ميليشيا الحوثي ارتكبت آلاف الانتهاكات في 2022 غالبيتها صُنفت كـ جرائم حرب

ارتكبت ميليشيا الحوثي آلاف الانتهاكات في 2022 غالبيتها صُنفت كـ جرائم حرب

ميليشيا الحوثي ارتكبت آلاف الانتهاكات في 2022 غالبيتها صُنفت كـ جرائم حرب
صورة أرشيفية

عشرات الآلاف من الجرائم ارتكبتها ميليشيا الحوثي في اليمن منذ سيطرتها على بعض المحافظات اليمنية، ولم يختلف عام 2022 عما سبقه من أعوام ورغم الهدنة زادت جرائم الحوثي وتنوعت بين تدمير ونهب للممتلكات الخاصة والعامة وانتهاكات ضد الأطفال والنساء وانتهاكات أخرى عديدة، حيث ارتكبت ميليشيا الحوثي الإرهابية خلال العام الجاري ما يقرب من ألفي حالة انتهاك يرقى معظمها إلى جرائم حرب وفقا لتقارير منظمات حقوقية. 
 
جرائم حرب

أكدت منظمة رايتس رادار الحقوقية، في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان والذي يصادف 10 ديسمبر من كل عام، تربع ميليشيا الحوثي على قمة القائمة التي تشمل الجهات الأكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان خلال هذا العام بما يقرب من 1898 حالة انتهاك معظمها ضد الأطفال والنساء في اليمن، حيث أشار البيان إلى أن ميليشيا الحوثي ارتكبت 481 اعتداء، و439 حالة اختطاف من بينهم 31 حالة إخفاء قسري - لم يعلم ذووهم عنهم شيئا حتى لحظة كتابة التقرير - وذلك بالإضافة إلى ارتكاب 431 حالة قتل، و511 اعتداء على ممتلكات عامة ونهب لممتلكات خاصة بالإضافة إلى 36 حالة تعذيب واغتصاب، وطالبت المنظمة الحقوقية رايتس رادار، ميليشيا الحوثي بالتوقف فوراً عن ارتكاب كل أشكال الانتهاكات بحق المدنيين، مؤكدا أن  الكثير من الجرائم الحوثية ترقى إلى جرائم حرب لا يمكن أن تسقط بالتقادم وتعرض مرتكبيها للمساءلة الجنائية والقانونية أمام الهيئات المحلية والدولية.

انتهاكات ضد المساجد

في السياق ذاته، وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، نحو 3370 واقعة انتهاكات طالت المساجد ودور العبادة في 14 محافظة ارتكبتها الميليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً منذ بداية عام 2015 واستمرت الاعتداءات حتى ديسمبر 2022، وأشارت الشبكة في تقريرها إلى تورط الميليشيا الحوثية بـ109 حالات قتل لخطباء وأئمة المساجد، ومصلين، منها 62 حالة قتل نتيجة الإطلاق المباشر، و(17) حالة قتل نتيجة القصف العشوائي و19 حالة قتل نتيجة استخدام القوة المفرطة والضرب، و(11) حالة قتل نتيجة الطعن واستخدام السلاح الأبيض، و132 حالة إصابة جسدية، و376 حالة اختطاف من أئمة وخطباء المساجد والمصلين قامت بها ميليشيا الحوثي، و(52) حالة تعذيب جسدي ونفسي للأئمة والخطباء وبعض العاملين في المساجد، منها (6) حالات تعذيب حتى الموت في المعتقلات الحوثية، تصدرت محافظة صنعاء، وأمانة العاصمة القائمة من حيث الانتهاكات.

وعبَّرت الشبكة عن إدانتها بأشد العبارات المجزرة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية في مديرية حيس بمحافظة الحديدة، مشيرة إلى أن الميليشيا ارتكبت ظهر يوم الجمعة الماضية، جريمة استهداف مسجد قرية الرون غرب مديرية حيس بقذيفتين من طائرة مسيرة، إيرانية الصنع، أثناء أداء صلاة الجمعة، والذي أسفر عن استشهاد مدنيين وإصابة خمسة آخرين بينهم أطفال.

وأكدت الشبكة أن هذه المجزرة البشعة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية منذ بدء الانقلاب، واستهدافها الممنهج للأحياء السكنية والمنازل والمساجد والأسواق العامة، بهدف الإيقاع بأكبر قدر من الضحايا بين المدنيين الأبرياء، في ظل صمت دولي مستغرب وغير مبرر، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان، بتحمل المسؤولية في إيقاف هذه الجرائم والعمل على إدراج ميليشيا الحوثي في قوائم الإرهاب الدولية، وملاحقة ومحاكمة قياداتها في المحاكم الدولية باعتبارهم "مجرمي حرب".

إهانة المجتمع الدولي

يقول المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركنج: إن الوضع في اليمن لا يزال هشا بسبب تراجع ميليشيا الحوثي عن التزاماتها، وتقدمها بمطالب متطرفة وأكثر إثارة للقلق هي سلسلة الهجمات الأخيرة التي تهدد الشحن البحري الدولي، وقال المبعوث في شهادته التي قدمها أمام اللجنة الفرعية للجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب الأميركي المعنية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومكافحة الإرهاب العالمي، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية، إن الأعمال التي ترتكبها الميليشيات الحوثية من خلال مطالبتها في اللحظة الأخيرة للحكومة اليمنية بتحويل عائداتها المحدودة من صادرات النفط لدفع رواتب مقاتلي الحوثيين النشطين، حتى مع رفض الحوثيين الالتزام بوقف إطلاق النار، ومنع الأمم المتحدة من تأمين اتفاق هدنة جديد بين الطرفين، ومواصلة الحوثيين احتجاز موظفينا ولم يستجيبوا للجهود الدبلوماسية المتعددة لتأمين إطلاق سراحهم، تشكل إهانة للمجتمع الدولي بأسره وغير مقبولة على الإطلاق.

من جانبه، يقول معمر الإرياني وزير الإعلام اليمني، منذ أن حمل الحوثيون السلاح في وجه الدولة اليمنية، ارتبط اسمها بالإرهاب والقتل وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مؤكدًا أن استمرار الصمت الدولي حيال جرائم ميليشيا الحوثي يطيل معاناة الشعب اليمني ويجعل البلاد مرتعًا للإرهاب ومصدرًا لنشره في المنطقة والعالم، مضيفًا، من غير المعقول أن يلتزم العالم الصمت إزاء إرهاب منظم يفتك بنحو 30 مليون نسمة ويهدد طريق الملاحة الدولية، ومنذ 21 سبتمبر 2014، دفع اليمن ضريبة باهظة للانقلاب الحوثي، تمثلت في مقتل أكثر من 40 ألفًا وإصابة عشرات الآلاف في هجمات عسكرية مباشرة، أو بزرع آلاف الألغام بالطرقات والمزارع، وبدءًا من عام 2015، شرعت ميليشيا الحوثي، وبشكل عشوائي في نشر الألغام والقوارب المفخخة في البحر الأحمر، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ من السواحل القريبة.