ظلال الحرب.. تحطم طائرة غامضة في البنجاب يشعل التوتر بين الهند وباكستان

ظلال الحرب.. تحطم طائرة غامضة في البنجاب يشعل التوتر بين الهند وباكستان

ظلال الحرب.. تحطم طائرة غامضة في البنجاب يشعل التوتر بين الهند وباكستان
الحرب الهندية الباكستانية

شهدت ولاية البنجاب في شمال الهند، في وقت متأخر أمس الأربعاء، حادث تحطم طائرة غامضة في قرية أكلين كالان بمنطقة باثيندا، تزامنًا مع ادعاءات باكستان بإسقاط خمس طائرات هندية خلال عمليات عسكرية متبادلة، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وفيما لم تصدر الهند تعليقًا رسميًا على هذه الادعاءات، ولم تتمكن الشبكة الأمريكية من التحقق منها بشكل مستقل، أثارت الحادثة حالة من القلق والتساؤلات حول طبيعة الطائرة المتحطمة وملابسات الحادث، في ظل تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، خاصة في إقليم كشمير المتنازع عليه.

انفجار ونيران في سماء البنجاب


ونقلت الشبكة الأمريكية، شهادات من سكان محليين في قرية أكلين كالان بمنطقة باثيندا، حيث أفاد عامل زراعي يعيش في القرية بسماع دوي انفجار قوي حوالي الساعة الواحدة والربع فجر الأربعاء. 

ووصف الشاهد المشهد قائلاً: إن طائرة مجهولة الهوية تحطمت، وعندما هرع السكان إلى موقع الحادث، شاهدوا شرارات تتصاعد من حطام الطائرة. 

وأضاف: أن الحادث أسفر عن وفاة شخص واحد وإصابة عدة أشخاص نتيجة الحريق الناتج عن التحطم، وأشار أنه قام بتصوير مقاطع فيديو للحادث، لكنه تلقى تعليمات من السلطات بحذفها.

من جهته، روى صاحب متجر بقالة يعيش بالقرب من موقع الحادث تجربته، موضحًا أنه وأسرته استيقظوا على صوت الانفجارات. 

وأكد أن المشهد كان مخيفًا، حيث جلس هو وأفراد أسرته يراقبون النيران المتصاعدة من الطائرة المتحطمة، التي استمرت في إصدار أصوات قبل أن تشتعل بالكامل. وأشار إلى إصابة عدد من سكان القرية جراء الحادث.

تصريحات المسؤولين المحليين وتقارير إعلامية


وأكد مسؤول حكومي محلي في ولاية البنجاب وقوع حادث تحطم طائرة في حقل قمح بقرية أكلين كالان حوالي الساعة الثانية فجرًا. 

وأوضح المسؤول، أن الطائرة لم يتم التعرف على هويتها، لكنه أشار إلى أنها "يبدو أنها تابعة لنا"، في إشارة محتملة إلى القوات الهندية. ومع ذلك، لم تصدر السلطات الهندية أي تأكيد رسمي بشأن الحادث.
في السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام هندية أن طائرة تحطمت في الموقع ذاته في الوقت تقريبًا، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين. 

وأفادت الدكتورة ديريا غوبتا، من مستشفى حكومي قريب من موقع الحادث، أن عشرة أشخاص نُقلوا إلى المستشفى، أُعلن عن وفاة أحدهم. ومع ذلك، لم يتضح بعد هوية الطائرة أو الجهة التي تتبعها.

سياق التوترات الهندية - الباكستانية


تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، وهما دولتان تمتلكان أسلحة نووية وتاريخًا طويلًا من الصراعات، خاصة حول إقليم كشمير المتنازع عليه. 

ويُعدّ كشمير نقطة اشتعال رئيسية في العلاقات بين البلدين منذ حصولهما على الاستقلال من بريطانيا عام 1947، حيث شهدت المنطقة ثلاث حروب رئيسية وحروب محدودة على مر العقود.

