في ذكرى تولي تميم... بقايا الماضي وأزمات الحاضر تؤرق الابن المنقلب

يعاني الشعب القطري أزمات متعددة منذ تولي تميم بن حمد آل ثان حكم قطر

في ذكرى تولي تميم... بقايا الماضي وأزمات الحاضر تؤرق الابن المنقلب
أمير قطر تميم بن حمد ووالده

تولى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، حكم الدوحة، في عام 2013، في ظل ظروف غامضة حيث قام بالانقلاب على والده وسط اتهامات للعائلة بتاريخ مليء بالانقلاب، وفقا لصحيفة "جارديان" البريطانية.

ماذا فعل تميم منذ تولى الحكم؟ 


حقق تميم إخفاقات عديدة منذ توليه الحكم قبل 8 أعوام، ما ولد معارضة قطرية ضخمة بالبلاد، لمهاجمته مرات عديدة، حيث وصفه المعارض القطري خالد الهيل، عبر حسابه الرسمي على تويتر، بالفاشل.


وقال الهيل عبر تغريدة سابقة له: إنه "يؤسفني ويحزنني للغاية أن مستوى قطر فى عهد تميم قد تدنى إلى مستوى غير مسبوق، ليس هكذا تؤكل الكتف يا فاشل، رحلاتك المكوكية كما رأينا حتى الآن هي مجرد حرث في البحر"، مضيفا: "ما هي إنجازات حضرتكم غير الصراخ والعويل؟".

أزمات لاحقت حكم تميم 


أزمات داخلية عديدة وصراعات ورثها تميم عن والده حمد بن خليفة، من التمييز ضد المرأة وتدهور أوضاع العاملين الأجانب، ومعاناة اقتصادية، فضلا عن غياب الثقة العربية تجاه الدوحة.
 
كيف تعامل تميم؟ 


منذ تولى تميم لحكم قطر، قاد بلاده إلى التدهور بشهادات دولية، حيث إنه مع بداية عهد بدأت الأقنعة في السقوط، من دعم للإرهاب والتدخل في شؤون الدول الخليجية، وذلك من خلال الاتفاقين اللذين وقعتهما قطر مع دول مجلس التعاون الخليجي عامي 2013 و2014، لكنها لم تلتزم بما جاء فيهما، وتعهد به تميم بن حمد.


ما نكث تميم باتفاقية الرياض التي وقعتها دول مجلس التعاون الخليجي عام 2013، والاتفاق التكميلي عام 2014، ألزمت جميع دول المجلس بما فيها دولة قطر بمنع كل الأنشطة والتنظيمات الإرهابية المناهضة لدول الخليج العربي ومصر مثل جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، لكنه لم يلتزم بأي بند من بنودها، وفقا لصحيفة "عكاظ" السعودية.

فشل تميم


حقق تميم فشلا في إدارة قطر بمختلف المجالات، ما أدى إلى تأجج الأزمات بها، إثر قراراته المتخبطة، وهي ما أرجع سببها اللواء محمود منصور، مؤسس مخابرات قطر، إلى أن أمير قطر فشل في العلاج نفسيا في الولايات المتحدة الأميركية، حيث إنه لا يزال يعاني من حالات عصبية، وذلك نتيجة إحساسه بالدونية العالية وهو ما يظهر في قراراته المتخبطة وهو ما ينعكس على حجم الانتهاكات بالدولة الخليجية.


كما مكن تميم تركيا وإيران من بلاده، وسيطر قادتها على الحكم وخزائن الدوحة، وانتشر جنودهم بقواتها الأمنية وجيشها الوطني، حيث فتح أمير قطر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خزائن بلاده على آخرها وقدم له الهبات والعطايا الضخمة وبناء قاعدة عسكرية تركية بالبلاد، بحسب صحيفة "جيروزاليم الإسرائيلية".

عزلة


عانت قطر من عزلة دولية لأعوام، منذ يونيو 2017، بسبب المقاطعة العربية لها جراء دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لعدة بلدان، لتنضم لها دول أخرى.
وفي ظل ذلك، أكدت شبكة "بلومبيرغ" الأميركية أن الأمير تميم في حقيقة الأمر "مكبل اليدين" بسلطة تحكم "من وراء العرش"، مضيفة أن قطر تدفع ثمن فتحها جبهة عداء الرباعي العربي، بسبب سياسات أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني.


