في الذكرى الرابعة لانفجارات مرفأ بيروت.. كيف أغرق حزب الله لبنان في الفساد؟
أغرق حزب الله لبنان في الفساد
يحيي لبنان الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت اليوم الجمعة الموافق ٤ أغسطس الذي دمرت فيه مساحات شاسعة من المدينة وقتل ما لا يقل عن 220 شخصاً وجرح ألف آخرون، وحتى بعد هذا الدمار الهائل ، لم يُحاسب أي مسؤول كبير في التحقيق.
انفجار الميناء
أفاد موقع "WION" الهندي، بأن الانفجار وقع بعد أن اشتعلت النيران في مستودع بعد الساعة السادسة مساء في 4 أغسطس 2020، ما أدى إلى انفجار مئات الأطنان من نترات الأمونيوم، وكانت المواد الكيميائية ، التي كانت على متن سفينة مستأجرة من روسيا ومتجهة في الأصل إلى موزمبيق، وموجودة في الميناء منذ عام 2013 عندما تم تفريغها في محطة غير مجدولة.
وتابعت أن أحدا لم يطالب بالشحنة ما تسبب في نزاع قانوني حول الرسوم والعيوب غير المدفوعة، وخلص مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن كمية المواد الكيميائية التي انفجرت كانت خُمس إجمالي 2754 طنًا تم تفريغها في عام 2013، وأدى الانفجار إلى ظهور سحابة عيش الغراب فوق بيروت وشعر بها سكان قبرص التي كانت على بعد 250 كيلومترا به.
وأضافت أن عددا كبيرا من مسؤولي لبنان كان يعرفون بأمر المواد الكيميائية بمن فيهم الرئيس السابق ميشال عون ورئيس الوزراء آنذاك حسان دياب، وقال عون إنه بعد الانفجار أبلغ قادة الأمن بـ "القيام بما هو ضروري" بعد علمه بالمواد الكيماوية، وأضاف دياب أن ضميره مرتاح، وفي تقرير عام 2021، قالت هيومن رايتس ووتش إن المسؤولين الحكوميين والأمن رفيع المستوى "توقعوا وجود خطر كبير على الحياة ... وتقبلوا ضمنيًا خطر حدوث وفيات".
تعثر التحقيقات
وأشار الموقع الهندي إلى أن وزير العدل في البلاد عين القاضي فادي صوان للتحقيق في الانفجار واتهم دياب وثلاثة وزراء سابقين بالإهمال في ديسمبر 2020، ومع ذلك، في فبراير 2021، أقالته محكمة من القضية بادعاء البعض أنه تجاوز صلاحياته، إلا أن تقارير دولية أكدت أن إقالته حتى لا يكشف دور حزب الله في التفجير أو توجيه أي تهم لقيادته، بعد شكوى من وزيرين سابقين وهما غازي زيتار وعلي حسن خليل.
وأشار الموقع إلى أن طارق بيطار، وخليفة صوان، حاولا استجواب شخصيات بارزة من بينهم خليل وزيتار، وطالب المشتبه بهم بإقالة بيطار على خلفية ادعاءات التحيز والأخطاء التي أدت إلى توقف التحقيق، وكان القضاة يعتزمون الحكم في تلك الشكاوى وتقاعدوا في عام 2022 ولم يتم تعيين خلفاء، ما ترك التحقيق في طي النسيان، واتهم المدعي العام اللبناني بيطار في وقت لاحق بتجاوز سلطاته المزعومة، وأمر كذلك بالإفراج عن الأشخاص المحتجزين منذ الانفجار، بما في ذلك الرئيس السابق لهيئة ميناء بيروت، الأمر الذي تسبب في تعليق التحقيق مرة أخرى.
دور حزب الله
ونفى حزب الله المدعوم من إيران الاتهامات العلنية بالسيطرة على الميناء أو تخزين أسلحة وشن حملة ضد بيطار أثناء محاولته استجواب حلفائه، وحذر مسؤول في حزب الله في عام 2021 بيطار من أن الجماعة ستقتلعه، وفي مظاهرة ضد بيطار ، نظم أنصاره مسيرة أدت إلى أعمال عنف دامية في بيروت.
وأشار الموقع الهندي إلى أن دور حزب الله في تفجيرات المرفأ وإفساد كافة التحقيقات التي دارت حول الجناة الحقيقيين، تسببت في إغراق لبنان في فساد لا نهاية له، لتكتمل سلسلة الانهيارات التي يعاني منها لبنان منذ سنوات.