واشنطن بوست: كيف أصدرت طالبان حكمًا جماعيًّا بسجن الأفغانيات مدى الحياة؟
أصدرت طالبان حكمًا جماعيًّا بسجن الأفغانيات مدى الحياة
في أفغانستان تتحدث النساء الآن عن مستقبلهن بصيغة الماضي، فلم يعد أمامهن فرصة لأي مستقبل، لأن الخروج من المنزل الآن في ظل حكم طالبان هو جريمة يعاقب عليها القانون، لا يمكن للفتيات الالتحاق بالمدرسة أو العمل أو حتى الخروج دون قريب ذكر، لقد حكم عليهن بالسجن مدى الحياة في منازلهن دون جريمة، اللهم إلا لأنهن فتيات.
اختفاء الأفغانيات
عام تقريبا مر منذ سقوط العاصمة الأفغانية كابول، ويكاد اختفاء النساء يكتمل؛ فالرجال الذين يحكمون أفغانستان يمارسون سيطرتهم بقسوة وصرامة، ففي هذا الشهر فقط، أخبرت طالبان الموظفات في وزارة المالية الأفغانية -النساء المتعلمات جيدًا والمؤهلات جيدًا بأنهن ممنوعات من التواجد في أماكن عملهن خلال الأشهر الـ11 الماضية، وعليهن إرسال أقارب من الذكور للقيام بوظائفهم؛ لأن عبء العمل في الوزارة أصبح ثقيلًا للغاية- حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية-، وتابعت الصحيفة، أن كل شيء اختفى تماما مثل حرية العمل وحرية السفر بدون مرافق وحرية تقرير ما سترتديه في الأماكن العامة، بالإضافة إلى حرية الذهاب إلى المدرسة بعد الصف السادس، حيث تقول طالبان: إن أيًّا من ذلك لن يكون ضروريا، فليس للمرأة الأفغانية سوى البرقع الأزرق في انتظارها، ففي سن البلوغ، ينتهي التعليم وينتهي الاستقلال فالمستقبل هو ذكرى لم تتح لهن فرصة صنعها.
مدارس سريّة
وفقا للصحيفة الأميركية، فإنه خلال ١١ شهرًا فقط، حدث أكبر اختفاء للمرأة الأفغانية أمام أعين العالم وتجاهل المجتمع الدولي، تمامًا كما حدث في التسعينيات، فلم يكن أمام الفتيات اختيار سوى الالتحاق بمدارس سرية، فكانت السيدات تمشين خائفات في شوارع كابول وسط ملابس زرقاء لنساء غير مرئيّات، الآن عاد كل شيء أصعب مما كان عليه في البداية.
وتابعت: إنه لم يعد أمام النساء الأفغانيات سوى فرصة الهجرة والهرب للخارج، وبعد نجاح مخططات الهرب سيعرف العالم أجمع ما حدث للأفغانيات خلال حكم طالبان، سوف يستمع العالم أجمع لقصص اللاجئات والمعتقلات والويلات التي عاشتها النساء خلال العام الأول لحكم طالبان.