المستشفيات في غزة تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية مع استمرار الهجمات الإسرائيلية

المستشفيات في غزة تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية مع استمرار الهجمات الإسرائيلية

المستشفيات في غزة تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية مع استمرار الهجمات الإسرائيلية
حرب غزة

تشهد المستشفيات في قطاع غزة نقصًا حادًا في الإمدادات الأساسية، في وقت تتواصل فيه الهجمات الجوية الإسرائيلية على القطاع؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين في الأيام الأخيرة. 

وأكد العاملون في المجال الطبي والإغاثي في غزة، أن الإمدادات الطبية مثل: الشاش، والمعقمات، والمراهم، والمضادات الحيوية بدأت تنفد بسرعة، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

نقص حاد


وفي حديثه مع الصحيفة البريطانية، قال محمد صقر، مدير التمريض في مستشفى ناصر في خان يونس: "نحن ما نزال نعاني من نقص شديد في معظم الإمدادات والأدوية. نواجه أزمات يومية، وذات النقص والقصور في الإمدادات، ونحن ما نزال مرهقين حيث ما يزال يصل إلينا العديد من المصابين".

وأضاف صقر: "لا يوجد فرق كبير عن الفترة التي سبقت وقف إطلاق النار. للأسف، القصف ما يزال مستمرًا... نحن لا نشعر بوجود تغيير كبير".

منظمات إنسانية أرسلت مئات الأطنان من الإمدادات إلى غزة منذ دخول وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة حيز التنفيذ الشهر الماضي، لكن الإمدادات الطبية لا تزال غير كافية.
 
وفي تصريح لجو بيليفو، المدير التنفيذي لمنظمة ميدغلوبال، وهي منظمة غير حكومية أمريكية، قال: "هناك نقص في الموظفين، ونقص في سيارات الإسعاف... النظام الصحي بأكمله ما يزال على حافة الانهيار مع نقص حاد في جميع المجالات".

وأفادت وزارة الصحة في غزة، بأن أكثر من 300 شخص لقوا حتفهم في الهجمات الإسرائيلية منذ سريان وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن أعدادًا ضخمة من الناس يعانون من سوء التغذية، وظروف الطقس القاسية، ونقص المأوى، بالإضافة إلى تفشي الأمراض.

وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار قد تم تنفيذها تقريبًا، حيث انسحبت إسرائيل جزئيًا من نصف قطاع غزة، وعادت جميع الرهائن الذين كانوا محتجزين لدى حركة حماس. 

في حين تم التأكيد على ضرورة تشكيل لجنة فلسطينية من تقنيين لإدارة غزة تحت إشراف الرئيس الأمريكي، وكذلك نشر قوة دولية للمساعدة في استقرار الوضع.

استمرار الانتهاكات


ومع استمرار العنف في غزة، بات الاتفاق مهددًا، رغم أن كلا الطرفين أكدا التزامهما بالاتفاق. وقال مكتب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إن خمسة من كبار أعضاء حماس قُتلوا في ضربات جوية إسرائيلية يوم السبت الماضي، في حين أفاد المسؤولون الصحيون في غزة بمقتل 24 شخصًا وإصابة 54 آخرين، بينهم أطفال.

وتعد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة أحد جوانب الحرب التي انطلقت في أكتوبر 2023 عندما نفذ مقاتلو حماس هجومًا مفاجئًا على إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطاف 251 شخصًا. ووفقًا للمنظمات الإنسانية، لا تزال حماس تحتجز ثلاث رهائن على قيد الحياة.

وفي سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي: إنه شن ضربات ردًا على ما وصفه بـ "الخرق الخطير" لوقف إطلاق النار، والذي تضمن مهاجمًا مسلحًا عبر إلى منطقة تحت سيطرة إسرائيل وفتح النار على الجنود في جنوب غزة. 

وزعم الجيش، أنه لم يصب أي جندي في الهجوم، وأشار إلى أن المهاجم استخدم الطريق الذي تمر عبره المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

إمدادات غير كافية


وبالرغم من أن المساعدات الغذائية تتدفق إلى غزة منذ سريان وقف إطلاق النار في أكتوبر، إلا أن كميات الإمدادات ما تزال غير كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الضخمة، في وقت بدأت الأمطار الشتوية تهدد بتلف المواد الغذائية المرسلة، حسبما أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة.

وأضاف بيليفو: "لقد بدأنا نرى استقرارًا في حالات سوء التغذية وهذا ما يحسن الوضع بعض الشيء. ومنظمة الصحة العالمية حققت بعض النجاح في إيصال الأدوية والإمدادات الطبية، لكن لدينا شاحنتان محملتان بالأدوية عالقتان منذ 10 أكتوبر في انتظار إذن من إسرائيل".

وفي السياق ذاته، نفت إسرائيل الاتهامات الموجهة إليها بأنها تعرقل وصول المساعدات الإنسانية، متهمةً حماس بسرقة المساعدات. 

وأفاد مكتب تنسيق الأنشطة الإنسانية التابع للجيش الإسرائيلي بأن "المساعدات تتدفق بشكل منتظم... مئات الشاحنات يوميًا تحمل الغذاء والمعدات الطبية وإمدادات المأوى".

وفي المجمل، أسفرت الحرب المستمرة في غزة عن مقتل أكثر من 69,000 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بينما ما تزال جثث الآلاف الآخرين تحت الأنقاض، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في القطاع المنكوب.