انتقادات دولية لقطر بسبب ظروف العمالة الوافدة.. تقارير وحقوقيون يكشفون جرائم الدوحة
تتعرض قطر لانتقادات دولية بسبب ظروف العمالة الوافدة
يعاني العمال الأجانب في قطر من أزمات عديدة وانتهاكات بالجملة نتيجة للسياسات الخاطئة التي يتبعها النظام القطري برئاسة تميم بن حمد، بالإضافة إلى قطع رواتبهم، ومعاناتهم الشديدة في الكثير من الأوضاع الآدمية وعدم توفير مسكن لائم لهم، أو حياة آدمية لهم.
معاناة وانتهاكات
وكشف تقرير لماعت شهادات خاصة من العمال الأجانب الموجودين في قطر، والذين رصدوا معاناتهم والانتهاكات التي يتعرضون لها، منها العمل بأوقات أكثر دون أي توفير حياة آدمية لهم، أو منحهم رواتبهم، بالإضافة إلى تعرضهم إلى الأمراض، وأنهم أخذوا ديونا لمجرد أنهم يصرفون على أنفسهم في الدوحة، وهو ما تساءل عليه الكثير من المنظمات الدولية عن تلك الانتهاكات التي تعرض لها العمال في الدوحة.
وأضاف التقرير: أن الانتهاكات القطرية ضد العمالة استمرت على نطاق واسع حتى بعد أن تعهدت قطر بتحسين أوضاع العمالة لديها، وأن أرباب العمل فى قطر الذين يعملون لحسابهم وكذلك أولئك الذين يديرون شركات توريد العمالة كثيرا ما يؤخرون أو يحجبون أو يقتطعون بشكل تعسفي أجور العمال، وينتهكون بانتظام عقودهم مع العمال المهاجرين، وأنه منذ ظهور وباء كورونا في قطر، ظهرت هذه الانتهاكات بشكل متكرر ضد العمالة الخارجية.
وشهدت الآونة الأخيرة تكثيفاً لهذه الدعوات بعدما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أن 6500 عامل مغترب ينتمون إلى خمس دول آسيوية لقوا حتفهم في قطر منذ بدء الاستعدادات لاستضافة مونديال 2022 عقب فوز قطر بحق الاستضافة في 2010 وحتى الآن.
إدانات حقوقية
وأدان مختصون حقوقيون انتهاكات قطر المستمرة ضد العمال المهاجرين على أراضيها، وقال عبدالمنعم الحر، أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن هناك العديد من التقارير الحقوقية التي كشفت العديد من الانتهاكات التي يتعرض لها العمال المهاجرون في قطر.
وكشف الحر أن عدد العمال المهاجرين في قطر تجاوز 2.1 مليون نسمة، من 100 جنسية حول العالم، معظمهم من جنسيات آسيوية، موضحا أن تعثر الإصلاحات في النظام القطري حتى الآن تعني أن العديد من العمال لا يزالون عالقين في ظروف قاسية، نتيجة إهمال إصلاح هذه القوانين.
ولفت أن على الدوحة تشديد الحماية للعمالة المنزلية لكي يتماشى مع المعايير الدولية فيما يتعلق بأمور من بينها ساعات العمل، وتشديد آليات فرض إنفاذ القانون وتوفير الحماية للضحايا، ومحاسبة أصحاب العمل المسيئين بما في ذلك ملاحقتهم جنائياً.
جرائم قطر
فيما أكد جابر المري، المعارض القطري، أن التقارير الصادرة عما تتعرض له العمال في قطر يؤكد ارتكاب النظام القطري الكثير من الجرائم بحق العمالة الأجنبية في الدوحة.
وأوضح المعارض القطري في تصريح لـ"العرب مباشر" أن هناك الآلاف من العمال لقي هتفهم في الدوحة نتيجة لما تعرضوا له من انتهاكات وجرائم في قطر، لافتا أن هناك العديد من التقارير الدولية التي وثقت تلك الجرائم التي يقوم بها النظام القطري ضد العمالة.
تحذير دولي
وكان حذر مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي من أن قطر لم تقطع شوطا كافيا في تحسين ظروف العمل للعمال المهاجرين في البلاد قبل كأس العالم لكرة القدم العام المقبل، وشكا من المخاوف المستمرة بشأن حوادث العمل.
قال نيكولاس شميت، مفوض الاتحاد الأوروبي للوظائف والحقوق الاجتماعية، إنه التقى علي بن سميخ المري، وزير العمل القطري، في وقت سابق من هذا الشهر لمناقشة الإجراءات التي تتخذها الدولة الخليجية لإصلاح أسواق العمل فيها، وإنه حذر من العمل. ظلت الظروف مصدر قلق للاتحاد الأوروبي.
قال شميت: "قال لي إنهم أحرزوا بعض التقدم، وإنهم اعتمدوا اتفاقيات منظمة العمل الدولية (منظمة العمل الدولية)". "أقرت بذلك، وقلت إنني ما زلت قلقة من الحوادث التي لا تزال تحدث – وأن الصحة والسلامة والمعاملة العادلة للعمال ضرورية للاتحاد الأوروبي".
وتعرضت قطر لانتقادات من منظمة العفو الدولية ومنظمات حملة أخرى بشأن ظروف عمل عمال البناء من جنوب آسيا بشكل رئيسي في الدولة الغنية بالغاز. تركز انتقاداتهم على الظروف في مواقع البناء بما في ذلك استاد خليفة في الدوحة، وعلى رد فعل الدوحة، بما في ذلك كيفية تحقيق السلطات في الوفيات.