رويترز: إسرائيل تدمر شمال غزة نهائيًا وتقصف الكنيسة الأرثوذكسية
دمرت إسرائيل شمال غزة نهائيًا وتقصف الكنيسة الأرثوذكسية
سوت إسرائيل منطقة في شمال قطاع غزة بالأرض اليوم الجمعة بعد أن أعطت للعائلات إنذارا مدته نصف ساعة للهروب، وقصفت كنيسة مسيحية أرثوذكسية كان يحتمي بها آخرون، في الوقت الذي أوضحت فيه أنه من المتوقع صدور أمر بغزو غزة قريبًا.
ضربات جوية
وأفادت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، بأنه في واشنطن، طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن، العائد من رحلة إلى إسرائيل لإظهار الدعم، من الأمريكيين في خطاب متلفز إنفاق مليارات الدولارات الإضافية لمساعدة إسرائيل في محاربة حماس، التي قال إنها تسعى إلى "القضاء" على الديمقراطية الإسرائيلية، كما تعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة بعد أن اقتحم مسلحوها السياج الفاصل المحيط بالقطاع في السابع من أكتوبر تشرين الأول واقتحموا بلدات ومزارع يهودية إسرائيلية مما أسفر عن مقتل 1400 شخص.
وتابعت الوكالة، أن الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل تسبب في ضربات جوية قاتلة ووضع سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تحت حصار كامل، وحظرت حتى شحنات الغذاء والوقود والإمدادات الطبية.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إنه منذ 7 أكتوبر، قُتل 3785 فلسطينيا، من بينهم أكثر من 1500 طفل، وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص أصبحوا بلا مأوى.
وأضافت الوكالة الدولية، أن إسرائيل طلبت بالفعل من جميع المدنيين إخلاء النصف الشمالي من قطاع غزة، الذي يضم مدينة غزة، ولم يغادر الكثير من الناس بعد قائلين إنهم يخشون فقدان كل شيء وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه مع تعرض المناطق الجنوبية للهجوم أيضًا.
لا مكان آمن في غزة
وقالت بطريركية القدس للروم الأرثوذكس، وهي الطائفة المسيحية الرئيسية في فلسطين، إن القوات الإسرائيلية قصفت كنيسة القديس برفيريوس في مدينة غزة، حيث لجأ مئات المسيحيين والمسلمين إلى ملاذ.
وأظهر مقطع فيديو من مكان الحادث صبيًا جريحًا يُنقل من تحت الأنقاض ليلاً، وقال عامل بالدفاع المدني إن شخصين في الطوابق العليا نجيا. وقُتل من كانوا في الطوابق السفلية وما زالت جثثهم تحت الأنقاض.
وصاح رجل قائلاً: "شعروا أنهم سيكونون آمنين هنا، لقد جاؤوا من تحت القصف والدمار، وقالوا إنهم سيكونون آمنين هنا لكن الدمار طاردهم".
وقال المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس في غزة إن 18 فلسطينيا مسيحيا قتلوا. ولم ترد أنباء فورية من الكنيسة عن العدد النهائي للقتلى. وقالت إن استهداف الكنائس التي كانت تستخدم كملاجئ للفارين من القصف يعد "جريمة حرب لا يمكن تجاهلها".
وقال الجيش الإسرائيلي إن جزءا من الكنيسة تعرض لأضرار في ضربة على مركز قيادة للمتشددين وإنه يراجع الحادث.
وفي بلدة الزهراء بشمال غزة، قال السكان إن منطقتهم بأكملها، والتي تضم نحو 25 مبنى سكنيا متعدد الطوابق، سويت بالأرض.
وأضافت الوكالة الدولية، أن قاطني الكنيسة تلقوا رسائل تحذيرية إسرائيلية على هواتفهم المحمولة في وقت الإفطار، أعقبتها بعد عشر دقائق غارة صغيرة بطائرة بدون طيار أوصلت الرسالة إلى المنزل، وبعد نصف ساعة من التحذير الأول، أسقطت طائرات حربية من طراز إف-16 المباني في انفجارات ضخمة وسحب من الغبار.
وقال علي أحد سكان المنطقة: "كل ما حلمت به وظننت أنني حققته ذهب، في تلك الشقة كان حلمي، ذكرياتي مع أطفالي وزوجتي، رائحة الأمان والحب".
وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن أكثر من 140 ألف منزل - ما يقرب من ثلث جميع المنازل في غزة - تضررت، مع تدمير ما يقرب من 13 ألف منزل بالكامل، كما يتعرض جنوب القطاع للقصف بانتظام وقالت سلطات غزة إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في غارات جديدة على مدينة خان يونس، المدينة الرئيسية بجنوب القطاع.
مخاوف غربية
ويخشى دبلوماسيون غربيون أن يمتد الصراع إلى أبعد من ذلك. وقال البنتاغون يوم الخميس إن سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية تعمل في شمال البحر الأحمر، اعترضت ثلاثة صواريخ كروز وعدة طائرات بدون طيار أطلقتها حركة الحوثي في اليمن، ربما باتجاه إسرائيل.
وقد عرض معظم الزعماء الغربيين حتى الآن الدعم للحملة التي تشنها إسرائيل ضد حماس، على الرغم من وجود قلق متزايد بشأن محنة المدنيين في غزة، التي لم تحصل بعد على المساعدات التي وعدت بها منذ فترة طويلة.