأسيس نظام إقليمي جديد قائم على التعاون والتضامن في المنطقة.
من جانبها، أعلنت الرئاسة التركية مسبقاً، أن الزيارة ستركز على تعزيز الروابط الثنائية بين البلدين وتعزيز التعاون الإقليمي، وذلك في إطار جهودها لتعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة، ومن المتوقع أن تُعقد مباحثات مكثفة خلال الزيارة، تهدف إلى بناء جسور التفاهم وتعزيز التعاون الثنائي بين تركيا ومصر، وتقديم الدعم للجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
*التعاون العسكري في مرمى الحوار*
يقول د. محمد اليمني، المحلل السياسي المصري: زيارة الرئيس التركي للقاهرة هي خطوة جديدة في تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخفض حدة التوترات، مضيفًا أن أبرز ما صحب الزيارة هو صفقة المسيرات ستلعب دورا كبيرا في تحسين العلاقات التركية المصرية لأنها ستفتح بابا جديدا لهذه العلاقات وهو التعاون العسكري.
وتابع اليمني - في تصريحات لـ"العرب مباشر"-، أن هناك اتفاق تعاون عسكري بين مصر وتركيا يرجع للعام 2008 ومناورات عسكرية انطلقت من عام 2009 بشكل دوري، لكنها انقطعت حين تعطلت العلاقات عام 2013، مضيفًا أن زيارة الرئيس التركي للقاهرة تشكل المحطة الأهم في مسار العلاقات بين البلدين، موضحًا أن الزيارة ستشهد بحث تطوير العلاقات الثنائية على جميع المستويات بما فيها التعاون العسكري، وتنمية التعاون الاقتصادي، وتسوية كل الملفات الخلافية كشرق المتوسط وليبيا والسودان وسوريا والعراق.
وأضاف اليمني، أن الزيارة تأتي في وقت شديد الصعوبة، ويخيم عليه أزمة غزة وآثارها التي تتوسع في كل يوم لتنقل التوتر من مكان إلى آخر في كافة أرجاء الشرق الأوسط، مؤكدًا "وجود تنسيق مصري تركي من أجل صياغة رؤية لحل قضية غزة بشكل أو بآخر، ومبادرة الضغط على إسرائيل".
وتابع اليمني، أرى أن هناك إرادة مصرية - تركية لأن تكون العلاقات مغايرة لأي وقت سابق، نحو علاقات مثمرة وإيجابية للطرفين تتخطى حدود التعاون الثنائي إلى التعاون الإقليمي، وتزامن الزيارة مع أزمة غزة، يدفع الرغبة المصرية التركية نحو تعاون إقليمي واسع لإقامة نظام إقليمي جديد، تكون القاهرة وأنقرة ركن الأساس فيه.
التحديات الإقليمية
من جانبه، قال المحلل السياسي التركي حيدر تشاكماك: إن الزيارة "تمثل انطلاقة لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتعتبر مقدمة وأساس لتعاون وتحالف تركي مصري في الملفات السياسية خلال الفترة القادمة".
وأوضح تشاكماك لـ"العرب مباشر"، أن "الغاية الرئيسية من الزيارة التاريخية هي توحيد المواقف بين البلدين، والعمل معًا على التصدي للتحديات بشكل كبير، لا سيما في ظل الملفات الصعبة والمثيرة للجدل في المنطقة، وبالأخص الوضع الراهن في قطاع غزة".
وأضاف المحلل السياسي التركي، أن الجانب الاقتصادي سيحظى بأهمية كبيرة خلال الزيارة من خلال العمل على زيادة التبادل التجاري، مشيرًا - في الوقت نفسه -، أن السياسة ستتطور بشكل كبير في ظل تداخل الملفات المشتركة بين تركيا ومصر ولا سيما الملف الفلسطيني والحرب في قطاع غزة المتصدرة حاليا للمشهد الدولي والعربي.
وتابع تشاكماك، هناك أيضًا ملفات أخرى مهمة للدولتين، مثل سوريا والعراق والملف الليبي الذي يشكل ملفا هامًا للدولتين، حيث تساهم الزيارة في الإسهام في الوصول لاتفاقات بشأن حل النزاعات الليبية – الليبية، والتنسيق مع الفاعلين الليبيين للتحضير والاستعداد للانتخابات الليبية المقبلة".