محلل سياسي : استمرار الصراع يضع السودان على حافة انهيار إنساني واقتصادي شامل

محلل سياسي : استمرار الصراع يضع السودان على حافة انهيار إنساني واقتصادي شامل

محلل سياسي : استمرار الصراع يضع السودان على حافة انهيار إنساني واقتصادي شامل
الحرب السودانية

يشهد السودان تفاقمًا غير مسبوق في أزماته الاقتصادية والإنسانية، في ظل استمرار الصراعات المسلحة واتساع رقعة المواجهات في عدد من الولايات؛ ما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية وتزايد أعداد النازحين بشكل يومي.

وبحسب تقارير أممية، يعيش ملايين المدنيين تحت وطأة نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية، بينما تعاني المستشفيات من انهيار شبه كامل في منظومة الإمداد الطبي، وسط صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق القتال. 

وأشارت وكالات الإغاثة، إلى أن 70% من المرافق الصحية إما خارج الخدمة أو تعمل بقدرات محدودة، مع تفشي الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال.

وفي الجانب الاقتصادي، تتواصل معاناة البلاد نتيجة توقف الأنشطة التجارية في عدة مناطق، وانهيار سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل كبير.

 كما أدى تراجع الإنتاج الزراعي والصناعي إلى تفاقم الفجوة الغذائية، فيما يشير اقتصاديون إلى أن استمرار الحرب يهدد بانهيار كامل للعملة المحلية خلال الأشهر المقبلة.

وتشهد العاصمة الخرطوم وولايات دارفور وكردفان اشتباكات متجددة بين الأطراف المتحاربة؛ ما أدى إلى موجات نزوح داخلية واسعة. 

وتقدر المنظمات الدولية عدد الذين اضطروا لترك منازلهم منذ بداية الصراع بالملايين، بينما يعيش كثيرون منهم في ظروف بالغة القسوة دون مأوى أو مياه آمنة.

وحذرت الأمم المتحدة من أن استمرار القتال سيُدخل السودان في مرحلة أكثر خطورة، مع ارتفاع احتمالات المجاعة وتوسع الانهيار الاقتصادي، ودعت الأطراف كافة إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية ووقف الهجمات على المدنيين والبنية التحتية.

ويرى مراقبون، أن غياب أي بوادر لحل سياسي في الأفق يجعل من الأزمة الحالية واحدة من أخطر الأزمات في تاريخ البلاد الحديث، وسط مخاوف من أن تتحول الأوضاع الإنسانية إلى كارثة ممتدة تهدد الاستقرار الإقليمي بأكمله.

وقال المحلل السياسي السوداني، الدكتور محمد عبدالله: إن السودان يمر بأخطر مراحله منذ اندلاع الحرب، مشيرًا إلى أن تواصل الصراعات واتساع نطاق العمليات المسلحة دفع البلاد إلى حافة الانهيار الإنساني والاقتصادي بشكل غير مسبوق.

وأوضح عبدالله للعرب مباشر، أن المشاهد القادمة من ولايات دارفور وكردفان والخرطوم تعكس عمق الأزمة، حيث يعيش ملايين المواطنين في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء، بينما تعجز منظمات الإغاثة عن الوصول إلى مناطق الاشتباكات بسبب تدهور الوضع الأمني، وأكد أن ملايين النازحين باتوا يعيشون في ظروف قاسية، وأن بعض المناطق تشهد مؤشرات أولية لمجاعة حقيقية.

وأضاف: أن الاقتصاد السوداني يشهد حالة شلل شبه كامل، مع انهيار سلاسل الإمداد وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية، إضافة إلى التدهور الحاد في قيمة العملة المحلية.

 وأشار إلى أن توقف الأنشطة الزراعية والتجارية في مناطق واسعة من البلاد سيضاعف حجم الفجوة الغذائية على المدى القريب.

وأكد عبدالله، أن استمرار الحرب دون تدخل سياسي حقيقي يضع السودان أمام تحديات تهدد وجود الدولة نفسها، مضيفًا أن غياب الحلول وغياب الثقة بين الأطراف المتصارعة يعرقل أي مسار تفاوضي قد يخفف من آثار الأزمة.

وحذر من أن الأوضاع الإنسانية قد تتجه نحو كارثة شاملة ما لم يتم الضغط إقليميًا ودوليًا لوقف العمليات العسكرية وفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات.

وشدد على ضرورة أن تلتزم الأطراف المتحاربة بحماية المدنيين وتجنيبهم ويلات الصراع.

وختم المحلل السياسي السوداني تصريحه قائلاً: "إن السودان اليوم يقف عند مفترق طرق، وإذا لم تُتخذ خطوات عاجلة لوقف الحرب وإنعاش الاقتصاد، فقد نشهد انهيارًا يمس حياة الملايين ويهدد استقرار المنطقة بأكملها".