صالح العاروري 10 سنوات من التهديد والمطاردة.. مَن هو؟

صالح العاروري 10 سنوات من التهديد والمطاردة

صالح العاروري 10 سنوات من التهديد والمطاردة.. مَن هو؟
اغتيال العاروري

في يوم الثلاثاء الموافق الثاني من يناير 2024، تعرض مكتب القيادي الفلسطيني صالح العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت لقصف جوي إسرائيلي، ما أدى إلى مقتل القيادي الشهير وثلاثة من مرافقيه، ويُعَدّ العاروري من أهم الشخصيات في حركة حماس، ومن المؤسسين الأوائل لجناحها العسكري كتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة.

المطاردة والتهديد

لم يكن العاروري آمنا في أي مكان زاره، فقد كان مستهدفا من قبل إسرائيل والولايات المتحدة التي اعتبرته إرهابيا عالميا وعرضت مكافأة مالية مقابل معلومات عنه، وفي سبتمبر 2015، صنفت وزارة الخزانة الأميركية العاروري بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي 13224 بصيغته المعدلة، ورصدت مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه، وفي أكتوبر 2023، زادت الولايات المتحدة قيمة المكافأة إلى 10 ملايين دولار.

وحاولت إسرائيل اغتيال العاروري عدة مرات في تركيا ولبنان، وقامت بتفجير منزله في رام الله مرتين، وفي الثاني من يناير 2024، نفذت إسرائيل عملية اغتيال ضد العاروري، بعد أن قصفت مكتبه في الضاحية الجنوبية لبيروت بطائرة مسيرة، ما أدى إلى مقتله وثلاثة من مرافقيه.

النشأة والدراسة

ولد صالح العاروري في عام 1966 في قرية عارورة التابعة لمحافظة رام الله والبيرة، وتلقى تعليمه الجامعي في كلية الشريعة بجامعة الخليل، وانضم إلى حماس والحركة الطلابية في فلسطين.
 
العمل العسكري والسياسي

بدأ العاروري نشاطه العسكري والسياسي في سن مبكرة، وكان من بين العناصر النشطة في تأسيس وتنظيم وتسليح كتائب القسام في الضفة الغربية، وشارك في عدة عمليات مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

بسبب نشاطه، تعرض للاعتقال المتكرر من قبل السلطات الإسرائيلية، وقضى في مجملها أكثر من 18 سنة في السجون، وكان من بين الأسرى الذين شاركوا في إضرابات الكرامة والحرية.

بعد الإفراج عنه في عام 2010، تم تهجيره قسرا من فلسطين إلى سوريا، ثم انتقل إلى تركيا، وأخيرا إلى لبنان، حيث استمر في ممارسة دوره القيادي في حماس، وفي عام 2017، تم انتخابه نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة.

كان له دور بارز في التفاوض على صفقة وفاء الأحرار لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011، والتي أفرجت بموجبها عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. 

على الصعيد السياسي، كان العاروري مسؤولا عن تعزيز العلاقات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، وإيران وتركيا وحزب الله، وكان من المؤيدين للمصالحة الوطنية بين حماس وحركة فتح، والمشاركة في الانتخابات الفلسطينية.

على الصعيد العسكري، كان يشرف على تنسيق الهجمات على الأهداف الإسرائيلية من خارج فلسطين، ويدعم المقاومة الشعبية في الضفة الغربية.

الاغتيال

بسبب دوره البارز في مختلف نشاطات المقاومة الفلسطينية، كان العاروري مطلوبا للمخابرات الإسرائيلية، التي اتهمته بالوقوف خلف عملية خطف وقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في الخليل عام 2014، وهي العملية التي أعقبتها حرب إسرائيلية على غزة.