لم تتوقف انتهاكات ميليشيات الحوثي بحق المساجد في المناطق التي تقع تحت سيطرتها باليمن، بالتزامن مع تصاعد المضايقات على المصلين ومنعهم من أداء الشعائر الدينية، وبث برامج تضليلية وطائفية بدلًا منها، في حملة ممنهجة تستهدف تأجيج نار الطائفية.

ومع حلول شهر رمضان المبارك، نفذت ميليشيات الحوثي الإرهابية، انتهاكات جديدة بحق المسلمين في اليمن، حيث قررت منع صلاة التراويح بالمساجد التابعة لها بقوة السلاح، دون اكتراث لحرمة الشعائر الدينية خلال شهر رمضان.

بث برامج طائفية في المساجد

وعبر قناة تحكم عن بعد ومكبرات الصوت، أجبر الانقلابيون، قاصدي المساجد على سماع خطب زعيمهم الإرهابي عبدالملك الحوثي، وإلغاء المحاضرات الدينية، بالإضافة لنقل برامج ثقافية طائفية، تحرض على القتال.

تدنيس المساجد ونهب ممتلكاتها

كما تحولت معظم المساجد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، خلال شهر رمضان، إلى أماكن للسمر وجلسات مضغ القات وثكنات عسكرية لعناصر الميليشيات الإرهابية، فضلًا عن نهب ومصادرة ممتلكات المساجد من قبل الميليشيا واختطاف الأئمة واستبدالهم بموالين لهم.

حملة اعتقالات حوثية بحق اليمنيين

وبعدما كُشفت انتهاكات الجماعة الإرهابية للمساجد خلال شهر رمضان المبارك، شنت الميليشيات الحوثية حملة اعتقالات واسعة في مدينة صنعاء، على خلفية نشر وتصوير حادثة اقتحام مسجد منطقة عمد، ومنع صلاة التراويح، والذي أثار ضجة كبيرة.

الانتقام من مصور واقعة منع صلاة التراويح

وحاولت الميليشيات الحوثية ترهيب المصلين للبحث عن الشخص مصور الحادثة، مبررين أن صلاة التراويح "بدعة"، حسب وصفه، في محاولة لتسييس القضية، بعد مقارنتها بالإجراءات الاحترازية للوقاية من وباء كورونا في المملكة العربية السعودية.

تظاهرات رافضه لانتهاكات الحوثي

تظاهر آلاف المواطنين اليمنيين في صنعاء؛ تنديدًا على منع إكمال صلاة التراويح بالمساجد وإجبارهم على المحاضرات الرمضانية التي تلقن الشباب الأفكار الإيرانية المتطرفة والمذهب الشيعي.

ومن جانبها، أدانت وزارة الأوقاف اليمنية، ممارسات جماعة الحوثي ضد المساجد في المناطق الخاضعة لسيطرتها، متهمة الجماعة بالسعي إلى فرض آرائها ومعتقداتها الخرافية بالقوة، التي تخالف العقيدة الإسلامية، معتبرة ذلك استهدافًا لمبادئ الدين والتعايش.

الأزهر يدين منع صلاة التراويح

وعبر الأزهر الشريف عن رفضه للممارسات الحوثية الطائفية بمنع صلاة التراويح، مؤكدًا أن جميع المبادئ الدينية والمواثيق الدولية توجب احترام العقيدة وممارسة العبادة وحفظ دورها.

كما ندد البرلمان العربي بمنع ميليشيات الحوثي المتمردة في اليمن، إقامة صلاة التراويح في المساجد بقوة السلاح بحق أبناء الشعب اليمني في العاصمة صنعاء وفي المناطق الخاضعة لسيطرتها.

تصاعد حد اعتداءات الحوثيين بحق المدنيين
ومن جانبه، قال محمد ناصر العولقي، المحلل السياسي اليمني: إنه في الآونة الأخيرة تصاعدت حدة أعمال التعدي والتعسف من قبل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، بحق المدنيين والسكان في الشمال.

الميليشيا تحارب إقامة شعائر الله بالسلاح

وعن منع صلاة التراويح في المساجد، أوضح "العولقي"، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن ميليشيات الحوثي لم تكتفِ بالتعدي على المدنيين فقط، ولكنها وصل بها الأمر لمحاربة إقامة شعائر الله بقوة السلاح، بالإضافة لحرمان المواطنين من حقهم في الاعتكاف وقيام الليل.

ممارسات الحوثي تؤكد تبعيتها للتطرف الإيراني

واستنكر المحلل السياسي اليمني ممارسات الترهيب التي تقوم بها الميليشيات بحق الشعب اليمني، تلك الأفعال المنافية للدين تكشف طبيعة الفكر والممارسة العنصرية والطائفية لجماعة الحوثي، والتي تؤكد تبعية هذه الجماعة المارقة للنظام الإيراني المتطرف.

خطر يهدد السلم الاجتماعي باليمن

وأضاف: أن مساعي الانقلابيين لفرض آرائها ومعتقداتها بالقوة على الشعب اليمني تكشف حجم الخطر الضخم على نسيج المجتمع، فضلًا عن تهديده للسلم الاجتماعي، عوضًا عن مخالفة مبادئ الشريعة التي تنص على احترام حق العبادة.

منع التراويح بمساجد الحوثي ليس بانتهاك جديد

وبدوره، قال عبد الرحمن أنيس الكاتب الصحفي اليمني: إنه ليس من الغريب أن يمنع الحوثيون صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك بالمناطق الخاضعة لسيطرتها، مشيرًا إلى أنها جماعة انقلابية تسعى لفرض أفكارها ومعتقداتها على الشعب اليمني.

الحوثي يسعى لفرض توجهاته قسرًا

وأضاف "أنيس"، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن المسألة لا تتعلق بصلاة التراويح كمسألة فقهية، بل إنها تتعلق بجماعة تسعى لفرض توجهاتها قسرًا على من لا يؤمن بها، بالإضافة لمحاولاتها المستميتة لتغيير هوية المجتمع وتحويله إلى نسخة رديئة منها.

المساجد بوابة الحوثي للتغرير بالبسطاء

وتابع الكاتب الصحفي اليمني: إن الحوثيين يستخدمون المساجد في التغرير بالبسطاء من خلال خطب الجمعة والمحاضرات، التي باتت تكرس بشكل كبير خلال الفترة الماضية، للتحشيد العسكري إلى جبهات القتال.

واستنكر بث الانقلابيين معتقداتها بأن المشاركين في جبهات القتال تحت راية هذه الجماعة المارقة سيدخلون الجنة ولهم الحور العين، فيما يحشدون الشباب المغرر بهم إلى محارق الموت.

وأكد الكاتب اليمني، أن مصير هذه الميليشيات الهزيمة لا محالة، ولكن سوء الأوضاع الخدمية في المناطق المحررة أسهم في إحباط قيام ثورة شعبية في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.