نقص الموارد المائية كارثة جديدة تواجه تونس

تواجه تونس كارثة نقص الموارد المائية

نقص الموارد المائية كارثة جديدة تواجه تونس
صورة أرشيفية

في الآونة الأخيرة، دخلت تونس حالة الطوارئ المائية الذي يتمثل في نظام مقنن يستمر لعدة أشهر لتوزيع الماء الصالح للشرب، ومنع استعماله لأغراض أخرى بسبب أزمة الجفاف، فضلا عن شح الموارد المائية في تونس التي فاقمتها التغيرات المناخية وموجة الجفاف التي تضرب البلاد منذ 4 سنوات.

وتعاني البلاد من أزمة شح الموارد المائية مع ارتفاع درجات الحرارة التي قد وصلت إلى ما يقرب من 50 درجة مئوية، ولذلك بدأت السلطات قطع مياه الشرب ليلا في مناطق بالعاصمة ومدن أخرى هذا العام للحد من الاستهلاك في مواجهة الجفاف الشديد.

وفي عام 2022 برزت صور فيديو موثقة من طرف الجمعيات بتونس في شأن صعوبة التزود بالماء الصالح للشرب إلى درجة أن الفيديوهات تذكر بعهود خالها التونسيون انتهت من استعمال صهاريج المياه والدواب لجلب الماء.

محاولات ترشيد المياه في تونس

وقالت وزارة الفلاحة والموارد المائية التونسية في بيان صادر منذ 3 شهور: إن القرارات المتعلقة بترشيد استعمال الموارد المائية ستبقى سارية المفعول حتى 30 سبتمبر المقبل، محذرة المخالفين بأنهم يعرضون أنفسهم لعقوبات مالية، وأخرى تضمن السجن.

وأزمة ندرة المياه تعمقت في تونس عبر السنوات الماضية جراء سوء إدارة الإخوان في العشرية السوداء؛ إذ تستهلك الأنشطة في قطاع الزراعة 83 % من موارد البلاد المائية ويزرع الفلاحون في تونس الفراولة والكرز والطماطم وغيرها من المنتجات المستهلكة للمياه.

ويكافح الشعب التونسي بسبب التغيرات المناخية المتسارعة التي عجلت بارتفاع متواصل في درجات الحرارة، وبخاصة خطر الجفاف بالبلاد في ظل شح الموارد المائية إلى درجة إطلاق إنذارات حكومية كثيرة بأن تونس بلغت مرحلة الفقر المائي.

الجفاف يأكل المحصول الزراعي

ومنذ أيام، أعلنت وزارة الزراعة التونسية أن محصول البلاد من القمح تراجع هذا العام 60% إلى 250 ألف طن بسبب الجفاف، ومن شأن تراجع محصول القمح أن يعمق الصعوبات المالية التي تواجهها تونس في الوقت الذي تحاول فيه الحصول على حزمة إنقاذ دولية لتأمين احتياجاتها المعيشية.

وانقطاع المياه بحسب أرقام وزارة الزراعة مر من 14 ألف انقطاع في السنة إلى حدود 24 ألفاً في السنوات الأخيرة، وهناك 62 في المئة من تجهيزات الشبكة متهالكة، ولا يمكن ضخ المياه في الأماكن المرتفعة. 

وكشف تقرير لمنظمة غرينبيس، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعاني من ظاهرة الاحترار بوتيرة تقارب ضعف المعدل العالمي، لافتًا إلى أنها عرضة للآثار والتداعيات الخطيرة الناجمة عن تغير المناخ، بما في ذلك الشح الحاد في المياه.

تخبط تونس والعالم نتيجة التغيرات المناخية

ويقول المحلل السياسي والقانوني التونسي، حازم القصوري، إن الموارد المائية أزمة كبيرة تتخبط فيها تونس كما العالم بأسره نتيجة التغيرات المناخية وأيضًا العشرية السوداء الإخوانية التي حاولت القضاء على إنجازات الدولة الوطنية بخصوص صيانة السدود والبحيرات واحترام المخططات الوطنية والاستثمار في البحث العلمي.

وأضاف قصوري في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الذي أدى إلى أزمة المياه وهو يفرض علينا أكثر من أي وقت مضى التفكير في خطة وطنية وإقليمية للخروج من الأزمة لدخول في تحلية المياه ومراجعة سياسات الدولة بخصوص إسناد الرخص للاستغلال العشوائي للمياه؛ لأن ملف المياه من أهم ملفات الأمن القومي التونسي.