مصر.. هل انتهت جماعة الإخوان للأبد بعد إعلان قادتها توقفهم عن السعي للسلطة؟
انتهت جماعة الإخوان للأبد بعد إعلان قادتها توقفهم عن السعي للسلطة في مصر
أعلنت جماعة الإخوان أنها لا تسعى إلى السلطة في البلد التي شهدت مولد وتأسيس هذا الكيان المشوه بعد سنوات طويلة من الصراعات والانقسامات عاشها التنظيم في مصر، حيث أكد القائم بأعمال مرشد الجماعة الإرهابية "إبراهيم منير" أن الإخوان لن يخوضوا صراعًا جديدًا على السلطة في مصر، جاء هذا الإعلان مع تنافس فرعي لندن وإسطنبول للمجموعة على السلطة، بعد أن أنشأ فرع لندن مجلس الشورى الخاص به ليحل محل المجلس في إسطنبول؛ ما أدى إلى نزاع وانقسامات حادة داخل التنظيم.
انقسامات داخلية
صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، كشفت كواليس هذه الصراعات التي تدفع الجماعة للانهيار، ونقلت تصريحات إبراهيم منير التي قال فيها: "نرفض تماما (العنف) ونعتبره خارج أيديولوجية الإخوان المسلمين - ليس فقط استخدام العنف والسلاح ولكن الصراع على السلطة في مصر بأي شكل من الأشكال"، معترفًا بالانقسامات الداخلية داخل الإخوان، وقال: "بالتأكيد هذه المرة أصعب من الأوقات السابقة والمحن السابقة" تولى منير منصب القائم بأعمال القائد قبل عامين لأن المرشد العام لجماعة الإخوان، أو زعيمها، مسجون منذ أن فقدت الجماعة السلطة في عام 2013، ثم اعتُقل خليفته الأول في عام 2020، وأقر منير بأن جماعة الإخوان قد عانت من انقسام داخلي حول كيفية الاستجابة للأزمة، وأنه سيتم اختيار زعيم جديد "عندما يستقر الوضع".
ووصف مراقبون دوليون تصريحات منير بأنها محاولات لتجاوز الانقسام، لكنهم يعتقدون أنه فات الأوان وقال الخبير في الجماعات المتطرفة، أحمد بان، إن الإخوان يتخذون خطواتهم دائماً عندما يكون الأوان قد فات، وأوضح أنه في عام 2011، تم توجيه دعوات لجماعة الإخوان للتحول إلى حركة تعمل من خلال حزب سياسي، وبالتالي التحرك نحو الإصلاح السياسي في مصر في ذلك الوقت، لكنه أضاف أن قيادات الإخوان كانت تضع أنظارها على السلطة في ذلك الوقت وخاضت معارك سياسية، الأمر الذي كلف الحركة كثيراً.
تحسين صورتهم
من جانبه، يقول عمرو عبدالمنعم الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن تصريحات الإخوان لا تعكس تغييرا في الفكر والنهج، مؤكدا أنهم يحاولون فقط تحسين صورتهم، والتأكيد فقط على مدى الأزمات الداخلية، حيث تكافح جماعة الإخوان مع خمس مجموعات مختلفة داخلها، هم فرعا لندن وإسطنبول ومجموعات شبابية وخلايا متطورة ومنشقون، وأشار عبدالمنعم إلى أن مجرد إعلان الحركة رغبتها في الابتعاد عن السلطة لا يعني بالضرورة أنها ستفعل ذلك بالفعل.
بحسب الصحيفة اللندنية، فإن غالبية قادة الإخوان يقبعون في السجن في مصر بتهمة العنف والقتل، بعد الإطاحة برئيسهم محمد مرسي في يوليو من عام 2013، وسط احتجاجات شعبية، كما تم حظر الجماعة في مصر وسرعان ما تبعها أحكام بالإعدام والمؤبد ضد كبار قادتها، واستبعدت جماعة الإخوان من الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي في وقت سابق هذا العام بسبب ماضيها العنيف.