ما هو سر دعم حزب إخوان تبون في الانتخابات الرئاسية في الجزائر؟

يدعم حزب إخوان تبون في الانتخابات الرئاسية في الجزائر

ما هو سر دعم حزب إخوان تبون في الانتخابات الرئاسية في الجزائر؟
تبون

أسرار جماعة الإخوان الإرهابية تشهد دومًا معطيات كبرى، حيث لا تتحرك الجماعة الإرهابية سوى لمصلحتها الشخصية دون النظر إلى الدول، فمنذ عهد حسن البنا مؤسس الجماعة في العشرينات من القرن الماضي، وهى تقوم على مبدأ ثابت، حيث لا يوجد "دولة"، والأهم لديهم الجماعة ومخططها للسيطرة على البلدان التي تقع تحت حكمها. 

وفي الجزائر تتحرك الجماعة وفق قواعد تأثيرات ما يحدث في شمال إفريقيا، حيث تعمل الجماعة على ذكاء ثابت تجاه المواقف التي تشهدها الجماعة في دول الجوار، حيث عانت بشدة في المغرب، وكذلك انهارت في تونس بعد حكم 10 سنوات، ومع الانتخابات الرئاسية في الجزائر باتت الحركة تتحرك نحو الحفاظ على تواجدها دون المساس بقواعد الدولة. 

دعم الرئيس "تبون" لولاية جديدة 

مع انتخابات الرئاسة في الجزائر في شهر سبتمبر المقبل، أعلنت حركة البناء الوطني الذراع السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية في الجزائر عن ترشيحها ودعمها للرئيس عبد المجيد تبون للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 7 سبتمبر المقبل. 
حيث أكد رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، في ختام اجتماع مجلس شورى الحركة، أن المشاورات أفضت إلى ترشيح الرئيس تبون لعهدة ثانية، بعدما اتفق قادة أربعة أحزاب سياسية لديها أغلبية برلمانية في الجزائر، على تشكيل ائتلاف سياسي جديد لتفعيل العمل المشترك تحسباً للانتخابات الرئاسية.

السر وراء دعم الإخوان للرئيس تبون 

وبقيادة الحزب الإسلامي وحركة مجتمع السلم في الجزائر، أطلقت 4 أحزاب مؤيدة لسياسات الرئيس عبد المجيد تبون، الخميس، ائتلافًا إيذانًا بقرب ترشحه لدورة رئاسية ثانية، والهدف من ذلك وفق رؤية الإخوان هو الحفاظ على مكانة الجماعة كمعارض دون الشراسة المعتادة من الإخوان لحفظ حقوقها وعدم تأثرها بالموقف مثلما حدث في المغرب. 

وتريد الجماعة بشكل عام التواجد بشكل سلمي، وعدم الدخول في معترك سياسي قد يطيح بالجماعة نهائيًا من الجزائر، وأن لا تخسر الدعم الشعبي، خاصة وأن الرئيس تبون لديه قاعدة شعبية كبيرة وناجحة، ولذلك من الصعب الدخول في معترك سياسي مع الشعب في ظل عدم التمكن حاليًا. 

وأكد الباحث في شؤون الحركات الإرهابية، مصطفي حمزة، تقول أدبيات الإخوان في الجزائر والتي تنشرها حركة مجتمع السلم، أتت عن طريق الشيخ محفوظ نحناح الذي كان ضمن المساهمين في حقن الدماء بفضل خطاب الإسلام المعتدل، الذي كان ينشره، ضد خطاب المتطرفين المسلحين في التسعينات، ولذلك الجماعة لا تريد الدخول في معترك جديد، كذلك فالإخوان لا يريدون التيار اليساري في الحكم بالجزائر وهو التيار الاشتراكي المنافس للرئيس تبون وفي حال دخول اسم جديد كمرشح للإخوان سيتم تفتيت الأصوات لصالح اليسار في الجزائر. 

وأكد حمزة - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الأوضاع الحالية غير جيدة بالنسبة للإخوان في شمال إفريقيا ولا تريد خسارة المزيد من الدعم الشعبي والتواجد، ولذلك فهم يتحركون بذكاء ودهاء وينتظرون حتى يتم إضعاف الدول والانقضاض عليها من قبل الجماعة، وهذا مبدأ الجماعة مثلما حدث فيما سمي بالربيع العربي في مصر وتونس. 

ويقول الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية سامح عيد: إنه على الرغم من قدرة إخوان الجزائر على تجاوز محنة الإسلام السياسي بعدما شهدت الجزائر "العشرية السوداء"، واعتمادهم على مقاربة سياسية برجماتية في التقارب مع النظام الحاكم السابق خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ما دفع هذا النظام آنذاك لاستقطابهم واستخدامهم كبديل معتدل عن الإسلام السياسي العنيف.

وأضاف عيد، في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن في الوقت الحالي إخوان الجزائر هم الأذكى في منطقة الشرق الأوسط، يعتمدون على التطورات السياسية التي شهدتها الجزائر منذ انطلاق الحراك الشعبي في فبراير 2019، حيث رفضت المشاركة في الحكومة برئاسة أيمن بن عبدالرحمن، وبالتالي يتنظرون حتى تسنح لهم الفرصة للتواجد بشكل أقوى.