في زيارة هامة للإمارات.. ولي العهد السعودي يزور "إكسبو 2020".. ما التفاصيل؟
زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان معرض إكسبو دبي 2020
زار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، جناحي الإمارات والسعودية في إكسبو.
زيارة إكسبو
ورافق ولي العهد السعودي خلال زيارته للجناحين، مساء اليوم الأربعاء الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
واطلع خلال جولته على محتويات الجناح السعودي المقام في منطقة "الفرص"، تحت شعار "طموح بلا حدود"، وهو مصمم على هيئة نافذة عملاقة تفتح من الأرض وترتفع إلى السماء كرمز للإطلالة على مستقبل المملكة وتاريخها العريق.
ويمتد الجناح على مساحة 13 ألف متر مربع، وهو ثاني أكبر الأجنحة في إكسبو 2020 دبي بعد جناح دولة الإمارات، ويركز على طموحات السعودية الكبيرة في مختلف المجالات، لاسيما في مجال الأعمال والسياحة والتطوير التقني والابتكار وتكنولوجيا المستقبل.
كما تفقد جناح الإمارات الذي يروي قصة نشأة دولة الإمارات وحلم الرواد المبدعين الذين سطروا تاريخاً ملهماً يقوم على منظومة من القيم الإنسانية الأصيلة وطموحات لا حدود لها.
ووصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات، أمس الثلاثاء، في زيارة تتوج العلاقات الأخوية التاريخية والشراكة الإستراتيجية بين البلدين.
وتحمل الزيارة أهمية خاصة للإمارات قيادة وحكومة وشعبا، نظرا للمكانة العظيمة التي يحتلها ضيف الإمارات الكبير في قلب كل مواطن إماراتي.
كما تكتسب الزيارة أهميتها أيضا من خصوصية العلاقات بين السعودية والإمارات، التي تستند على روابط فريدة قوامها الأخوة والثقة والمصير المشترك، حتى أضحت العلاقات بينهما نموذجاً يحتذى في العلاقات الدولية.
وتعد السعودية أكبر اقتصاد عربي بإجمالي ناتج محلي 700 مليار دولار أميركي في 2020، يأتي خلفها مباشرة الإمارات بناتج محلي يبلغ 404 مليارات دولار أميركي.
والتعاون بين البلدين فتح الحدود أمام الاستثمارات المتبادلة، بالتزامن مع تقديم كلا البلدين تسهيلات وحوافز لرجال أعمال البلدين، لبناء اقتصاد متكامل يعزز رفاهية الشعبين.
العلاقات الراسخة
وشملت المباحثات السعودية - الإماراتية، استعراض العلاقات الراسخة، ومسارات التعاون الثنائي والفرص الواعدة لتنميته في مختلف المجالات في ضوء الشراكة الإستراتيجية الخاصة التي تجمع بين البلدين إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وسام زايد
ونيابةً عن رئيس الدولة، قدّم ولي عهد أبوظبي لولي العهد السعودي، وسام زايد من الدرجة الأولى، الذي يُمنح للملوك والرؤساء وقادة الدول، تقديراً وتعبيراً عن الاعتزاز بعمق العلاقات الثنائية الراسخة وما يجمع البلدين من روابط تاريخية وطيدة.
وكان الأمير محمد بن سلمان قد اختتم زيارة رسمية لسلطنة عمان استمرت يومين، عقد فيها جولة مباحثات رسمية مع السلطان هيثم بن طارق، في قصر العلم، تناولت استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين، كما بحث الجانبان أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، إضافة إلى مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
علاقات اقتصادية قوية
من جانب آخر، تشهد الشراكة الاقتصادية السعودية - الإماراتية، تطورات استثنائية في مختلف المجالات بدعم من القيادتين في البلدين، حيث يشمل التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين جملة قطاعات حيوية وإستراتيجية، كالابتكار، والتكنولوجيا، والصناعة، والخدمات اللوجيستية والأمن الغذائي، والسياحة، والتعدين والنفط والغاز الطبيعي، والقطاع العقاري والبناء والتشييد، إضافةً إلى تجارة الجملة والتجزئة، والقطاع المالي والتأمين، مع توقعات بأن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التنوع والفرص التي تصب في نمو الاقتصادين السعودي والإماراتي وتعود بالازدهار على البلدين.
ووفقاً لإحصاءات التجارة لعام 2020 تعد السعودية الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات على مستوى الدول العربية، والثالث على المستوى العالمي، وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الجانبين في النصف الأول من عام 2021 نحو 61.7 مليار درهم (16.7 مليار دولار) بنسبة نمو 32.5 في المائة مقارنةً بالنصف الأول من عام 2020، ما يعكس متانة وتنوع العلاقات التجارية ونموها بشكل مستمر. وتعد الإمارات أكبر شريك تجاري عربي للمملكة، والثالث عالمياً مع السعودية بعد الصين والولايات المتحدة الأميركية خلال عام 2020.
وحسب معلومات رسمية فإن البلدين قطعا خلال السنوات الماضية خطوات كبيرة في توحيد الطاقات وتعزيز التكامل، وفق رؤية واضحة تشمل مظلة واسعة من القطاعات، من أبرزها الربط بين رواد الأعمال وإطلاق برامج مشتركة لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتعزيز الفرص أمام أنشطتها وتشجيع التبادل السياحي وتطوير القدرات في قطاع السياحة، وهو ما انعكس على حجم أنشطة الشركات في البلدين، حيث يمتلك ويسهم اليوم أكثر من 11 ألف سعودي في رخصة اقتصادية في الإمارات حتى سبتمبر (أيلول) 2021، وفي المقابل تستثمر أكثر من 140 شركة إماراتية في السعودية. ويشمل التعاون التجاري والاستثماري معظم القطاعات الحيوية ضمن اهتمامات البلدين، وتعد السعودية أكبر شريك استثماري للإمارات على المستوى الخليجي والعربي والإقليمي والخامس عالمياً.
ووصل رصيد الاستثمارات السعودية المباشرة في الإمارات حتى مطلع العام الماضي 2020 نحو 5 مليارات دولار، بنمو بلغ 4 في المائة مقارنةً بعام 2019، وفي المقابل تأتي الإمارات في طليعة الدول المستثمرة في السعودية برصيد تراكمي استثماري تجاوز حاجز 9 مليارات دولار.