النظام يتجاهل المجتمع الدولي.. عودة الإعدام العلني في إيران وزيادة حالات التعذيب
عاد الإعدام العلني في إيران وزيادة حالات التعذيب
تتجاهل إيران الدعوات الأممية والحقوقية ضد انتهاكاتها لحقوق الإنسان، فرغم السجل الحافل بالجرائم لنظام الملالي إلا أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة هائلة في عدد المعتقلين والتعذيب داخل السجون والإعدامات وأيضًا التصفية الجسدية للمعارضين.
وحشية وبتر أطراف
التعذيب والمعاملة الوحشية من المناهج التي يتبعها نظام الملالي مع السجناء، فلا يخلو سجن أو معتقل في إيران من حوادث تعذيب بشعة يتحدث عنها السجناء، تقارير دولية أشارت إلى أن النظام القضائي الإيراني يُنتقد مرارًا وتكرارًا لتجاهله معايير حقوق الإنسان، بينما تشير التقارير إلى أن إيران قد شرعت في تنفيذ عمليات إعدام "بوتيرة مروعة" وسجلت ما لا يقل عن 251 حالة وفاة منذ بداية العام الجاري، آخر جرائم الملالي كانت إعلان وفاة سجين يتبع إحدى الطرق الصوفية بعد تعذيب جسدي بينما السلطات الإيرانية أكدت أن السجين انتحر دون أسباب، إلا أن الشهود وعائلة المجني عليه أكدوا أنه لقي مصرعه نتيجة التعذيب الوحشي.
ودعت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان خلال اليومين الماضيين إلى محاسبة السلطات الإيرانية بسبب الوحشية مع السجناء في إيران، فالتعذيب في مراكز الاحتجاز الإيرانية وصل لبتر أيدي وأقدام السجناء خلال قضائهم لفترة العقوبة.
قالت منظمة حقوق الإنسان مؤخرًا: إن السلطات الإيرانية استخدمت آلة مقصلة لقطع أصابع عدد من الرجال أدينوا بالسرقة في 27 يوليو، وأثبتت المنظمة نقل أحد السجناء في إيران ويدعى بويا ترابي إلى المستشفى لوقف النزيف بعد قطع أصابعه بحضور عدد من المسؤولين بالإضافة إلى طبيب سجن إيفين بطهران، كما قطعت السلطات الإيرانية أصابع سجين آخر دون أي مسكنات وتركوه في الحبس الانفرادي دون رعاية طبية.
مقاطع تعذيب
في السياق ذاته، تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مقاطع فيديو مسربة، أظهرت الانتهاكات المروعة للسجناء حيث يتعرض المحتجزون للتعذيب بأساليب وحشية، وحسب تحليلات منظمة العفو الدولية، لـ 16 مقطع فيديو تم تسريبها، من قبل وسائل الإعلام الإيرانية المستقلة، فقد أظهرت التسريبات مدى وحشية التعامل من قبل المسؤولين في السجون الإيرانية للسجناء واستخدام جميع أنواع التعذيب من الضرب والسحل والتحرش والإهمال المتعمد وسوء المعاملة لمن هم بحاجة إلى رعاية طبية.
وفي اعتراف واضح، أكد محمد مهدي حاج رئيس منظمة السجون الإيرانية، في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، أنه يتحمل المسؤولية عن "السلوكيات غير المقبولة" التي ظهرت في الشريط، ووعد بالعمل على محاسبة المسؤولين ومنع التكرار، وأضاف محمدي: إنه يقدر جهود حراس السجن "اللائقين" في إيران، مشيرًا إلى أن الانتهاكات المكشوفة في سجن إيفين كانت استثنائية.
التقرير أكد أن المجتمع الدولي فقد الثقة في وعود المسؤولين الإيرانيين بمحاسبة المسؤولين ووقف التعذيب الممنهج للسجناء، خاصة مع رفض إيران لوجود مراقبين دوليين بمن فيهم مقرر الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران، وترفض السلطات أي عمليات تفتيش للسجون حتى تتماشى مع المعايير الدولية.
مجازر سجون الملالي
تتعرض النساء في سجون إيران لتعذيب وحشي، ويُعد الحرمان من العلاج والأدوية أبرز وسائل التعذيب الشائعة في السجون الإيرانية وخاصة سجون النساء، وتشير تقارير إعلامية محلية، أن النظام الإيراني يستخدم أكثر من 45 نوعًا من التعذيب ضد السجناء السياسيين، منذ الثمانينيات بينها الجلد، والضرب، والتعليق، والحرق، ونزع الأظافر، والاغتصاب، والبتر، والإعدام الوهمي من الممارسات المعتادة.
ومؤخرًا، احتُجزت السجينة السياسية المعارضة زينب جلاليان وهي أبرز ضحايا التعذيب في إيران، لمدة 530 يومًا بمعزل عن العالم الخارجي، محرومة من الرعاية الطبية التي تحتاجها بشكل عاجل، تقول ديانا الطحاوي نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية إن الأشهر الستة الأولى من عام 2022، قامت السلطات الإيرانية بإعدام شخص على الأقل يوميًا، وتُنفذ أجهزة الدولة عمليات قتل واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد في اعتداء سافر على الحق في الحياة.