قصف إسرائيلي أمريكي لمطار صنعاء باليمن.. والاحتلال يطالب اليمنيين بإخلاء المنطقة

قصف إسرائيلي أمريكي لمطار صنعاء باليمن.. والاحتلال يطالب اليمنيين بإخلاء المنطقة

قصف إسرائيلي أمريكي لمطار صنعاء باليمن.. والاحتلال يطالب اليمنيين بإخلاء المنطقة
قصف مطار صنعاء

في تصعيد جديد للتوترات العسكرية في المنطقة، شنت إسرائيل والولايات المتحدة غارات جوية مكثفة على مطار صنعاء الدولي، حيث أمرت إسرائيل المدنيين بإخلاء مطار صنعاء الدولي في العاصمة اليمنية، بعد أقل من 24 ساعة على شنها ضربات جوية استهدفت مواقع في مدينة الحديدة المجاورة، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وجاء هذا التحذير بعد إطلاق جماعة الحوثي صاروخًا باتجاه مطار بن غوريون قرب تل أبيب صباح الأحد؛ ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص، وفقًا لخدمات الطوارئ الإسرائيلية.

تحذير عسكري إسرائيلي واضح


وفي بيان أصدره الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، حذّرت إسرائيل من البقاء في محيط مطار صنعاء، مؤكدًا أن من لا يُخلي المكان ويبتعد عن المنطقة يعرض نفسه للخطر. 

يأتي هذا التحذير في إطار حملة جوية متصاعدة تشنها إسرائيل على مواقع تابعة لجماعة الحوثي المدعومة من إيران، وذلك في ظل ما تعتبره تل أبيب تهديدًا مباشرًا لأمنها.

ضربات متعددة واستهداف للبنية التحتية الحيوية


وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الإثنين، عن تنفيذه ضربات جوية جديدة استهدفت منشآت تابعة للحوثيين في ميناء الحديدة ومصنع أسمنت باجل الواقع شرق المدينة. 

ووفقًا للجيش، فإن الميناء يُستخدم كمصدر تموين مركزي للجماعة، ومنفذًا لتهريب الأسلحة الإيرانية، في حين يُعد مصنع الأسمنت مصدرًا اقتصاديًا مهمًا يُستخدم لبناء الأنفاق والبنية التحتية القتالية.

تجدر الإشارة أن ميناء الحديدة يُعد ثاني أكبر ميناء على البحر الأحمر بعد ميناء عدن، ويُشكل بوابة دخول لنحو 80% من واردات الغذاء إلى اليمن، ما يجعله ذا أهمية استراتيجية وإنسانية بالغة.

إصابات مدنية وتحميل المسؤولية لإسرائيل والولايات المتحدة

من جانبه، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين، أنيس الأصباحي، بأن الهجوم الإسرائيلي على الحديدة أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 21 شخصًا. 

كما حمّلت الجماعة كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية الضربات الجوية، إلا أن مسؤولًا في وزارة الدفاع الأمريكية نفى، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أي مشاركة أمريكية في الهجمات الأخيرة على الأراضي اليمنية.

رد حوثي وتهديد إسرائيلي


وعقب الضربات الإسرائيلية والهجوم الصاروخي الحوثي على مطار بن غوريون، أعلن الحوثيون نيتهم فرض ما وصفوه بـ "حصار جوي شامل" على إسرائيل، عبر استهداف المطارات الإسرائيلية، ردًا على خطط تل أبيب لتوسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة.

في المقابل، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريح له بعد الهجوم الصاروخي الحوثي، بردّ عنيف، قائلاً: "هاجمنا في الماضي، وسنهاجم في المستقبل"، مشيرًا بذلك إلى استمرار السياسة الإسرائيلية في الرد المباشر على أي تهديد خارجي، خصوصًا من الأراضي اليمنية التي باتت تشكل مسرحًا جديدًا للصراع الإقليمي المتشابك.

خلفية التصعيد


وكانت إسرائيل قد شنت سابقًا عدة غارات ضد أهداف حوثية في اليمن، منها استهداف محطة طاقة وموانئ في يناير الماضي، فضلاً عن قصف مطار صنعاء في ديسمبر 2023. 

وتندرج هذه العمليات ضمن استراتيجية أوسع تتبعها إسرائيل لمواجهة ما تعتبره تمددًا إيرانيًا عبر وكلائها الإقليميين في المنطقة.

وفي ظل هذه التطورات، يزداد القلق من تحول اليمن إلى جبهة مواجهة مباشرة بين إسرائيل والمحور الإيراني، ما ينذر بتداعيات أمنية وإنسانية واسعة النطاق، خاصة في بلد يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.