نيويورك تايمز: نتائج الانتخابات العراقية يبشر بنهاية نفوذ إيران في العراق
كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن نتائج الانتخابات العراقية يبشر بنهاية نفوذ إيران في العراق
صادقت محكمة على نتائج الانتخابات في التصويت البرلماني الذي أجري في تشرين الأول (أكتوبر)، والذي منح حزب مقتدى الصدر عددًا كبيرًا من المقاعد؛ ما مهد الطريق أمام تشكيل الحكومة.
قرار المحكمة العراقية
وحسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد أيدت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، يوم الاثنين، نتائج الانتخابات البرلمانية في البلاد في أكتوبر/ تشرين الأول؛ ما أدى إلى حل الخلاف الذي أوقف تشكيل حكومة جديدة، لتضع حدًا لتنافس الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران على مكاسب كتلة سياسية شيعية منافسة.
وبحسب الصحيفة الأميركية، شهدت المحكمة فوز مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي المؤثر الذي يعتبر حليفا محتملا للولايات المتحدة في العراق، حيث فاز حزبه بـ 73 مقعدًا من أصل 329 مقعدًا في البرلمان، أكثر من أي مقعد آخر، وبزيادة من 54 في عام 2018، مضيفة أنه هزم بسهولة تحالفًا من الميليشيات المتحالفة مع إيران بقيادة تحالف فتح.
هزيمة فتح وحليفتها إيران
أما بالنسبة لكتلة فتح وحلفائها، فقد أدى انتصار الصدر إلى زعزعة التوازن التقليدي للقوى الشيعية التي هيمنت على السياسة العراقية منذ سقوط صدام حسين قبل 20 عامًا تقريبًا، وأصبح ذلك تهديدًا بتقويض النفوذ الإيراني في البرلمان. السيد الصدر - وهو قومي عراقي قاتلت قواته ذات يوم مع الأميركيين، ولكن يُنظر إليه الآن على أنه أكثر عداءً لإيران - ومستعد للعب دور قوي ليس فقط في البرلمان ولكن أيضًا في اختيار رئيس الوزراء المقبل.
الصدر يشكر العراقيين
وبحسب الصحيفة، شكر الصدر المحكمة ولجنة الانتخابات والشعب العراقي في تغريدة على تويتر، يوم الاثنين، ودعا إلى "تشكيل حكومة أغلبية وطنية ليست شرقية ولا غربية".
وزار الصدر في وقت سابق مرقد الإمام علي في مدينة النجف الأشرف، أحد أقدس الأماكن لدى الشيعة، لتقديم الشكر.
طعون الميليشيات
ورفعت فتح الدعوى للطعن في النتائج، وزعمت حدوث تزوير في الانتخابات بعد أن فازت بـ17 مقعدًا، أي أكثر بقليل من ثلث إجماليها السابق. لكنها قبلت يوم الاثنين حكم المحكمة.
وقال هادي العامري، زعيم فتح: "نلتزم بقرار المحكمة الاتحادية رغم إيماننا العميق والثابت بأن العملية الانتخابية شابها الكثير من التزوير والتلاعب"، مشيرا إلى "القلق على الأمن والسياسة في العراق". الاستقرار وإيماننا بالعملية السياسية ومسارها الديمقراطي".
توتر يؤخر الحكم
وخيم التوتر على العملية القانونية؛ ما أخر إعلان الحكم، الذي كان مقررا في الأصل في وقت سابق من هذا الشهر. وأثار الخلاف احتمال أن تطلق فتح وحلفاؤها العنف لفرض النتيجة التي يريدونها، وتجمع أعضاء الميليشيات خارج المحكمة صباح الاثنين قبل صدور الحكم، وهم يهتفون ضد رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، لكنهم انسحبوا في وقت مبكر بعد الظهر، ولم ترد أنباء عن وقوع أعمال عنف.
محاولة اغتيال الكاظمي
كما نجا الكاظمي من هجوم بطائرة بدون طيار على منزله في وقت مبكر من الشهر الماضي، بعد أن اشتبكت قوات الأمن العراقية مع أفراد الميليشيات الذين كانوا يحتجون على نتائج الانتخابات خارج المنطقة الخضراء، حيث توجد السفارة الأميركية. قُتل نائب قائد إحدى الميليشيات المدعومة من إيران.
وفي كلمة وجهها إلى الأحزاب السياسية الخاسرة في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، حذرها الصدر من "إفساد العملية الديمقراطية في العراق" وطالبها بحل ميليشياتها وتسليم أسلحتها للجيش الوطني العراقي.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الصدر نفسه معارض لأميركا يومًا ما، قائلة: إنه "مع أتباعه الجماهيرية الضخمة وميليشياته القوية، التي نشرها لإيقاع القوات الأميركية في قتال شوارع وحشي في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان الصدر ذات يوم معارضًا للأميركيين في العراق لدرجة أن الولايات المتحدة أمرت بقتله. قررت في وقت لاحق عدم القيام بذلك".
معارضة التدخل الإيراني
لكن الصدر جاء ليعارض التدخل الإيراني في العراق، وأشار في خطاب ألقاه بعد الانتخابات إلى أن السفارات الأجنبية مرحب بها طالما أنها لا تتدخل في شؤون العراق.
والآن بعد التصديق على نتائج الانتخابات، يمكن للفصائل التي تمثل الأقليات المسلمة الكردية والسنية في العراق، والتي كانت تنتظر النتيجة للتفاوض أو تشكيل تحالفات يمكن أن تكون جزءًا من الحكومة الجديدة، أن تنغمس في المعركة.
نجاح تيار الصدر
وبحسب الصحيفة الأميركية، يقول محللون سياسيون إنهم يعتقدون أن الصدريين حققوا نجاحًا كبيرًا من خلال الاستفادة من قانون انتخابي جديد حد من القوة التقليدية للأحزاب الكبيرة، وأفسح المجال لوجوه جديدة من خلال زيادة عدد الدوائر الانتخابية. ودرس التنظيم الصدري الخريطة الانتخابية عن كثب، وتأكد من تقديم مرشحين لا ينتهي بهم الأمر في مواجهة بعضهم البعض.
وأضافت: "لكنهم لم يكونوا المستفيدين الوحيدين، فقد فاز المرشحون المستقلون الذين خرجوا من حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة في العراق، والتي اجتاحت الشوارع في أواخر عام 2019 مع حشد العراقيين ضد نظامهم السياسي الفاسد والطائفي، بعدد قليل من المقاعد".
إشادة أممية
ومن جانبها، أشادت جانين هينيس بلاسخارت، مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق، بالانتخابات البرلمانية ووصفتها بأنها "سلمية بشكل عام" وجيدة الإدارة.
قالت: "الانتخابات ونتائجها يمكن أن تثير مشاعر قوية". "إذا أفسحت هذه المشاعر والنقاشات المجال أمام دوافع غير ديمقراطية - مثل التضليل، والاتهامات التي لا أساس لها، والترهيب، والتهديد بالعنف أو ما هو أسوأ - فحينئذٍ، عاجلاً أم آجلاً، يُفتح الباب لأفعال لا تُحتمل بكل بساطة".