نيوزويك: التخبط الأميركي في سوريا.. كيف سيتعامل بايدن مع الأزمة؟
يتخبط التواجد الأميركي في سوريا
أبقت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن مئات الجنود الأميركيين في مواقعهم في سوريا دون وجود خطط رئيسية، حتى مع تصعيد روسيا وإيران وتركيا للحرب في الصراع المستمر منذ فترة طويلة، حيث تدخلت الولايات المتحدة الأميركية في الصراع في سوريا في عام 2014 لمواجهة تنظيم داعش، وشهدت سياسة واشنطن في البلاد عدة تحولات كبيرة.
الهدف هزيمة داعش
مجلة "نيوزويك" الأميركية، سلطت الضوء على الأزمة التي تواجهها القوات الأميركية في سوريا، في ظل تخبط الإدارة الأميركية لاتخاذ قرار فيما يتعلق بالتهديدات التركية لغزو المزيد من الأراضي السورية، حدث الإصلاح الأخير في عام 2019 عندما تراجع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن المواقف الأميركية للتركيز فقط على الشمال الشرقي الغني بالنفط وحامية الصحراء في الجنوب، وهو جزء من خطط الانسحاب المعلنة التي لم تتحقق أبدًا، كان هذا هو الوضع على الأرض عندما تولى بايدن منصبه، ولم يتغير شيء يذكر في الأشهر الثمانية عشر التي تلت ذلك، ويقول البيت الأبيض: إنه يتصرف وفقًا للخطة، وفي هذا الصدد قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي "أولويات إدارة بايدن لسوريا واضحة، وهي تعزيز الالتزام بوقف إطلاق النار، وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية، وضمان الهزيمة الدائمة لداعش، مع الاستمرار في دعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254"، مضيفًا "المهمة العسكرية الأميركية في شرق سوريا هي ضمان الهزيمة الدائمة لداعش، لا توجد مهمة عسكرية تتجاوز هذا الهدف".
سوريا تعترض
وفقًا للمجلة، فقد أعلنت القوات الكردية هزيمة تنظيم داعش، في عام 2019، لكن لا تزال هناك بقايا من القوات الجهادية، وتعليقًا على الأمر، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: إن المهمة الأميركية "أثبتت فعاليتها العالية منذ البداية في عام 2015 وحتى الآن، بما في ذلك العمليات المستهدفة ضد زعيم داعش في فبراير 2021 وضربات مستهدفة في وقت سابق من هذا الشهر ضد قادة كبار آخرين"، مضيفًا "هذه المهمة الهامة ضرورية لحماية الشعب الأميركي وشركائنا وهي مستمرة، ولا نتوقع أي تغييرات على المدى القريب في الوجود العسكري الأميركي في شرق سوريا"، وأشارت المجلة، إلى أن هذه المواقف تتعارض مع مواقف القوى الأخرى التي تستثمر حاليًا في وسائل لفرض رؤيتها الخاصة لتسوية الأزمة السورية، بما في ذلك دمشق، التي قالت بعثتها لدى الأمم المتحدة لمجلة نيوزويك: إن "وجود الجيش الأميركي على الأراضي السورية هو عمل غير شرعي وعدواني وانتهاك لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالوضع في الجمهورية العربية السورية"، مضيفة "الدولة السورية لم تطلب من الولايات المتحدة الأميركية إرسال قواتها إلى سوريا تحت غطاء ما أطلق عليه زوراً، التحالف الدولي ضد داعش"، كما أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يصدر أي قرار بإرسال قوات دولية إلى سوريا لمحاربة داعش، وبالتالي فإن الوجود العسكري الأميركي في سوريا كان وسيظل غير قانوني.
التهديدات التركية
بحسب المجلة، فإن التساؤلات عن الهدف من وجود القوات الأميركية جاء في الوقت الذي هدد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإجراء تدخل رابع واسع النطاق في شمال سوريا، حيث انضمت موسكو وطهران إلى واشنطن في معارضة مثل هذا العمل، الذي من المرجح أن يستهدف قوات سوريا الديمقراطية، وانتشرت قوات سوريا الديمقراطية عبر الخطوط الأمامية للصراع، وأحيانًا إلى جانب القوات الأميركية مباشرة، وأصدرت احتجاجات للقوى الكبرى بشأن خطط تركيا، وفي حديثها خلال مؤتمر في وقت سابق من هذا الشهر، قالت الزعيمة المشاركة في مجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد: إن الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية كان يناشد كلاً من واشنطن وموسكو وقف خطط أنقرة، التي حذرت من أنها "تساعد داعش على إعادة تنظيم نفسها وإحيائها مرة أخرى".
وردًا على سؤال حول موقف إدارة بايدن، قالت إنها ممتنة لأن الولايات المتحدة رفعت بعض العقوبات عن ممارسة الأعمال التجارية في شمال شرقي سوريا، وهي خطوة يمكن أن تعزز الاستثمار الاقتصادي في المنطقة، لكنها قلقة من أن واشنطن قد تشتت انتباهها في نهاية المطاف الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا؛ ما يترك فراغًا ينتقل إليه الآخرون، مضيفة "نعلم للأسف أن الحرب في أوكرانيا أثرت على العالم بأسره، ونعلم أن الولايات المتحدة بشكل خاص؛ حيث تبقي الحرب الروسية الأوكرانية الإدارة الأميركية منشغلة لحل هذه الأزمة، ولكن هذا الوضع أعطى فرصة لجميع القوى الدولية التي تريد زيادة نفوذها في سوريا للاستفادة من هذه الأزمة"، مشيرة إلى أنه عندما لا يكون للولايات المتحدة وقوى مؤثرة أخرى في سوريا هذا الموقف الصارم ضد هجمات وتهديدات تركيا، فإن تركيا تعتبر ذلك بمثابة ضوء أخضر لبدء العملية العسكرية، وفي مواجهة هذه التطورات، وفي هذا الصدد أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، الذي تحدثت معه مجلة نيوزويك، أن القوات الأميركية يمكن أن تسيطر على سوريا، بشأن تهديدات أنقرة، قال المتحدث: "نحن لا نؤيد توغلًا بقيادة تركيا، ونعتقد أنه يجب احترام خطوط وقف إطلاق النار من قبل جميع الأطراف".