محللون فلسطينيون: استمرار الحرب على غزة يهدد بانفجار إقليمي والوضع الإنساني كارثي
محللون فلسطينيون: استمرار الحرب على غزة يهدد بانفجار إقليمي والوضع الإنساني كارثي

تشهد غزة أوضاعًا إنسانية متدهورة وسط تصاعد المخاوف من مجاعة تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع المحاصر منذ اندلاع الحرب المستمرة منذ أشهر.
وأكدت تقارير منظمات أممية، بينها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، أن السكان في غزة يواجهون "كارثة غير مسبوقة" مع انعدام الأمن الغذائي ووصول نسبة سوء التغذية بين الأطفال إلى مستويات حرجة.
وتشير بيانات الأمم المتحدة، أن نحو 90% من سكان القطاع يعانون من نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة، فيما تواجه المستشفيات نقصًا كبيرًا في الأدوية والإمدادات الطبية نتيجة القيود المفروضة على دخول المساعدات.
وأوضحت المنظمات، أن المخابز تعمل بطاقة محدودة للغاية، بينما يعتمد معظم السكان على وجبات بسيطة وغير كافية، ما يزيد من معدلات الأمراض وسوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال والنساء.
وفي الوقت نفسه، تتواصل المناشدات الدولية لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بلا قيود، حيث دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الكبرى إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لفتح المعابر وتسهيل وصول المساعدات.
كما حذرت منظمة "أنقذوا الأطفال" من أن الأوضاع الحالية قد تؤدي إلى "مجاعة جماعية" إذا استمر منع الإمدادات الإنسانية، مؤكدة أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا من استمرار النزاع.
من جانبه، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: إن "الوضع في غزة هو الأسوأ منذ عقود"، مطالبًا المجتمع الدولي بممارسة ضغوط حقيقية لوقف التصعيد، مشددًا على أن إدخال المساعدات بشكل فوري وكبير هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح.
وتتزامن هذه التطورات مع تزايد التحذيرات من انهيار البنية التحتية في القطاع، وسط استمرار الغارات وغياب الخدمات الأساسية، ما يجعل غزة على أعتاب أزمة إنسانية شاملة تهدد حياة الملايين.
وحذر المحلل السياسي الفلسطيني د. أحمد العوض من خطورة استمرار الحرب على قطاع غزة، مؤكدًا أن الأوضاع الإنسانية وصلت إلى مستوى "كارثي وغير مسبوق" في ظل انعدام الأمن الغذائي وانهيار الخدمات الأساسية.
وقال العوض- في تصريحات للعرب مباشر-: إن التقارير الأممية التي تتحدث عن مجاعة وشيكة في القطاع تمثل "جرس إنذار للعالم بأسره"، مشددًا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فورًا لوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بلا قيود.
وأشار العوض، أن الحصار المشدد على غزة واستمرار العمليات العسكرية تسببا في تدهور شامل للبنية التحتية، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والوقود، بينما يفتقر معظم السكان لمياه الشرب والغذاء الكافي.
وأضاف: أن استمرار الوضع الحالي قد يقود إلى "انفجار إقليمي" مع تزايد الغضب الشعبي في المنطقة.
ودعا العوض الدول العربية والإسلامية إلى تكثيف جهودها الدبلوماسية والإنسانية للضغط على المجتمع الدولي، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات العاجلة يجب أن يكونا أولوية قصوى لإنقاذ أرواح المدنيين.
وأكد المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، أن قطاع غزة يعيش "أزمة وجودية غير مسبوقة" نتيجة استمرار الحرب والحصار، مشيرًا أن التقارير الأممية الأخيرة حول انعدام الأمن الغذائي تنذر بوقوع مجاعة جماعية إذا لم يتم التحرك الدولي بشكل عاجل.
وقال البرغوثي -في تصريح للعرب مباشر-: إن المشهد الإنساني في غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حيث يفتقر أكثر من مليوني فلسطيني إلى الغذاء والدواء والمياه النظيفة، في ظل استمرار القصف والانقطاع شبه الكامل للخدمات الأساسية.
وأضاف: أن "غزة تحولت إلى منطقة منكوبة بالكامل، ولا يمكن إنقاذها إلا بوقف الحرب فورًا وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة وكبيرة".
وأشار المحلل الفلسطيني، أن المواقف الدولية ما زالت "دون مستوى الكارثة الإنسانية" التي يواجهها سكان القطاع، داعيًا الأمم المتحدة والدول الكبرى إلى ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لفتح المعابر وتسهيل دخول الإمدادات، مؤكدًا أن أي تأخير في التدخل سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل خطير.