العراق.. هل ينجح السوداني في وقف القصف الإيراني التركي؟ خبراء يجيبون
تواصل تركيا وإيران قصف العراق
تتصاعد وتيرة الهجمات والضربات الجوية والصاروخية الإيرانية والتركية على الحدود وفي عمق الأراضي العراقية، رغم المواقف الرسمية والشعبية العراقية الرافضة لها، حيث رفضت الخارجية العراقية في بيان لها تلك الهجمات قائلة: إن الهجمات التركية والإيرانية المتكررة على إقليم كردستان العراق تخالف المواثيق والقوانين الدولية، ترفض حكومة جمهورية العراق رفضا قاطعا، وتدين بشدة القصف الإيراني بالطائرات المسيرة والصواريخ على إقليم كردستان العراق، وتؤكد الحكومة العراقية على أن لا تكون أراضي العراق مقرا أو ممرا لإلحاق الضررِ والأذى بأي من دول الجوار، كما ترفض أن يكون العراق ساحة للصراعات وتصفية الحسابات لأطراف خارجية، وجاء الموقف العراقي بعد إطلاق تركيا الأحد عملية "المخلب السيف" في شمال العراق وسوريا، وإعلان إيران عبر الحرس الثوري تنفيذ ضربات صاروخية وجوية بالمسيرات على مقار أحزاب ومجموعات كردية إيرانية معارضة في إقليم كردستان العراق.
موقف صعب
العنف الإيراني والتركي يظهر كاختبار جديد لحكومة محمد شياع السوداني، حيث تشن إيران هجوما مستمرا على أراضي إقليم كردستان العراق، أوقع عددا من الضحايا في صفوف المدنيين؛ الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة عن كيفية تعامل بغداد مع تصعيد طهران في ظل حكومة يقودها حلفاء طهران، وهدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، بأن تطال هجمات الحرس الثوري المدن والقرى والمناطق السكنية في منطقة إقليم كردستان، بالقول: إن الهجمات المقبلة ستستهدف "المناطق المزدحمة بالسكان" في كردستان العراق، ويتزامن القصف الإيراني مع زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد ولقاء رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، بحسب وسائل إعلام إيرانية، وبحث معهما القصف الذي تشنه بلاده على إقليم كردستان، مشيرة إلى أن "إيران ستستمر بالقصف".
عراق ضعيف
من جانبه، أكد إحسان الشمري، المحلل السياسي العراقي، أن الاعتداءات الإيرانية والتركية ليست بجديدة، مضيفًا أن إيران وتركيا انتهجا سياسات عدائية تجاه العراق ممارسين ضغوطا من خلال القصف المتكرر حتى وصل الأمر إلى إطلاق صواريخ باليستية دون رد من الحكومة العراقية وهذا مؤشر كبير على حالة الضعف.
وأضاف الشمري، في تصريحات لـ"العرب مباشر": اللافت هو التلويح بالعمليات البرية من قِبل تركيا وإيران واختيارهم هذا التوقيت لأنهم يدركون أن هناك أزمة سياسية فيما يرتبط بتشكيل الحكومة، متابعًا أن الأزمات في الداخل العراقي ساعدهم على التجرؤ على سيادة العراق، بالإضافة إلى إدراكهم أن العراق غير قادر عسكريا على رد العدوان.
السيناريوهات المقبلة
في السياق ذاته، أكد الشمري أن هناك سيناريوهات عديدة أهمها هو حدوث تنسيق عالي المستوى داخليا ما بين بغداد وإقليم كردستان والاتفاق على نزع سلاح المعارضة الإيرانية إن وجد هذا السلاح، مضيفًا، أن الأمر الآخر هو حدوث حوارات ثنائية سريعة، خاصة أن رئيس الوزراء "شيّاع السوداني" سيزور إيران خلال ٤٨ ساعة، وبالتالي من الممكن أن يوقف هذا العنف الإيراني على الحدود العراقية، مضيفًا أن السيناريو الآخر هو اللجوء إلى مجلس الأمن، حيث هدد العراق من قبل تركيا بتقديم مذكرة إلى مجلس الأمن إلا أن هذا لم يحدث حتى الآن.