بعد تقرير الاستخبارات الذئاب في ثياب الحملان.. تحرك ضخم في البرلمان الألماني ضد الإخوان

تحرك كبير يشهده البرلمان الألماني ضد جماعة الإخوان بعد تقرير الاستخبارات الذئاب في ثياب الحملان

بعد تقرير الاستخبارات الذئاب في ثياب الحملان.. تحرك ضخم في البرلمان الألماني ضد الإخوان
صورة أرشيفية

في ظل الانقسامات والخلافات التي تشهدها صفوف الجماعة بالمنطقة العربية وفي تركيا وبريطانيا، تتخذ ألمانيا إجراءات صارمة تجاه صفوف الإخوان بها، لمواجهة مخاطر "الإسلام السياسي".

استجوابات بالبرلمان الألماني

قبل أيام، صدر تقرير استخباراتي بألمانيا، حذر من خطر الإخوان في البلاد، ليتخذ حزب البديل لأجل ألمانيا تحركا سريعا، بتقديم استجواب مكتوب في برلمان ولاية ساكسونيا شرقي البلاد، بشأن ملف الجماعة ومحاولاتها المناورة بجمعيات جديدة.

وقدم النائب عن حزب "البديل لأجل ألمانيا" الشعبوي، كرستن هوتر، استجوابا مكتوبا لحكومة ساكسونيا في برلمان الولاية نفسها، يتضمن مجموعة من الأسئلة الحادة لحكومة الولاية عن أنشطة الإخوان، وخاصة مركز اجتماعات ساكسونيا، ومناوراته الأخيرة لخداع السلطات الأمنية. 

ويعتبر ذلك الاستجواب لبرلمان ساكسونيا خطوة ضخمة للرد على تقرير هيئة حماية الدستور الذي حذر بوضوح من خطر الإخوان المتزايد؛ إذ إنه من المنتظر أن تقدم حكومة الولاية ردا مكتوبا على هذه الأسئلة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وبحسب مراقبين، فإن تقارير هيئة حماية الدستور بفروعها في الولايات، والتحركات في البرلمانات المحلية والبرلمان الاتحادي، تمثل ضغوطا كبيرة على الحكومة الاتحادية لاتباع نهج قوي وحازم في مكافحة الإخوان الإرهابية.

أسئلة موجهة للولاية الألمانية

وحمل الاستجواب عنوان "فعاليات مركز اجتماعات ساكسونيا وجماعة الإخوان المسلمين عام 2021.. أسئلة موجهة لحكومة الولاية"؛ إذ تضمن عدة تساؤلات من بينها أنه "هل لدى حكومة الولاية معلومات حول استمرار مركز اجتماعات ساكسونيا في العمل تحت أسماء هيكلية أخرى وإلى أي مدى؟ إذا كانت الإجابة نعم، ما هذه الهياكل؟". 

أما السؤال الثاني الموجه للحكومة بالولاية الألمانية، فهو: "بقدر ما تستمر الأنشطة من خلال تمويه الأشخاص المعنيين في المركز: ما طبيعة اتصالات هؤلاء الأشخاص القائمين على المركز بشبكات الإخوان المسلمين، وهل أبقوا نفس الاتصالات السابقة بالجماعة أم عمدوا لتوسيعها؟".

وتضمنت وثيقة الاستجواب سؤالا آخر، وهو: "ما المعلومات التي تمتلكها حكومة الولاية حول الجمعيات المنشأة حديثًا والتي تتشارك نفس عقود إيجار العقارات السابقة باسم مركز اجتماعات ساكسونيا، وكيف يتطور عدد المترددين على هذه الجمعيات؟".

كما تساءلت الوثيقة أيضا عن "عدد المتطرفين والمرتبطين بتنظيمات إرهابية معروفة الذين يترددون على الجمعيات الجديدة التي ورثت مركز اجتماعات ساكسونيا، وما إذا كانت جماعة الإخوان تملك نشاطا سريا في الولاية من عدمه؟".

