عراقيون يكشفون ملفات على طاولة الحوار بين "بايدن" و"الكاظمي"

يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس وزراء العراق الكاظمي

عراقيون يكشفون ملفات على طاولة الحوار بين
صورة أرشيفية

يجري رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد غد الاثنين، في إطار الجولة الرابعة للمباحثات الأميركية – العراقية.

وتأتي الزيارة المثقلة بملفات تحدد مستقبل العراق وعلى رأسها إجراء الانتخابات البرلمانية في أكتوبر/ تشرين المقبل، في وقت عصيب. 

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن: إن الولايات المتحدة فخورة بقيادة الجهد من أجل إنجاح الانتخابات العراقية المرتقبة، وذلك خلال اجتماعات الحوار الإستراتيجي بين بغداد وواشنطن.

الجانب الأمني

قال الدكتور عبدالكريم الوزان،  المحلل السياسي العراقي والأكاديمي والباحث في مركز أبادير الإستراتيجي،  إن الكاظمي ذهب إلى أميركا وبعد غد سيكون له لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن، لافتًا أن أهم الملفات المطروحة الجانب الأمني الذي تتفرع منه تأمين الانتخابات القادمة، وكيفية لجم الميليشيات والأذرع المسلحة الفاعلة في العراق. 

أضاف الوزان في تصريحات للعرب مباشر، أن الكاظمي لا يستطيع بمفرده كقوى سياسية التصرف مع هذه القوى والتي يقف وراءها دول إقليمية كبرى كإيران. 

تابع: أيضا هناك ملفات أخرى تتعلق بالطاقة وقضايا ذات علاقة بدول عربية مجاورة للعراق كالسعودية بالدرجة الأولى، وملف تركيا والمياه الإقليمية،  وسيكون هذه الجولة هي الرابعة والأخيرة من الحوار الإستراتيجي في العراق". 

وقت عصيب

كما نوه الأستاذ والأكاديمي العراقي بأن هذه الجولة تأتي في وقت عصيب، حيث يواجه تحديا له من الميليشيات المسلحة في العراق. 

أوضح قائلا:" وهو لم يصل إلى أميركا وبدأت الميليشيات الإيرانية الرد والتعليق على تصريحات وزير الخارجية العراقي الذي تحدث عن وجود مدربين ".

أميركا لن تنسحب من العراق

شدد الوزان على أن الولايات المتحدة لن تنسحب من العراق،  مردفا: "فأميركا لا تضحي بمصالحها في العراق ولن تكرر أخطاءها مجددا كما سلمت العراق على طبق من ذهب إلى إيران، وضمان أمن إسرائيل يعني وجود أميركا في إيران وصد أي عمل يهدد سلامتها كذلك المصالح الاقتصادية والجيوسياسية".

تطمينات للكاظمي

نوه إلى أن هناك تطمينات قوية للكاظمي الذي سيكون حال عودته تتضح الصورة جلية سواء من خلال ضرب الميليشيات المسلحة للمصالح الأجنبية، أو من خلال التصريحات المتعلقة بإخراج القوات الأجنبية. 

اختتم حديثه قائلا: "وأتوقع أن تكون هناك سيناريوهات فاعلة ذات بعد عسكري في العراق قبل إجراء الانتخابات وربما تأجيل الانتخابات حتى تطبيق هذه الإجراءات".

اتفاقية الإطار الإستراتيجي

من جانبه أوضح المحلل السياسي العراقي نزار سامرائي، أن زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى واشنطن ضمن مسارات اتفاقية الإطار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، واستمرارا لمباحثات جرت في وقت سابق مباشرة وعبر الإنترنت بشأن جدولة انسحاب القوات الأميركية من العراق .

اعتبر في تصريحات للعرب مباشر، أن الزيارة تأتي في ظل العديد من القضايا المشتركة التي تضغط على الجانبين حيث يرغب العراق بالتحول من الجانب العسكري إلى التعاون الاقتصادي والتنموي، وفق ما تنص عليه الاتفاقية بين البلدين".

أردف: "ولاسيما أن القوات الأميركية تواجه هجمات متكررة، اتهمت بها المجاميع المسلحة المدعومة من إيران، فيما هاجمت القوات الأميركية جوا عددا من مقرات الحشد الشعبي ما يثير توترا وأزمة حقيقية بشكل خاص بعد أن طالت الهجمات المناطق الآمنة للقوات الأميركية في إقليم كردستان مثل قاعدة حرير، ومطار أربيل، وحتى القنصلية الأميركية في أربيل، باستخدام الطائرات المسيرة والتي أصبحت سلاحا تتعامل معه الجماعات المسلحة باستمرار".

من جانب آخر يعاني العراق من أزمة اقتصادية خانقة مع تفشي الفساد في مفاصل الدولة والأزمات الخدمية الأخرى مثل الكهرباء والمياه بعد قطع إيران للروافد التي تصب في حوض دجلة، وسيطرة تركيا على منسوب المياه في حوضي دجلة والفرات بعدما وضعت سد أليسو قيد التشغيل، وهذا أثر على العراق كثيرًا وهو هنا بحاجة إلى دعم دولي ودعم الولايات المتحدة على وجه الخصوص فالبلد عرضة للانهيار بسبب الصراعات الداخلية.

ويبقى كثير من التساؤلات مطروحًا على الطاولة بانتظار ما يسفر عليه لقاء بايدن والكاظمي.