مأساة حرب السودان.. 30 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة

مأساة حرب السودان.. 30 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة

مأساة حرب السودان.. 30 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة
الحرب السودانية

مع استمرار النزاع الدامي في السودان، كشفت الأمم المتحدة عن أرقام صادمة تسلط الضوء على الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه ملايين السودانيين.

وفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فإن أكثر من 30 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة خلال عام 2025، في ظل تصاعد الحرب وانهيار الخدمات الأساسية.

زيادة غير مسبوقة في الاحتياجات الإنسانية


التقرير الأممي أشار، أن هذه الأرقام تمثل زيادة بنسبة 23% مقارنة بالعام السابق، حيث كان حوالي 24.8 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات في عام 2024، هذه الزيادة تعكس الأثر المدمر للصراع المستمر منذ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص.

وأوضح التقرير، أن 30.4 مليون سوداني، ما يعادل 64% من سكان البلاد البالغ عددهم 47.5 مليون نسمة، يعانون من الاحتياجات الإنسانية المتزايدة.

الأطفال في قلب المأساة


الأطفال هم الأكثر تضررًا من هذه الأزمة الإنسانية، بحسب التقرير، فإن 16 مليون طفل في السودان بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية وحماية عاجلة، هذا الرقم يمثل أكثر من نصف العدد الإجمالي للمحتاجين؛ مما يعكس التحديات الهائلة التي يواجهها الجيل القادم من السودانيين في ظل استمرار الحرب وانعدام الاستقرار.

خطة الاستجابة.. الحاجة إلى 4.2 مليار دولار


أعلن مكتب "أوتشا" عن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025، والتي تهدف إلى جمع 4.2 مليار دولار لتقديم مساعدات منقذة للحياة لـ 21 مليون شخص من الأكثر ضعفًا في السودان، تسعى الخطة أيضًا إلى استعادة الخدمات الأساسية وتوسيع نطاق الحماية في المناطق الأكثر تضررًا.

وحدد التقرير مناطق مثل جنوب دارفور وشمال دارفور والجزيرة والخرطوم كأكثر المناطق احتياجًا، حيث يعيش حوالي 11.4 مليون شخص في هذه المناطق في أوضاع كارثية.

وذكر أن الوضع في دارفور يُعد الأخطر، إذ يحتاج 79% من سكان الإقليم إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بينما يعاني 61% من سكان كردفان و48% من سكان الخرطوم من ظروف مشابهة.

انعدام الأمن الغذائي: أزمة متفاقمة

الأزمة الإنسانية في السودان لا تقتصر على التشرد والافتقار إلى الخدمات الأساسية، بل تمتد لتشمل انعدام الأمن الغذائي الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.

 تقرير أممي سابق، أشار أن 24.6 مليون شخص في السودان سيواجهون انعدام أمن غذائي حادًا بين ديسمبر 2024 ومايو 2025، مما يضعهم في المرحلة الثالثة أو أعلى من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

منذ اندلاعها في أبريل 2023، تركت الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع آثارًا مدمرة على كل جوانب الحياة في السودان، فإلى جانب الخسائر البشرية والنزوح، تسببت الحرب في انهيار الاقتصاد، تعطل المؤسسات، وانعدام الخدمات الأساسية، مما عمّق من معاناة السودانيين اليومية.

في ظل هذه المأساة الإنسانية، وجهت الأمم المتحدة نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للسودان، سواء من خلال تمويل خطة الاستجابة الإنسانية أو ممارسة الضغط على الأطراف المتصارعة لإيجاد حل سياسي ينهي الحرب ويعيد الاستقرار للبلاد.

وقال المحلل السياسي السوداني، محمد إلياس: إن الوضع الإنساني في السودان وصل إلى مرحلة حرجة وغير مسبوقة، مشيرًا أن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع لم تؤد فقط إلى انهيار الدولة، بل جعلت ملايين السودانيين في مواجهة يومية مع الجوع والتشرد والموت.

وأضاف الياس - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن ما نشهده اليوم في السودان ليس مجرد صراع عسكري، بل كارثة إنسانية شاملة تلامس كل جانب من جوانب الحياة، وتجاوزت الأزمة حدود السياسة لتصبح معاناة إنسانية ممتدة، خصوصًا في ظل عجز الأطراف المتصارعة عن التوصل إلى أي تسوية توقف هذا النزيف.