تقدم محدود ومناطق عازلة.. كواليس مفاوضات وقف إطلاق إطلاق النار في غزة
تقدم محدود ومناطق عازلة.. كواليس مفاوضات وقف إطلاق إطلاق النار في غزة

قالت مصادر فلسطينية قريبة من محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، إن الوسطاء الأمريكيين والعرب أحرزوا تقدمًا محدودًا في جهودهم للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكن هذا التقدم لم يكن كافيًا لإتمام الصفقة، حسبما نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية
استمرار المفاوضات
وتابعت الوكالة الدولية، أنه أثناء استمرار المفاوضات في قطر، استمرت القوات الإسرائيلية في شن غارات جوية عبر قطاع غزة، حيث أفادت المصادر الطبية الفلسطينية بمقتل 23 شخصًا يوم الخميس، مما رفع العدد الإجمالي للقتلى جراء الضربات الجوية الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية إلى 76 شخصًا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وأضافت أن الدور الذي يلعبه الوسطاء الأمريكيون والعرب، بما في ذلك قطر والولايات المتحدة ومصر، يهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف القتال المستمر منذ 15 شهرًا، بالإضافة إلى إطلاق سراح آخر الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، وذلك قبل مغادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في يناير الحالي، وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي قد أعلن عن إحراز "تقدم حقيقي" في المحادثات، إلا أنه أشار إلى أن حركة حماس كانت تُعرقل جهود تبادل الأسرى.
تقدم محدود
وفي هذا الصدد، أكدت مصادر فلسطينية أن المحادثات شهدت بعض التقدم، خاصة في تقليص الفجوات بين المواقف السابقة، ولكن تم طرح شرط جديد من قبل إسرائيل قد يُعرقل التوصل إلى اتفاق.
ويكمن هذا الشرط في رغبة إسرائيل في الحفاظ على منطقة عازلة بعمق 1 كيلومتر على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، مما سيحد من قدرة السكان على العودة إلى منازلهم، وهو ما يُعتبر تراجعًا عما تم الاتفاق عليه في يوليو الماضي.
وأوضح المسؤول الفلسطيني الذي تحدث لوكالة رويترز أن هذا الشرط الإسرائيلي يُعد عائقًا كبيرًا في طريق الوصول إلى اتفاق نهائي.
وأكد أن الوسطاء يبذلون جهودًا كبيرة لإقناع إسرائيل بالتراجع عن هذا الشرط والعودة إلى ما تم الاتفاق عليه سابقًا. ولكن، لم تقدم السلطات الإسرائيلية أي تعليق رسمي على هذه الاتهامات.
ومن جهة أخرى، أعلن مسؤولون إسرائيليون، يوم الثلاثاء، أنهم ملتزمون تمامًا بالوصول إلى اتفاق يسمح بإطلاق سراح الرهائن الفلسطينيين المحتجزين لديهم، إلا أن حركة حماس لا تزال تُعرقل هذه الجهود.
تدهور الأوضاع الإنسانية
أما فيما يتعلق بالوضع الإنساني في قطاع غزة، فقد أشار التقرير إلى أن الحصيلة البشرية نتيجة الهجمات الإسرائيلية المستمرة قد ارتفعت إلى أكثر من 46 ألف قتيل، وفقًا للمصادر الصحية الفلسطينية.
وتشهد غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية، حيث تم تدمير العديد من المنشآت الطبية ومرافق البنية التحتية، فيما يُعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، بينما يُواجه معظمهم التهجير المستمر جراء تدمير منازلهم.
كما أفادت تقارير صحفية بأن بعض الدول والمنظمات الدولية، بما في ذلك الفاتيكان، قد انتقدت بشدة الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، ووصف البابا فرنسيس الوضع الإنساني في القطاع بـ"المأساوي والمخجل"، مشيرًا إلى أن الأطفال يموتون من البرد بسبب تدمير المستشفيات، وأن شبكة الكهرباء في البلاد تعرضت لأضرار بالغة. وأضاف البابا أن هذا الوضع غير مقبول وأنه يتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي. ورغم هذه الانتقادات، فإن إسرائيل تنفي عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
خلافات رئيسة
وفي سياق آخر، يُشير الخبراء إلى أن الجمود القائم في المحادثات حول وقف إطلاق النار يعود إلى نقطتين رئيسيتين. أولًا، تُطالب حماس بإنهاء الحرب بشكل كامل وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من غزة قبل الإفراج عن أي رهائن، من جهة أخرى، تقول إسرائيل إنها لن توقف العمليات العسكرية حتى يتم تفكيك حركة حماس بالكامل وتحرير جميع الأسرى.