نظرة تاريخية على الحروب بين الهند وباكستان
حرب 1947-1948: بعد استقلال الهند وباكستان، قرر حاكم كشمير في البداية البقاء مستقلًا عن كلا البلدين، لكن بعد غزو مسلحين من باكستان للإقليم، وقّع الحاكم وثيقة انضمام إلى الهند، وهي وثيقة لم تعترف بها باكستان، مما أدى إلى اندلاع الحرب الأولى.

 انتهت الحرب عام 1949 باتفاق على خط وقف إطلاق النار، الذي أصبح لاحقًا يُعرف بخط السيطرة.

حرب 1965: شهدت كشمير حربًا أخرى بين البلدين، لكنها لم تُحل النزاع حول الإقليم.

حرب 1971: كانت الحرب الأكثر تأثيرًا، حيث خسرت باكستان المنطقة الشرقية من أراضيها (باكستان الشرقية آنذاك)، مما أدى إلى تأسيس دولة بنغلاديش. ولم تتركز هذه الحرب على كشمير بشكل مباشر، لكنها أثرت بشكل كبير على ميزان القوى بين البلدين.

نزاع كارغيل 1999: شهدت المنطقة صراعًا حدوديًا محدودًا بعد عبور مسلحين من باكستان خط السيطرة في بلدة كارغيل.

الوضع في كشمير


في إقليم كشمير الخاضع للإدارة الهندية، أعرب السكان عن حالة من القلق والارتباك إثر ليلة أخرى من القصف العابر للحدود من قبل القوات الباكستانية. 

وأفاد أحد سكان منطقة كارناه، القريبة من خط السيطرة، بأن منزله تضرر جراء القصف، الذي وصفه بأنه "شديد" حتى ليلة الأربعاء. 

وأضاف أنه اضطر لمغادرة المنطقة مع أسرته إلى مدينة سريناغار، أكبر مدن كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، بانتظار تحسن الأوضاع.

من جهة أخرى، روى طالب يبلغ من العمر 21 عامًا تجربته، موضحًا أن عائلته قضت ليلة الأربعاء في مخبأ أسمنتي تحت الأرض دون أسرّة أو مراوح. 

وأشار أن النساء والأطفال من ست أو سبع عائلات تم إيواؤهم في المخبأ لحمايتهم من القصف، بينما بقي أفراد آخرون من العائلات في غرف خلفية بمنازلهم.

وأضاف: نحن خائفون، لكننا ما زلنا في القرية، فهذا منزلنا ولا يبدو من المناسب مغادرته.

في بلدة كوبوارا القريبة من الحدود، أفاد أحد السكان، يبلغ من العمر 30 عامًا، بسماع قصف من حوالي الساعة الرابعة والنصف إلى الخامسة صباحًا.

وأوضح، أن القصف كان أقل حدة مقارنة باليوم السابق، ولم يُسبب ذعرًا كبيرًا، لكنه أشار أن تصريحات باكستان حول الرد العسكري أثارت مناقشات بين السكان حول احتمال تصعيد جديد خلال الليل.

وأضاف ساكن كوبوارا، أن الحياة اليومية مستمرة رغم التوتر، لكن الأطفال يبقون في منازلهم بسبب إغلاق المدارس.

وأشار إلى غياب معلومات موثوقة، مما يدفع السكان للتداول فيما بينهم لفهم ما يحدث.

وأكد أن كشمير، كونها واحدة من أخطر نقاط الاشتعال في العالم، تجعل سكانها أكثر عرضة للتوتر مقارنة بغيرهم، خاصة مع تكرار عمليات الإجلاء في القرى الحدودية.

من جانب آخر، أفاد سكان إقليم كشمير الخاضع للإدارة الباكستانية بأنهم أُجبروا على الفرار من منازلهم والبحث عن مأوى آمن نتيجة التصعيد العسكري.