الناتو يكشف عن نشر كوريا الشمالية لجنودها في روسيا: ما تداعيات ذلك على الحرب الأوكرانية؟

الناتو يكشف عن نشر كوريا الشمالية لجنودها في روسيا: ما تداعيات ذلك على الحرب الأوكرانية؟

الناتو يكشف عن نشر كوريا الشمالية لجنودها في روسيا: ما تداعيات ذلك على الحرب الأوكرانية؟
كوريا الشمالية

في خطوة تحمل تداعيات واسعة على الساحة الدولية، كشف حلف شمال الأطلسي “الناتو” عن وجود أدلة قوية على نشر كوريا الشمالية لجنودها داخل الأراضي الروسية، مما يزيد من تعقيد الصراع الأوكراني ويعكس تصعيدًا غير مسبوق في دعم موسكو.

تأتي هذه التحركات في وقت يتصاعد فيه التوتر العالمي، وسط تقارير استخباراتية تشير إلى مشاركة كوريا الشمالية بقوات قد تصل إلى 10,000 جندي، ما يفتح الباب أمام احتمالات خطيرة بشأن مستقبل الحرب. وبينما يواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوته للحلفاء للتحرك وعدم تجاهل هذا التطور، فإن الوضع يثير مخاوف من اتساع رقعة الحرب لتشمل أطرافًا دولية جديدة. من جانبها، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد من احتمالية مشاركة هؤلاء الجنود في العمليات العسكرية بأوكرانيا، وهو ما سيشكل تصعيدًا نوعيًا يهدد بتفاقم الأزمة أكثر.

نشر جنود كوريين


أكد حلف شمال الأطلسي “الناتو” يوم الأربعاء وجود أدلة تشير إلى نشر كوريا الشمالية لجنودها في روسيا، مشيرًا إلى أن هذه القوات قد تشارك بشكل مباشر في الحرب الأوكرانية. وُصفت الخطوة بأنها تصعيد كبير في الدعم المقدم من كوريا الشمالية لروسيا، وتتزامن مع تقارير أخرى تفيد بوجود آلاف الجنود الكوريين الشماليين الذين وصلوا إلى روسيا لتلقي تدريبات عسكرية.

قلق أمريكي


في سياق متصل، صرّح مسؤول أمريكي كبير بأن آلاف الجنود الكوريين الشماليين قد تم نشرهم بالفعل في روسيا، إلا أن الدور الذي سيلعبونه في الصراع لا يزال غير واضح. وأوضح المسؤول أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب تحركات هؤلاء الجنود، وتخشى أن يتم إرسالهم للمشاركة في المعارك الدائرة بأوكرانيا. ويرى محللون عسكريون أن هذا التطور يعكس حالة الضعف المتزايدة التي يعاني منها الجيش الروسي، خاصة مع الخسائر اليومية التي يتكبدها على جبهات القتال.

الاستخبارات الكورية الجنوبية تكشف المزيد من التفاصيل
أكدت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية أمام البرلمان أن بيونغ يانغ قد أرسلت بالفعل حوالي 3,000 جندي إلى روسيا للتدريب العسكري، ومن المقرر أن يصل العدد إلى 10,000 جندي بحلول ديسمبر المقبل. هذه التحركات تمثل توسعًا لافتًا في حجم التدخل الكوري الشمالي، مما أثار استنكار المجتمع الدولي، خاصة في ظل غياب مواقف واضحة من الأمم المتحدة إزاء هذا التصعيد.

زيلينسكي يطالب المجتمع الدولي بالتحرك


دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء إلى “عدم الاختباء” والتعامل بجدية مع الأدلة المتزايدة على تورط كوريا الشمالية في الحرب. وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا لديها معلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى أن كوريا الشمالية قد أعدت وحدتين عسكريتين تتألفان من حوالي 12,000 جندي للمشاركة في القتال إلى جانب روسيا.

تصعيد غير محسوب


في أوروبا، تتزايد المخاوف من احتمالية أن يؤدي تورط كوريا الشمالية في الصراع إلى تصعيد عسكري غير محسوب. وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أكد أنه “من المرجح للغاية” أن تكون بيونغ يانغ قد بدأت بالفعل بإرسال مئات الجنود إلى روسيا. بينما أضاف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، أن أي مشاركة كورية شمالية في الحرب ستؤدي إلى تصعيد خطير، مؤكدًا على ضرورة أن تتحرك الدول الغربية بسرعة لمنع مزيد من الانخراط الدولي في هذا الصراع الذي يتجاوز حدوده الإقليمية.

دور روسيا في توسيع التحالفات العسكرية


استعانة روسيا بالجنود الكوريين الشماليين يعتبر امتدادًا لاستراتيجيتها في تعزيز التعاون العسكري مع الدول المعزولة دوليًا مثل إيران وكوريا الشمالية. هذه الدول تواجه عقوبات اقتصادية شديدة وتجد في روسيا شريكًا يشاركها في تجاوز تلك الضغوطات من خلال التعاون العسكري. ومع تزايد الانخراط الدولي في الصراع الأوكراني، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى استعداد المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جدية لوقف هذه التطورات الخطيرة.

تحذيرات من تصعيد إقليمي


أكد خبراء عسكريون أن استخدام الجنود الكوريين الشماليين يعد بمثابة إشارة واضحة إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها روسيا في حربها ضد أوكرانيا، حيث تسعى للحصول على دعم من دول محاصرة دوليًا، وهو ما يعكس حالة العزلة التي تعيشها موسكو بعد العقوبات المفروضة عليها، وفقًا لـ”رويترز”. من جانبه، قال د. طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن نشر الجنود الكوريين الشماليين في روسيا يعكس تحولًا خطيرًا في ديناميات الصراع الأوكراني.

وأوضح فهمي في حديثه لـ”العرب مباشر” أن هذا التدخل يأتي في إطار تعزيز التحالفات العسكرية بين الدول المعزولة مثل كوريا الشمالية وروسيا، اللتين تواجهان ضغوطًا غربية مشتركة.