المواجهة الفرنسية الإسرائيلية: خطر جديد على استقرار الشرق الأوسط

المواجهة الفرنسية الإسرائيلية خطر جديد على استقرار الشرق الأوسط

المواجهة الفرنسية الإسرائيلية: خطر جديد على استقرار الشرق الأوسط
صورة أرشيفية

يبدو أن الشرق الأوسط لا يخلو من المواجهات والنزاعات، فبعد الصراعات المستمرة في سوريا واليمن والعراق وليبيا، يضاف إليها الآن خطر جديد يتمثل في المواجهة الفرنسية الإسرائيلية، ففي الأيام الأخيرة، تصاعدت التوترات بين فرنسا وإسرائيل بشأن الأوضاع في لبنان وفلسطين، حيث أبدت كل منهما مواقف متناقضة ومتصلبة، وفي ظل غياب الحوار والتفاهم، تتزايد المخاوف من اندلاع حرب جديدة في المنطقة، قد تشمل القوى الإقليمية والدولية. 
 
*رسالة مباشرة من ماكرون* 

وفي أحدث التطورات، نقل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه "رسالة مباشرة" من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤكدًا أن فرنسا ستكون لها دورًا مركزيًا في أي حل سياسي مستقبلي في لبنان، وهو ما أثار استياءً في أوساط السلطات الإسرائيلية. 
 
*ملفات حساسة ومطالب المتبادلة* 

وفي الوقت نفسه، وفقًا لمصادر في "هيئة البث الإسرائيلية"، فإن الاجتماع بين وزيري الخارجية الإسرائيلي والفرنسي سادته التوترات بسبب ملفي لبنان والمحتجزين في غزة. 

كما أثارت إسرائيل مع الوزير الفرنسي قضية عدم حصولها على تأكيد بوصول الأدوية التي أدخلتها إلى قطاع غزة بوساطة فرنسية وقطرية إلى المحتجزين الإسرائيليين قبل نحو 20 يومًا، وقالت الهيئة: "رغم أن فرنسا تبنت اتفاقاً يتم بموجبه تقديم الأدلة على أن المختطفين الإسرائيليين حصلوا بالفعل على الأدوية، لكن حتى الآن لم يتم تقديم هذه الأدلة"، وطلب الوزير كاتس من فرنسا الضغط على قطر للحصول على ما يُثبت وصول الأدوية إلى المحتجزين. 

ووفقًا لمصادر داخل غرفة الاجتماع بين الوزيرين، أكد وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده تعمل بجدية على هذا الموضوع، مشيرًا إلى أنه في حال عدم وصول الأدوية إلى المحتجزين، فسيكون هناك عواقب وخيمة، وفقًا لما نقلته هيئة البث. 


 
*تحذيرات من تدخل عسكري فرنسي* 

وفي تطور مثير، حذر وزير الخارجية الفرنسي نظيره الإسرائيلي من أن فرنسا ستقوم بعمل عسكري في لبنان لإنقاذ نحو 20 ألف فرنسي إذا اندلعت حرب مع "حزب الله". وجاء هذا التحذير بعد زيارة المبعوث الأميركي إلى إسرائيل، ما يظهر استياء فرنسي من دور الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة. 

ووفقًا للمصادر، فإن وزير الخارجية الإسرائيلي، أكد أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي، فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى القيام بعمل عسكري في لبنان، ما دفع وزير الخارجية الفرنسي للتأكيد على أنه إذا اندلعت حرب بين إسرائيل وحزب الله، فسوف تضطر فرنسا إلى القيام بعمل عسكري لإنقاذ حوالي 20 ألف مواطن فرنسي يعيشون هناك. 
 
*تحذير للمجتمع الدولي* 

من جانبه، يقول د. إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية: إن الشرق الأوسط يشهد تفاقمًا للصراعات الإقليمية بشكل متسارع، مضيفًا أن التوترات بين فرنسا وإسرائيل تنبع من تغير في التوازن القوى في المنطقة، ففي حين تسعى إسرائيل إلى فرض سيطرتها ونفوذها على الشرق الأوسط، تحاول فرنسا الحفاظ على مصالحها ونفوذها في المنطقة، خاصة في لبنان الذي تربطه بها علاقات تاريخية وثقافية واقتصادية.  

وأضاف بدر الدين لـ"العرب مباشر"، أن التصعيد يشكل تحذيرًا واضحًا للمجتمع الدولي من تصاعد الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي. 

وشدد بدر الدين، على ضرورة أن تتبنى الأطراف المعنية مواقف متوازنة ومسؤولة، وأن تعمل على حل الخلافات بوسائل سلمية وتجنب التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى نتائج وخيمة على الصعيدين الإنساني والسياسي.