في منطقة تشتعل بالانقلابات.. فوز محمد ولد الغزواني بولاية رئاسية ثانية في موريتانيا
في منطقة تشتعل بالانقلابات.. فوز محمد ولد الغزواني بولاية رئاسية ثانية في موريتانيا
أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا، فوز الرئيس المنتهية ولايته والمترشح لعهدة رئاسية جديدة، محمد ولد الغزواني، في الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت الماضي، جاءت النتائج النهائية للانتخابات من كافة مراكز الاقتراع لتؤكد انتخاب ولد الغزواني لولاية ثانية، بعدما تمكن من وضع البلاد كحليف إستراتيجي للغرب في منطقة تعصف بها الانقلابات العسكرية والعنف.
*ولاية ثانية*
وقالت اللجنة المستقلة للانتخابات: إن الغزواني، الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بتحقيق الأمن والنمو الاقتصادي، حصل على 56.12 بالمائة من أصوات الناخبين.
في المقابل، حصل منافسه الرئيسي الناشط المناهض للعبودية، بيرام الداه أعبيدي، على 22.10 بالمائة من الأصوات، إلا أنه رفض النتائج بزعم حدوث تزوير.
وأضافت اللجنة، أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 54 بالمائة من مليوني شخص يحق لهم التصويت، وأكد رئيس اللجنة الانتخابية أنهم بذلوا كل ما في وسعهم لتهيئة الظروف لإجراء انتخابات نزيهة، واعتبروا أنهم حققوا نجاحاً نسبياً في ذلك.
على الرغم من اتهامات خصومه بالفساد وسوء الإدارة، يحتفظ الغزواني بشعبية في أوساط الموريتانيين الذين يرونه رمزاً للاستقرار.
*توتر وعنف*
أجريت الانتخابات في ظل مناخ إقليمي متوتر بشكل خاص، حيث تعاني الدول المجاورة لموريتانيا من انقلابات عسكرية وعنف المتطرفين.
تعتبر موريتانيا دولة غنية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك خام الحديد والنحاس والزنك والفوسفات والذهب والنفط والغاز الطبيعي.
وتستعد لتصبح منتجاً للغاز بنهاية العام، مع الانطلاق المرتقب لمشروع ضخم للغاز البحري تديره شركة "بي بي" على الحدود مع السنغال، وأكد مراقبون أن عملية التصويت مرت بسلام يوم السبت.
من جانبه، قال تقي الله الأدهم، المتحدث باسم اللجنة المستقلة للانتخابات في البلاد، "لم يتم اكتشاف أي شيء حتى الآن، واللجنة لم تتلق أي شكاوى".
إلا أن بعض المرشحين المعارضين لديهم وجهة نظر مختلفة، حيث تتشكل اللجنة المستقلة للانتخابات من ممثلين للأحزاب السياسية وتعين الحكومة رئيسها، مما جعل البعض يتهمها بالانحياز لنظام الغزواني.
*من هو غزواني؟*
محمد ولد الغزواني هو رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الذي انتخب لأول مرة في يونيو 2019، ولد الغزواني عام 1956 في مدينة بومديد بمقاطعة العصابة، وينتمي إلى أسرة مشهورة بالتعليم والصلاح، تخرج من المدرسة العسكرية الملكية في المغرب، وحصل على عدة شهادات في العلوم العسكرية والاستراتيجية.
قبل توليه الرئاسة، شغل الغزواني عدة مناصب عسكرية هامة، من بينها قيادة الأركان العامة للجيوش ووزارة الدفاع. يعرف عنه أنه حليف وثيق للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وقد اعتبره الكثيرون استمرارية لسياساته.
تميزت فترة ولايته الأولى بتركيز كبير على الأمن ومحاربة الإرهاب، وذلك في ظل التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها المنطقة. كما سعى لتعزيز العلاقات مع الدول الغربية وجذب الاستثمارات الأجنبية لتنمية اقتصاد بلاده.
في المجال الاقتصادي، عمل الغزواني على تطوير البنية التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاعي التعدين والطاقة. ومع بدء تنفيذ مشروع الغاز البحري الضخم على الحدود مع السنغال، من المتوقع أن يشهد الاقتصاد الموريتاني نمواً ملحوظاً في السنوات القادمة.
على الصعيد الداخلي، يواجه الغزواني تحديات كبيرة، من بينها مكافحة الفقر والبطالة، وتحقيق التنمية المستدامة. ورغم الانتقادات التي يواجهها بشأن الفساد وسوء الإدارة، إلا أن العديد من الموريتانيين يرون فيه قائداً قادراً على تحقيق الاستقرار والتقدم لبلادهم.