الانشقاقات والخلافات تضرب الإخوان.. خبراء ومحللون يكشفون مصير الجماعة الإرهابية
تضرب الانقسامات جماعة الإخوان
لا تزال جماعة الإخوان الإرهابية تشهد العديد من الخلافات الكبيرة التي أدت إلى انقسامها إلى جبهات عديدة في الخارج وهو ما يؤكد ويظهر حالة التفكك الداخلي في الجماعة الإرهابية.
خلافات داخلية
خلال الأيام الماضية حدثت تطورات كبيرة، كشفت عن توجه جماعة التنظيم نحو الانشقاق رسميا إلى جبهتين، ولكل جبهة موقع رسمي ومنصات إعلامية، الأولى جبهة محمود حسين ومعه قيادات مجلس الشورى العام، ومقرها إسطنبول في تركيا، والثانية جبهة إبراهيم منير ومعه أعضاء التنظيم الدولي وتتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها.
جبهة إسطنبول
وأعلنت جبهة إسطنبول مساء أول أمس أن جماعة الإخوان يمثلها مجلس الشورى العام، والذي يقوم باتخاذ الإجراءات المتممة للقرارات الخاصة بخلو موقع نائب المرشد والقائم بعمله، مشددة على أنها غير معنية بأية قرارات أو إجراءات تخالف ذلك، فيما أصدرت جبهة منير قرارات عنيفة بفصل وتجميد وتهميش وعزل وسحب صلاحيات ومسؤوليات 51 قياديا من الموالين لجبهة حسين، والمسؤولين عن عناصر وشركات واستثمارات الإخوان في تركيا.
فيما وصف تقرير لمؤسسة ماعت جروب، الخلافات الداخلية داخل جماعة الإخوان بالزلزال العنيف الذي يضرب التنظيم الإرهابي منذ سنوات، كما رصد التقرير كم الخلافات الداخلية الكبيرة داخل الجماعة الإرهابية وحجم الاضطرابات بها في الخارج.
كما أوضح التقرير أن الخلافات أساسها مالية وخلافات على المناصب الداخلية والحصول على أموال التمويلات الخارجية التي تمد بها شخصيات الجماعة الإرهابية.
الجماعة تنهار
وفي هذا الصدد يقول منير أديب، الباحث في شؤون الحركات الإرهابية: إن الجماعة تسير في طريق الانهيار، وعلى أن ما حدث داخل التنظيم لم يكن مجرد خلاف سياسي ولم يكن مجرد اختلاف في وجهات النظر ما بين قيادات الجماعة ولكن هو بمثابة انشقاق كبير يتعرض له التنظيم وهذا لم يحدث منذ نشأته في ربيع عام 1928.
وأوضح أديب أن الصراع بين جبهتي إبراهيم منير في لندن وبين محمود حسين في إسطنبول، سوف يؤدي إلى انشقاق طولي وعرضي وفي النهاية إلى انهيار هذا البناء الذي قارب عمره الآن 100 عام.
ولفت منير أن هناك أعدادا كثيرة تركت التنظيم الإخواني وجمدت عضويتها داخله، عندما فوجئت بأن الاتهامات التي توجه كل فريق للطرف الآخر هي اتهامات في الذمة المالية والأخلاق والفساد الإداري.
خلافات تاريخية
ويقول عبدالله بن بيجاد العتيبي، الكاتب والمحلل الإماراتي، إن جماعة الإخوان جماعة دينية سياسية لها تاريخ طويل وامتداد جغرافي واسع، وهي بطبيعة الحال تشتمل على تياراتٍ وأجنحة، صقورٍ وحمائم، عجائز وشباب، قياداتٍ تصطرع على السلطة والمال والعلاقات والاستثمارات، وهو ما يجري في الخلاف الجاري بين جبهتي "لندن" بقيادة إبراهيم منير و"إسطنبول" بقيادة محمود حسين.
وكشف المحلل الإماراتي في أحد مقالاته تفاصيل الخلافات وشخصيات الفاعلين في كل جبهةٍ ومسؤولياتهم وطبيعة المسائل الحساسة التي يتصاعد الخلاف حولها، لافتا أن مشروع "الإسلام السياسي" و"جماعة الإخوان" ليس شاملاً ولا يمثل اتجاهاً سياسياً وفكرياً خطيراً مع الزعم بأن الخلافات تعني التناقض والانشقاقات تعبّر عن النهاية، وهذا خطلٌ في القول والفكر والتحليل.
وأوضح أن ما يقوله التاريخ وتُحدّث به التجربة هو أن هذه الخلافات موجودة وتزداد بتزايد الضغوط وتضييق الخناق على الجماعة ورموزها ومؤسساتها، وأن الطموحات الشخصية في تحصيل "السلطة" والسيطرة على الجماعة والأطماع في "مليارات" الجماعة هي داء "إخواني" قديمٌ، فأفرادها يرضعون الاستماتة في طلب السلطة في محاضن الجماعة ويجعلون ذلك ديناً وإيماناً وعبادةً ثم تكون استباحة المال أهون ما تمكن استباحته.
تاريخ "حسن البنا" وتنظيرات "سيد قطب" وفقه "محمد الغزالي" و"يوسف القرضاوي" وغيرها عشرات الأمثلة كلها تدفع باتجاه أن عناصر الجماعة يجب أن يطغى عليهم حب السلطة والرغبة العارمة في الاستحواذ عليها داخل الجماعة وداخل الدولة وفي كل زمان ومكانٍ، وما يُبقي الجماعة موحدةً هو قوة القيادة وتماسك هيكل الجماعة التنظيمي في أوقات الرخاء، ولكن تلك الرغبات المحمومة والأيديولوجيا الصارمة التي تدعمها تدفع في حالة الاختلال والضعف إلى طغيان تلك العقائد والمشاعر وصعود المصالح والمطامع لتسيطر على المشهد.
ولفت أنه منذ إنشائها ظلّت "جماعة الإخوان" نهباً للدول التي تدعمها من الخارج، فمنذ البدايات المبكرة حظيت الجماعة بدعمٍ بريطاني سخيٍ وقد استثمرت فيها "أميركا" وصولاً إلى لحظة ما كان يعرف بـ"الربيع العربي"، ولكنَّ دولاً إقليميةً دخلت على الخط، فقد استثمرت في الجماعة كل من "إيران" و"تركيا" و"ماليزيا"، وهذه الدول تستخدم الجماعة لتحقيق مصالحها هي لا مصالح مصر ولا مصالح الجماعة، والجماعة عبر تاريخها لا ترد يد لامسٍ كما تقول العرب.