الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أميركية.. تداعيات مستمرة وسط تصاعد المواجهات
الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أميركية.. تداعيات مستمرة وسط تصاعد المواجهات
تشهد الساحة اليمنية تصاعدًا حادًا في التوترات الأمنية والعسكرية مع إعلان مليشيات الحوثي عن إسقاط طائرة مسيرة أميركية من طراز "إم كيو 9" فوق محافظة مأرب، في مؤشر جديد على اتساع رقعة المواجهة الإقليمية.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحوثيين في تنفيذ هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، ووسط إدانة الحكومة اليمنية الشرعية لما وصفته بـ"استدعاء الحوثيين للحرب مع إسرائيل"، ما يفاقم معاناة الشعب اليمني.
تصاعد العمليات العسكرية
جاء إعلان الحوثيين عن إسقاط الطائرة في بيان للمتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، الذي أكد أن العملية تمت باستخدام صاروخ أرض-جو محلي الصنع، مشيرًا أن هذه هي الطائرة الثانية التي يتم إسقاطها خلال 72 ساعة.
هذا التصعيد يتزامن مع استمرار الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مواقع الحوثيين في العاصمة صنعاء ومناطق ساحلية في اليمن، ردًا على الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.
بحسب القيادة المركزية الأميركية، فإن الضربات الأخيرة أسفرت عن تدمير مراكز قيادة، منشآت لتصنيع وتخزين الأسلحة، ورادارات ساحلية. في المقابل، أفادت وسائل الإعلام الحوثية، بأن العاصمة صنعاء تعرضت لسلسلة من الغارات الجوية؛ ما زاد من قلق السكان المحليين.
الحرب بالوكالة وتصاعد التوتر الإقليمي
تصاعدت حدة التوترات مع استخدام الحوثيين هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل تحت شعار "مناصرة الفلسطينيين"، وهو ما دفع إسرائيل إلى شن ضربات انتقامية استهدفت البنية التحتية في صنعاء والحديدة، بما في ذلك المطارات والموانئ ومحطات الكهرباء.
هذه الهجمات تضع اليمن في قلب صراع إقليمي أكبر، حيث يُنظر إلى الحوثيين كجزء من استراتيجية إيران لتوسيع نفوذها في المنطقة. بينما تندد الحكومة اليمنية الشرعية بالتحركات الحوثية التي تزيد من عزلة البلاد الدولية وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
الحكومة اليمنية الشرعية: الحوثيون يدمرون الاقتصاد الوطني
من جانبه، وصف معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، استدعاء الحوثيين للحرب مع إسرائيل، بأنه "سياسة تدميرية ممنهجة"، متهمًا الجماعة بأنها تسعى لإدامة معاناة الشعب اليمني.
أشار الإرياني، أن الحوثيين يستغلون موارد الدولة لتمويل حروبهم؛ مما أدى إلى انهيار الاقتصاد الوطني، وتفاقم معدلات الفقر والجوع.
وأضاف: أن الجماعة أوقفت صرف مرتبات الموظفين منذ عام 2015، ونهبت موارد الدولة والمؤسسات المالية، وفرضت ضرائب غير قانونية على المواطنين؛ ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة الأعباء على الأسر اليمنية.
الأبعاد الإنسانية والأمنية
تتزامن هذه التطورات مع تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يواجه السكان في مناطق سيطرة الحوثيين أوضاعًا كارثية في ظل استمرار الغارات الجوية وانعدام الخدمات الأساسية.
يعاني اليمنيون من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، فضلاً عن نقص الإمدادات الغذائية والطبية، ما يجعل البلاد على شفا مجاعة كبرى.
المخاوف الدولية وتوقعات المرحلة المقبلة
يشير محللون إلى أن استمرار التصعيد بين الحوثيين والولايات المتحدة وإسرائيل قد يؤدي إلى تدخلات دولية أوسع في اليمن، خاصة مع تصاعد الهجمات التي تستهدف المصالح الأميركية والإسرائيلية.
في المقابل، يواجه اليمن خطر تحول الحرب إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، ما سيزيد من تعقيد الوضع الإنساني ويهدد الاستقرار الإقليمي.
ويقول الناشط السياسي اليمني وضاح بن عطية: إن بسبب جنون مليشيات الحوثي وحتي يقوم بتنفيذ أجندات خارجية سوف يدمر كل شي وما يحصل ما هو إلا "تسخين قبل صعود ترامب لحكم الولايات المتحدة".
وأكد المحلل السياسي اليمني ناصر صهيب الحميري، أن ميليشيات الحوثي تتحمل مسؤولية مباشرة عن تدمير الدولة اليمنية منذ انقلابها على الشرعية في عام 2014، حيث حولت اليمن إلى ساحة حرب مفتوحة لصالح أجندة إيران الإقليمية.
وأضاف الحميري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن استمرار الحوثيين في التصعيد العسكري، سواء ضد إسرائيل أو في مواجهة الولايات المتحدة، ليس له أي صلة بمصالح اليمنيين، بل يأتي ضمن استراتيجية إيرانية لاستخدام اليمن كمنصة لتهديد الأمن الإقليمي والدولي.