خسائر إيران وحزب الله تقود سوريا لصراعات أهلية متجددة.. ماذا يحدث في حلب؟
خسائر إيران وحزب الله تقود سوريا لصراعات أهلية متجددة.. ماذا يحدث في حلب؟
شهدت مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، تحولا ميدانيًا مفاجئًا بعدما تمكنت المعارضة المسلحة من استعادتها بالكامل في غضون أيام قليلة.
هذا التقدم المفاجئ جاء في وقت تشهد فيه المنطقة اضطرابات كبرى بسبب النزاعات في غزة ولبنان؛ ما أدى إلى إنهاك القوى الداعمة للنظام السوري وتغيير ميزان القوى على الأرض، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وتابعت الصحيفة، أنه لطالما كان حزب الله اللبناني القوة الضاربة في سوريا، حيث لعب دورًا حاسمًا في إعادة السيطرة على حلب عام 2016، وفي دحر المعارضة خلال سنوات الحر، وبدعم من إيران وروسيا، كان الحزب يُعدّ الذراع العسكرية الأكثر كفاءة في "محور المقاومة".
وتابعت الصحيفة، أن انخراط الحزب في الحرب ضد إسرائيل، بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، غيّر المعادلة تمامًا، حيث قاد الحزب حملة عسكرية اعتقد أنها ستكون "محسوبة"، لكنها انتهت بكارثة عسكرية كبيرة.
تعرض الحزب لضربات إسرائيلية موجعة استهدفت قياداته العليا، بما في ذلك زعيمه حسن نصرالله، الذي قُتل في غارة إسرائيلية، إضافة إلى تدمير ترسانته العسكرية في جنوب لبنان وضواحي بيروت الجنوبية.
وأشارت أنه نتيجة لذلك، أُجبر الحزب على التراجع، ووقّع اتفاق هدنة مع إسرائيل، ما ترك فراغًا كبيرًا في سوريا، خاصة في حلب التي كانت تعتمد على وجود قوات الحزب كمصدر أساسي للدعم العسكري.
ويقول نوار شعبان، الباحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة: "حزب الله الآن عاجز، وخسارته خلقت فراغًا كبيرًا في حلب، حيث إن القوات الموالية للنظام لم تكن مدربة بشكل كافٍ للتعامل مع الوضع".
وأضاف: أن إيران، التي تعتبر الداعم الأساسي للنظام السوري، لم تكن بمنأى عن هذه الضربات، فخلال الأشهر الأخيرة، فقدت طهران عددًا من كبار قادة الحرس الثوري الإسلامي في سوريا ولبنان نتيجة للضربات الإسرائيلية، علاوة على ذلك، تعرضت المواقع العسكرية الإيرانية ومرافق إنتاج الأسلحة لغارات كثيفة؛ مما أضعف قدرتها على دعم حلفائها في المنطقة.
وأشارت الصحيفة، أن التصعيد العسكري المباشر بين إيران وإسرائيل، بما في ذلك تبادل الصواريخ لأول مرة بين البلدين، لم يؤدِّ إلا إلى تكبيد إيران المزيد من الخسائر، حيث استهدفت إسرائيل مواقع إيرانية في سوريا؛ مما ألحق أضرارًا جسيمة بأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية ومرافق الإنتاج العسكري، وهو ما يُعدّ ضربة مزدوجة للقوة العسكرية والهيبة السياسية الإيرانية.
سقوط حلب
وأكدت الصحيفة، أن انهيار حلب يحمل تداعيات عميقة على موازين القوى في المنطقة. بالنسبة لإيران، يمثل السقوط ضربة قاسية لمحاولاتها تعزيز نفوذها الإقليمي، بالنسبة لحزب الله، يُعدّ السقوط بمثابة نهاية لدوره كقوة ميدانية حاسمة في سوري.