فضائح وثروات العائلة المالكة البريطانية.. رحلة الأمير أندرو في عالم الأعمال المشبوهة

فضائح وثروات العائلة المالكة البريطانية.. رحلة الأمير أندرو في عالم الأعمال المشبوهة

فضائح وثروات العائلة المالكة البريطانية.. رحلة الأمير أندرو في عالم الأعمال المشبوهة
العائلة المالكة البريطانية

يواصل الكاتب أندرو لوني، في كتابه السيرة الذاتية الجديد المثير للجدل "المُعنون: صعود وسقوط آل يورك"، كشف النقاب عن تفاصيل حياة الأمير أندرو، دوق يورك، مستندًا إلى أربع سنوات من البحث الدقيق ومئات المقابلات. 

وبحسب ما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإنه بعد تسليط الضوء على علاقته المثيرة للجدل مع الملياردير جيفري إبستين، يركز الجزء الثالث من هذا الكتاب على الطرق التي استغل بها الأمير مكانته الملكية لتحقيق مكاسب مالية شخصية، غالبًا بعيدًا عن الأضواء؛ مما يثير تساؤلات حول مصادر ثروته ومدى قانونية نشاطاته التجارية.

أسلوب حياة باذخ بلا مصادر دخل واضحة


يظل لغزًا كيف تمكن الأمير أندرو من الحفاظ على أسلوب حياة فاخر يتضمن السفر بطائرات خاصة، امتلاك مجموعة من السيارات الباهظة الثمن مثل سيارة بنتلي بقيمة 220 ألف جنيه إسترليني وسيارة رينج روفر جديدة بقيمة 80 ألف جنيه، والعيش في قصر رويال لودج الفخم في وندسور، وهو قصر يضم 30 غرفة نوم، أنفق عليه 7.5 مليون جنيه للتجديدات، بما في ذلك تحويل لونه من الوردي إلى الأبيض وإضافة بركة سباحة وملعب غولف. 

وتصل تكاليف تشغيل هذا القصر إلى 250 ألف جنيه سنويًا. ورغم ذلك، لا يملك الأمير مصادر دخل واضحة سوى معاشه من البحرية الملكية، وأموال العائلة الموروثة، ودعم مالي من الملكة إليزابيث الثانية سابقًا، ومن الملك تشارلز حاليًا.

وفقًا لأحد المقربين، يبدو الأمير أندرو وكأنه "بالون هوائي يطفو في دوائر راقية دون أي وسيلة دعم ظاهرة". 

ومع ذلك، تُشير التقارير إلى أنه حقق أرباحًا كبيرة من خلال أنشطة تجارية تُدار "تحت الرادار"، وهو تعبير استخدمه الأمير نفسه لوصف أساليبه في جني الأموال، فعندما اقترح أحد شركاء الأعمال هذا الأسلوب لتجنب المساءلة، رد الأمير قائلاً: "أحب طريقة تفكيرك".

استغلال المنصب الملكي لتحقيق مكاسب مالية


كشفت تحقيقات أجرتها صحيفة "ذا ميل أون صنداي" البريطانية، أن الأمير أندرو استغل مكانته كممثل خاص لبريطانيا للتجارة والاستثمار الدولي، وهو منصب تولاه في سبتمبر 2001، للعمل كوسيط يساعد رجال الأعمال في إتمام صفقات مربحة حول العالم.

 هذه النشاطات، التي أُجريت خلال مهامه الرسمية التي يمولها دافعو الضرائب البريطانيون، أثارت تساؤلات حول مدى أخلاقيتها وقانونيتها.

منذ صغره، بدا الأمير مفتونًا بالثروات الطائلة التي شاهدها بين زملائه في مدرسة غوردونستون الداخلية، مما دفعه للسعي وراء بناء ثروته الخاصة. 

وخلال زيارة رسمية إلى روسيا كمبعوث تجاري، لاحظ المسؤولون شهيته المكشوفة للثروة، حيث حاول، خلال جولة في متاحف الكرملين، الحصول على بيضة فابيرجيه كهدية؛ مما أثار استياء المسؤولين الروس.

فشل في البحرية الملكية وانتقال إلى دور تجاري


وتابعت الصحيفة انتقال الأمير أندرو إلى منصب الممثل الخاص للتجارة والاستثمار مفاجئًا، بل جاء بعد توقف مسيرته في البحرية الملكية. 

وبعد نجاحه كطيار هليكوبتر خلال حرب الفوكلاند، تولى قيادة سفينة كاسحة ألغام، لكنه فشل في الحصول على ترقية إلى قائد فرقاطة. 

وبعد ثلاث محاولات فاشلة للترقية إلى رتبة قائد، أُبلغ من قائد الأسطول الأول، الأدميرال جوك سلاتر، بأنه لا مستقبل له في البحرية. ومع ذلك، تم إيجاد منصب له في مديرية العمليات البحرية بوزارة الدفاع، وتأخر خروجه من الخدمة حتى يوليو 2001.

وأثارت ترقيته إلى رتبة قائد، على الأرجح بتدخل من الأمير تشارلز، انتقادات من زملائه الذين اعتبروا أنها جاءت نتيجة معاملة تفضيلية. 

وفي أول يوم له في منصبه الجديد، لعب الأمير الغولف في بطولة بين القوات، ما عزز الانطباع بأن المنصب كان مجرد وسيلة للسفر والترفيه.

علاقات مشبوهة وصفقات تجارية في الشرق الأوسط وآسيا


أمضى الأمير أندرو وقتًا كبيرًا في آسيا والشرق الأوسط، حيث كان يُنظر إليه كوسيلة لفتح الأبواب أمام رجال الأعمال بفضل مكانته كابن الملكة، ومع ذلك، كانت علاقاته مع بعض الشخصيات المثيرة للجدل، مثل طارق قيطوني، مهرب الأسلحة الليبي، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، تثير قلقًا متزايدًا في لندن. 

في ليبيا، التقى الأمير بسيف القذافي، نجل الديكتاتور معمر القذافي، عدة مرات، وفي أذربيجان، ارتبط بصفقات تجارية مع رجل الأعمال جهانغير أسكيروف.

أحد أبرز الأمثلة على نشاطاته المثيرة للجدل كان بيع منزل سانينغهيل بارك عام 2007 إلى تيمور كوليباييف، صهر الرئيس الكازاخستاني السابق نورسلطان نزارباييف، بمبلغ 15 مليون جنيه، وهو أعلى بثلاثة ملايين من السعر المطلوب، رغم عدم وجود عروض أخرى. 

وأثارت هذه الصفقة شكوكًا حول وجود دوافع خفية، رغم نفي قصر باكنغهام أي مخالفات.