كشف أوروبا لأهداف الإخوان

ومن ناحيته، أكد كونستانتين شرايبر مذيع الأخبار في تلفزيون "أيه آر دي الألماني"، أن ألمانيا تضم 1500 من أهم عناصر التنظيم؛ إذ أسسوا مواقع إخبارية وشبكات علاقات اجتماعية واسعة ومؤسسات بأنشطة متنوعة، وتمكنوا من ذلك التأثير في شرائح عديدة من المجتمع الألماني باسم الدين الإسلامي.

وأوضح شرايبر أن تنظيم الإخوان يستخدم المساجد والمراكز الإسلامية في ألمانيا لنشر أفكارهم الظلامية وتجنيد الشباب الألماني عبر الندوات والمحاضرات والدروس التي يلقونها بصفة دورية، وكل ذلك بهدف نشر أيديولوجية الجماعة واستمالة أكبر قدر ممكن من الفئات إليهم لكي يقتنعوا بأفكارهم ويؤمنوا بأهدافهم وتوجهاتهم.

تقرير استخباراتي

وفي وقت سابق من يناير الجاري، نشر فرع هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" في ولاية ساكسونيا، تقريرا، يتضمن تحذيرا من اتباع تنظيم الإخوان إستراتيجية الإخوان وميل إحدى جمعياته، مركز اجتماعات ساكسونيا، إلى المناورة وخداع السلطات في الولاية.

وأكدت الاستخبارات الألمانية أن إستراتيجية "الذئاب في ثياب الحملان" التي يتبعها التنظيم الإرهابي ظهرت بوضوح في مصر خلال ما يسمى بالربيع العربي بين عامي 2011 و2013؛ إذ لم يكن الإخوان أقوى فصيل في البرلمان فحسب، بل كان رئيس الدولة محمد مرسي في الفترة بين 2012 و2013 منحدرا منه.

مزاعم الإخوان

وأوضح التقرير الألماني أن جوهر برنامج الإخوان هو وحدة الدين والدولة، وتطبيق تفسيرها المنغلق للشريعة؛ إذ يمكن استخدام القوة لتحقيق هذا الهدف، مضيفا أن الجماعة ترفض النظام الديمقراطي الحر، لكن عناصر الجماعة تتبع أسلوبا براغماتيا يعتمد على المشاركة في المجتمع والاستفادة من مزايا النظام الديمقراطي، لكسب التأثير والنفوذ فقط.

كما أشار إلى أن أيديولوجية الإخوان تتعارض مع مبادئ السيادة الشعبية والحرية الدينية والمساواة العامة المنصوص عليها في القانون الأساسي الألماني، موضحا أن أنشطة حركة حماس الفلسطينية المنبثقة عن الإخوان، موجهة ضد فكرة التفاهم الدولي، ومن المحتمل أن تُعرض المصالح الألمانية في الخارج للخطر.

كما حذرت الاستخبارات الألمانية من أن الفترة الماضية شهدت نشاطا مكثفا لدعاة يمثلون الإخوان وينشرون أيديولوجيتها في مساجد مختلفة في ألمانيا، مشيرة إلى أن الأوضاع في ولاية ساكسونيا، وهي أنه ينتشر مواطنون يتبعون أيديولوجية الإخوان، وأن نحو 20 قياديا نشطا يشغلون مناصب قيادية في هياكل الجماعة، حيث يهدفون إلغاء الديمقراطية وإقامة نظام ديني قائم على القواعد الدينية، ونشر أفكار الإخوان ومحاولة تقديم أنفسهم مسلمين معتدلين.

كما حذرت من اختراق هذه القيادات الإخوانية المؤسسات العامة وغير الحكومية، قائلة: إن تقديم عناصر الإخوان أنفسهم جهات فاعلة في المجتمع المدني وجديرة بالثقة يمثل معضلة وفخاً للمسؤولين في البلديات والولايات والكنائس والمجتمع المدني، ويمكن أن يؤدي إلى سوء تقدير.

وذكر التقرير أن قياديا يدعى سعد الجزار هو العنصر الأبرز في جماعة الإخوان بساكسونيا؛ إذ يعد عضو مجلس إدارة ونائب مدير مركز اجتماعات الولاية، الذي يتشارك نفس المقر مع مركز رضوى الشربيني للتعليم والثقافة والذي يترأسه أيضا الجزار.