معلومات استخباراتية.. طالبان تمهد لعودة القاعدة لقمة التنظيمات المتطرفة
كشفت معلومات استخباراتية أن طالبان تمهد لعودة القاعدة لقمة التنظيمات المتطرفة
يبدو أن تنظيم القاعدة، المدعوم باستقرار واستيلاء طالبان على أفغانستان، يضع نفسه مرة أخرى على أنه الجماعة الإرهابية البارزة في العالم وأكبر تهديد طويل الأمد للغرب حيث كشفت معلومات استخباراتية مشتركة بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والتي نُشرت في تقرير أممي جديد أن القاعدة تتمتع بدرجة من الحرية في ظل حكم طالبان، الأمر الذي سمح لقيادتها بالاتصال في كثير من الأحيان وبسهولة أكبر بالمنتسبين والمتابعين، وتصدير نفسها على أنها خيار أكثر جاذبية من منافسه تنظيم داعش.
استقرار "القاعدة"
شبكة "فويس أوف أميركا"، كشفت أن تقرير الأمم المتحدة وجد أن السياق الدولي يسهل للقاعدة التي تنوي اعتلاء قمة التنظيمات الإرهابية مرة أخرى، وأضاف التقرير أن "دعاية القاعدة أصبحت الآن أكثر تطوراً للتنافس مع تنظيم "داعش" باعتباره الفاعل الرئيسي في إلهام بيئة الإرهاب الدولي، وقد تصبح في نهاية المطاف مصدراً أكبر للتهديد الموجه، مشيراً إلى أن تنظيم داعش عانى من تعاقب سريع وخسائر على مستوى القيادات منذ أكتوبر 2019، مع تأثير غير معروف حتى الآن على قياداتها، ويخلص التقرير كذلك إلى أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي ترددت شائعات منذ فترة طويلة عن اعتلال صحته أو احتضاره، "على قيد الحياة ويتواصل بحرية"، وقال التقرير "تلاحظ الدول الأعضاء أن الراحة المتزايدة الواضحة للظواهري وقدرته على التواصل قد تزامنت مع استيلاء طالبان على أفغانستان وتوطيد سلطة حلفاء القاعدة الرئيسيين داخل إدارته الفعلية".
وأضافت الشبكة، أن المعلومات الاستخباراتية التي تشاركها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة خلصت إلى أن القاعدة عززت فريق قيادتها بترتيب الأقدمية، حيث يتبع الظواهري، "سيف العدل" الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه خليفته المحتمل، ثم "يزيد مبراك" زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ( AQIP) ، وأحمد ديري زعيم حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة، وقالت وكالة مخابرات دولة واحدة على الأقل في الأمم المتحدة إن القاعدة يبدو الآن أنها تفضل فروعها الإفريقية على تنظيم القاعدة في شِبه الجزيرة العربية (AQAP)، وهو تحول هائل محتمل بالنظر إلى تاريخ القاعدة في شبه الجزيرة العربية في التخطيط لهجمات ضد الغرب.
خطورة الظواهري
وتشير النتائج الاستخباراتية أيضًا إلى أن حركة الشباب، على وجه الخصوص، قد تكتسب نفوذًا ماليًا، حيث أفادت إحدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن الفرع الذي يتخذ من الصومال مقراً له يستخدم بعضاً من عائداته السنوية البالغة 50 مليون دولار إلى 100 مليون دولار لدعم تنظيم القاعدة بشكل مباشر وقياداته الأساسية، وتمتلك الحركة ميزانية سنوية تقدر بنحو 24 مليون دولار للأسلحة والمتفجرات، وتعليقًا على التقرير، قال ديفد جارتنشتاين روس، محلل مكافحة الإرهاب والرئيس التنفيذي لشركة تحليل التهديدات Valens Global: "من الواضح تمامًا أن الظواهري قد تم التقليل من شأنه بشكل مخجل، فالقاعدة اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه عندما تولى الظواهري مقاليد الحكم"، ويقول محللون آخرون: إن تقرير الأمم المتحدة يدعو إلى التشكيك في الفعالية طويلة المدى لإستراتيجيات مكافحة الإرهاب للولايات المتحدة والغرب.
وبحسب الشبكة الأميركية، فإن هناك تساؤلات حول متى وما إذا كانت القيادة الأساسية للقاعدة ستضغط من أجل تجدد الهجمات ضد الغرب، وقال جارتنشتاين روس: "إن مهاجمة الولايات المتحدة ليست هي الحل الأمثل للقاعدة، على مدى العقد الماضي أو نحو ذلك، فقد خفضت أولويات هجمات الحادي عشر من سبتمبر ضد الولايات المتحدة لمجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك أن القاعدة تتمتع بالعديد من الفرص داخل المنطقة. وبالمثل، يحذر تقرير الأمم المتحدة من أنه في حين أن القاعدة قد تكون في وضع أفضل، فمن المرجح أن تمتنع عن شن هجمات خارجية من أجل عدم إحراج طالبان الأفغانية، كما أن نواة القاعدة ما زالت تفتقر إلى "القدرة العملياتية الخارجية".