خبراء: زيارة ترامب للشرق الأوسط تعيد تشكيل المشهد الإقليمي وتنعش المسار الفلسطيني
خبراء: زيارة ترامب للشرق الأوسط تعيد تشكيل المشهد الإقليمي وتنعش المسار الفلسطيني

غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، المملكة العربية السعودية، في إطار جولة إقليمية تشمل أيضًا الإمارات وقطر، وسط ترقّب كبير بشأن الرسائل السياسية التي تحملها الزيارة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
الزيارة، التي تُعد الأولى له إلى المنطقة منذ توليه الرئاسة مجددًا، تأتي في ظل تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرار الجمود السياسي، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان ترامب يعتزم إعادة تحريك الملف الفلسطيني ضمن أجندته الشرق أوسطية.
القضايا الإقليمية
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، من المتوقع أن يناقش ترامب مع القادة الخليجيين جملة من القضايا الإقليمية، على رأسها الملف الإيراني، وأمن البحر الأحمر، والعلاقات الاقتصادية، إلا أن الملف الفلسطيني يبقى أحد العناوين الثقيلة التي يصعب تجاوزها في هذه الجولة.
تحريك الملفات الإقليمية الكبرى
أكد الدكتور خالد باطرفي، الأكاديمي والمحلل السياسي السعودي، أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، ضمن جولة تشمل الإمارات وقطر، تمثل فرصة مهمة لإعادة تحريك الملفات الإقليمية الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيرًا أن توقيت الزيارة يمنحها أهمية خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من توترات.
وفي تصريح خاص لـ"العرب مباشر"، قال باطرفي: إن "الزيارة تُعيد التأكيد على انخراط واشنطن المباشر في قضايا الشرق الأوسط، وتفتح الباب أمام تحركات سياسية جديدة قد تسهم في إحياء مسار التسوية، خاصة إذا ما ترافقت مع مواقف عربية موحّدة تعيد وضع القضية الفلسطينية في قلب الاهتمام الدولي".
وأضاف: أن "ترامب يدرك حساسية المرحلة، وقد يطرح تصورات لإعادة إطلاق المفاوضات، أو على الأقل لتهيئة مناخ سياسي داعم للسلام، وهو ما يمكن البناء عليه إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الأطراف كافة"، مؤكدًا أن "القضية الفلسطينية تظل مركزية لأي استقرار حقيقي في المنطقة".
وشدد باطرفي على أن "العرب أمام فرصة لتوظيف هذا الحراك السياسي لصالح دفع حلول عادلة، سواء في فلسطين أو في ملفات إقليمية أخرى، شرط أن تكون الرؤية موحدة، والمطالب واضحة"، مضيفًا: أن "المنطقة بحاجة إلى مبادرات واقعية، تعالج جوهر الأزمات لا مجرد مظاهرها".
تحريك المياه الراكدة
أكد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والقاضي الشرعي الأعلى، أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، ضمن جولة تشمل الإمارات وقطر، تمثل تطورًا سياسيًا مهمًا يمكن أن يسهم في تحريك المياه الراكدة في القضية الفلسطينية، وإعادة وضعها في صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي.
وفي تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، قال الهباش؛ إن "الزيارة تأتي في توقيت حساس تمر به المنطقة، وهي فرصة لإعادة التأكيد على أن استقرار الشرق الأوسط يبدأ من حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، وعلى رأسها إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأشار الهباش، أن القيادة الفلسطينية تتابع الزيارة باهتمام، وتُثمّن أي جهد دولي يُعيد طرح القضية الفلسطينية كأولوية سياسية، مضيفًا: "نتطلع إلى دور أمريكي متوازن يُراعي ثوابت الشعب الفلسطيني، ويستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وشدد على أن "السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون إنهاء الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم الكاملة"، مؤكدًا أن التحرك الأمريكي إذا كان جادًا، ويستند إلى الشراكة مع الأطراف المعنية، يمكن أن يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحوار والحلول السياسية.
استقرار شامل في المنطقة
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، والإمارات وقطر، تمثل فرصة هامة لدفع الملفات الإقليمية إلى الأمام، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي ما تزال تشكل محورًا رئيسيًا لأي استقرار شامل في المنطقة.
وفي تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أوضح فهمي أن "الزيارة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث يمكن أن تساهم في إعادة التركيز على القضية الفلسطينية، خاصة في ظل التحديات المتزايدة في المنطقة، سواء في فلسطين أو في التوترات الإقليمية الأخرى".
وأضاف: أن "ترامب قد يسعى لطرح حلول جديدة أو أفكار لدفع العملية السلمية، وهو ما قد يشكل فرصة إذا ما تم التنسيق بين القوى الإقليمية والدولية المعنية".
وأشار فهمي، أن "القضية الفلسطينية يجب أن تظل في قلب أي تحرك سياسي في الشرق الأوسط، ولن يتم تحقيق السلام الحقيقي إلا من خلال حل عادل للقضية، يعيد الحقوق الفلسطينية ويضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".