وقالت: إن الأمير الأب، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وعد بعد تولي ابنه بفتح قطر "صفحة جديدة" وتغيير مواقفها التي أغضبت جيرانها وحلفاءها، خاصة فيما يتعلق بدعم حكومة الإخوان المسلمين في مصر، لكن هذا كله لم يتغير، بل قاد الدوحة إلى عزلة كبيرة.


وأشارت إلى أنه "لم يتغير أي شيء في سياسات قطر، فالأمير الأب لا يزال يسحب السلاسل"، مؤكدة أن الشيخ حمد بن خليفة، لا يزال يسيطر على البلاد.

انهيار اقتصادي 


وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" شهدت قطر على يد تميم انهيارات اقتصادية عديدة، والاستنزاف الاقتصادي، وخلت البنوك القطرية من العملات الأجنبية تماما في 2019، وهجرها المستثمرون الأجانب مع بداية المقاطعة العربية لها في 2017، فضلا عن أنه خلال الفترة التى حكم فيها تميم قطر، وصل الاحتياطي النقدي الأجنبي للإمارة في مارس الماضي إلى 37.6 مليار دولار، بعدما كان 45 مليار دولار في فبراير 2017.


ووصفت العملة القطرية بالأسوأ عام 2017 بحسب وكالة بلومبيرغ، وتراجعت أسهم البورصة على مدار عام من المقاطعة لتسجل أسوأ أداء.


وتسببت المقاطعة وانتشار كورونا في تراجع بالغ للسياحة في الدوحة، حيث كشفت بيانات حديثة لوزارة التخطيط والإحصاء القطرية، انخفاض أعداد السياح الوافدين إلى قطر خلال الأربعة أشهر الأولى من العام 2020، بنحو 30.6% على أساس سنوي.

فساد ورشاوى


شهدت قطر مؤخرا تفشيا للفساد والرشاوى بشدة، خاصة بين المسؤولين، قبل شهر، تمت إقالة وزير المالية القطري علي شريف العمادي لتورطه في جرائم فساد ضخمة، ومنذ أسابيع قليلة أعلن الديوان الأميري في الدوحة، إجراء أمير قطر تعديل وزاري محدود. 


وتضمن البيان أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أقال النائب العام علي بن فطيس المري من المنصب الذي يشغله منذ عقدين، وعين بدلا منه وزير العدل.


وأضاف: أن الشيخ تميم عين وزير العدل عيسى بن سعد الجفالي النعيمي، نائبا عاما، وألغى أمر التعيين كل حكم يخالف أحكامه، ما يعني إقالة المري من منصبه.
بينما لم يكشف الديوان الأميري الأسباب الحقيقية لإقالة المري، الذي يشغل منصبه منذ نحو عشرين عاما، فيما كشفت مصادر أن قرار أمير قطر جاء لعدة أسباب، منها تورط النائب العام في عدة قضايا فساد خلال الفترة الماضية، منها ما تم إزاحة الستار عنه بعد التحقيق في فساد وزير المالية.

سمعة دولية سيئة


وجراء تلك الأزمات والانهيارات، اكتسبت الدوحة سمعة دولية سيئة، حيث أكدت مجلة "إيكونوميست" أن حكام قطر يعانون من حالة فصام في تعاملهم مع شعبهم ومع جيرانهم، وتحدثت عن صور تميم التي باتت منتشرة في كل زاوية في قطر، كما كانت صور الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد. 


قالت المجلة: إنه على مدى عقود، روجت قطر لنفسها كمنارة للانفتاح وهي تستضيف قناة الجزيرة، وهي محطة فضائية عربية شهيرة تزعم أنها تبث آراء مكبوتة في أماكن أخرى من الشرق الأوسط، مؤكدة أن الدوحة باتت ملاذا لأولئك الفارين من حكوماتهم. 


وأشارت إلى أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أقل تسامحاً مع الانتقادات الموجهة إليه، بينما تنتشر صوره في كل مكان في قطر تحت شعار "تميم المجيد"، موجهة لذلك انتقادات لاذعة.