واشنطن تعرض مكافآت مالية للفلسطينيين مقابل المساعدة في العثور على جثامين رهائن غزة

واشنطن تعرض مكافآت مالية للفلسطينيين مقابل المساعدة في العثور على جثامين رهائن غزة

واشنطن تعرض مكافآت مالية للفلسطينيين مقابل المساعدة في العثور على جثامين رهائن غزة
حرب غزة

أفاد مسؤولون أمريكيون، أن واشنطن تعتزم مطالبة سكان قطاع غزة بالمساعدة في تحديد مواقع جثامين الرهائن القتلى مقابل مكافآت مالية، في خطوة تهدف إلى تسريع تنفيذ المرحلة الإنسانية من الاتفاق مع حركة حماس، وفقًا لما نقلته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وأوضح المسؤولون، أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل، عبر وسطاء، بنقل معلومات استخباراتية إسرائيلية إلى الحركة للمساعدة في العثور على الجثامين داخل القطاع.

وأشار التقرير إلى أن حماس زعمت أنها سلمت جميع الجثامين الموجودة بحوزتها، وأن باقي الجثامين تتطلب جهودًا ميدانية كبيرة ومعدات خاصة، في حين يرفض الجيش الإسرائيلي هذه الرواية، مؤكدًا أن الحركة ما تزال تحتفظ بمعلومات حول المزيد من القتلى.

دور القوات الأمريكية في غزة

أكد كبار المسؤولين الأمريكيين، أن القوات التي ستُرسل إلى غزة لن تشارك في أي مهام قتالية، بل ستتولى مهام إشراف وتنسيق لوجستي ضمن إطار مراقبة تنفيذ الاتفاق وإنجاح عملية الاستقرار. 

وأوضح أحد المسؤولين، أن عدد الجنود الأمريكيين في القطاع يتراوح حاليًا بين عشرة وعشرين جنديًا، يعملون على تسهيل التحركات والتنسيق الميداني.

وأشار المتحدث إلى أن بعض المناطق، مثل رفح، باتت خالية من وجود حماس وتحت سيطرة الجيش الإسرائيلي بالكامل؛ مما يجعلها مؤهلة لتكون نقطة انطلاق لإعادة الإعمار وبناء قوة أمنية محلية جديدة تتيح عودة الحياة المدنية تدريجيًا.

قوات عربية وآسيوية ضمن مقترح قوة الاستقرار في غزة

تطرّق المسؤولون الأمريكيون إلى الاتصالات الجارية مع دول راغبة في إرسال قوات للمشاركة ضمن بعثة استقرار غزة، مشيرين إلى أذربيجان وإندونيسيا وقطر ومصر كدول مطروحة للمساهمة. 

كما أشاروا إلى أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع دولة الإمارات بهذا الشأن، رغم أن مصادر مطلعة أكدت أن أبوظبي لا تعتزم إرسال قوات، بل ستشارك في دعم القطاع بطرق مدنية وإنسانية.

وأوضحوا، أن مصر ستلعب دورًا استشاريًا، على غرار الأردن، ضمن خطة النقاط العشرين التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تنص على توزيع الأدوار بين الشركاء الإقليميين.

منع التصعيد وتنفيذ الاتفاق أولوية الإدارة الأمريكية

أكد المسؤولون، أن الهدف الرئيسي في المرحلة الحالية هو تجنب أي تصعيد ميداني جديد وضمان التزام الأطراف ببنود الاتفاق. 

وشدد أحدهم على أن الرئيس ترامب وفريقه يعملان على الحد من أي استفزازات وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مع التركيز على استعادة الجثامين المفقودة باعتبارها شرطًا أساسيًا لاستمرار العملية السياسية.

المرحلة الثانية


وفيما يتعلق بالمسار السياسي، أوضح المسؤولون، أن المرحلة الثانية من الاتفاق تنص على تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية غير حزبية، تمهيدًا لإعادة تنظيم مؤسسات القطاع بعيدًا عن الصراع بين حماس والسلطة الفلسطينية. وأشاروا إلى أن شخصيات فلسطينية ناجحة من الشتات أبدت استعدادها للمشاركة في إدارة المرحلة المقبلة، بعد أن فقدت الثقة في الأنظمة القائمة في الضفة وغزة.

وأضاف أحد المسؤولين، أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى حلول عملية بعيدًا عن الصيغ الدبلوماسية التقليدية، مؤكدًا أن هدف واشنطن هو جعل غزة قادرة على العمل والإنتاج وتحسين حياة سكانها دون الدخول في تجاذبات سياسية.

صعوبات ميدانية وتأخر في استعادة الجثامين


قال مسؤول أمريكي: إن تأخر استعادة جثامين الرهائن يعود جزئيًا إلى الظروف الميدانية الصعبة داخل غزة، حيث تعيق الألغام غير المنفجرة والدمار الشديد عمليات البحث والانتشال.

 ورغم ذلك، عبّر عن تفاؤله بتقدم العملية التدريجي ونجاح المرحلة الأولى، مع التحضير لتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق.

مشاركة تركية متوقعة في مهام التعرف على الجثامين
كشف المسؤولون الأمريكيون أن تركيا عرضت إرسال فريق متخصص من 80 خبيرًا في مجال التعرف على الجثامين، مستفيدة من خبرتها في التعامل مع الكوارث الطبيعية مثل الزلازل. 

ومن المتوقع أن يبدأ الفريق مهامه خلال الأيام المقبلة بالتنسيق مع الجانب الأمريكي والوساطة المصرية.

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي استعادة جثامين ثلاثة رهائن من غزة، هم عنبار هايمان والجندي محمد الأطرش وأحد المدنيين، بعد عمليات بحث استمرت أسابيع.

 كما تم التعرف على جثامين أخرى لجنود ومدنيين فقدوا منذ هجوم السابع من أكتوبر.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، ما تزال حماس تحتجز نحو 19 جثمانًا إضافيًا، في حين أقرت تل أبيب مسبقًا بصعوبة إتمام العملية خلال المهلة الزمنية الرسمية المحددة بـ72 ساعة، متوقعة أن تمتد العملية لأسابيع وربما أشهر حتى استعادة جميع الجثامين.