تطوُّرات ساحة المعركة تنذر بحرب طويلة بين روسيا وأوكرانيا

تتطور الحرب الروسية-الأوكرانية بما ينذر بطولها

تطوُّرات ساحة المعركة تنذر بحرب طويلة بين روسيا وأوكرانيا
صورة أرشيفية

منذ ٢٤ فبراير الماضي تتواصل تطورات ساحة المعركة في أوكرانيا، وسط تداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي، في حين تستعد روسيا لشن هجوم كبير على القوات الأوكرانية في إقليم لوهانسك شرقي أوكرانيا، وهو ما أعلن عنه حاكم الإقليم، سيرجي جاداي، في رسالة عبر الفيديو.
 
رسالة حاكم لوجانسك

وقال جاداي في رسالته: "نرى معدات تصل من اتجاهات مختلفة.. ونرصد الروس يعززون صفوفهم ويتزودون الوقود، ونحن نعي تماما أنهم يستعدون لهجوم ضخم".

كما أشار حاكم لوهانسك إلى أن "عمليات القصف تتزايد كثافتها وضراوتها"، موضحا أنه في الليلة الماضية كانت هناك محاولة لدخول روبيجني قرب لوهانسك، لكن المقاتلين الأوكران تصدوا لها، و"دمروا العديد من الدبابات، وكانت هناك عشرات الجثث العائدة إلى جنود روس"، على حد زعمه.

ودعا جاداي سكان المنطقة إلى المغادرة، قائلا إنه "للأسف، قتل متطوعان أمس بانفجار لغم أو قذيفة مدفعية، كما تم قصف كنيسة وأصيب راهبان"، دون الإعلان عن تفاصيل إضافية.

ووجه حاكم لوهانسك حديثه إلى سكان الإقليم قائلا: "أرجوكم لا تتردَّدوا.. اليوم أجلي ألف شخص.. أرجوكم لا تنتظروا حتى تُقصف منازلكم".

بريطانيا تتحدث عن انتصارات أوكرانية

وفي الوقت الذي أعلنت فيه روسيا عن خسائر فادحة في البنية التحتية الأوكرانية، تأتي الأصوات الرسمية في بريطانيا متحدثة عن انتصارات تحققها القوات الأوكرانية.
 
وأشارت المخابرات البريطانية، أمس الثلاثاء، إلى استعادة القوات الأوكرانية لمناطق في شمالي البلاد، قائلة إنها أجبرت القوات الروسية على التقهقر من مناطق حول تشيرنيهيف وشمال العاصمة كييف، وفقا لما نقلته شبكات إخبارية بريطانية.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان لها عبر تويتر: إن القتال مستمر، ولكن على مستوى منخفض في المناطق التي استعادتها القوات الأوكرانية مؤخرا.

 وأضافت الدفاع البريطانية أن القتال سيتراجع بدرجة كبيرة بالتزامن مع انسحاب باقي القوات الروسية.

الكرملين: سحب القوات الروسية من كييف 

وكبادرة لحسن النوايا في المفاوضات، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أصدر أمرا بسحب قوات الجيش الروسي من مقاطعة كييف لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات كبادرة حسن نية.

وأضاف بيسكوف في حوار مع قناة "LCI" الفرنسية، أن هذه كانت بادرة حسن نية لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات مع كييف، يمكن خلالها اتخاذ قرارات جادة.

وأضاف بيسكوف: "من أجل خلق ظروف مواتية للمفاوضات، أردنا أن نقدم بادرة حسن نية. يمكننا اتخاذ قرارات جادة خلال المفاوضات، لذلك أمر الرئيس (فلاديمير) بوتين قواتنا بمغادرة المنطقة (منطقة كييف)".


واقعة بوتشا

منذ 3 إبريل، نفت وزارة الدفاع الروسية  اتهامات نظام كييف بقتل مدنيين في بوتشا بمقاطعة كييف.

وأشارت  إلى أن القوات المسلحة الروسية غادرت بوتشا بالكامل في 30 مارس، ولم تظهر "أدلة على الجرائم" إلا بعد أربعة أيام من مغادرتها، حين وصل أفراد جهاز الأمن الأوكراني إلى تلك المدينة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن رئيس بلدية بوتشا، أناتولي فيدوروك، كان قد أكد في 31 مارس في رسالة بالفيديو عدم وجود للجيش الروسي في المدينة، من دون أن يشير إلى إطلاق نار على السكان المحليين في شوارع المدينة.

استفزازات وهجوم مزيف في بوتشا

فيما وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الوضع في بوتشا بأنه "هجوم مزيف".

كما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن كل المنابر السائدة عالميا، بما في ذلك منصات الإنترنت الأميركية، تم دفعها للترويج للمؤامرة بمدينة بوتشا الأوكرانية.

وشددت زاخاروفا على أن "أحداث بوتشا هي عمل إجرامي، لم ينفذه سوى أولئك الذين قتلوا السكان، بل وكذلك المشرفون الغربيون باستخدام أدواتهم الإعلامية".


استئناف المفاوضات

بالتزامن مع ذلك، تم استئناف المفاوضات الروسية الأوكرانية أمس الثلاثاء، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حيث وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مرسومًا بأسماء أعضاء الوفد الذي سيناقش الضمانات الأمنية مع روسيا، والذي يقوده ديفيد أرخكاميا. 

كما يضم هذا الوفد المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك،  وسط تنبيهات بالعمل على حل القضايا الأمنية، حيث يطالب  الرئيس الأوكراني بضمانات أمنية، محذرا من أن روسيا قد تعود بعد سنتين من انسحابها.

كما يرى زيلينسكي أن عقد المحادثات مع روسيا يشكل تحديا كبيرا، لكنه يعترف في الوقت ذاته بأنه "ليس لدينا خيار آخر".

لقاء مستحيل

وتتباعد إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني، لدرجة الاستحالة، حيث يقول زيلينسكي: "من الممكن ألا يعقد لقاء بيني وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".