هل تقبل أوكرانيا والغرب بشروط بوتين لوقف الحرب المشتعلة؟

هل تقبل أوكرانيا والغرب بشروط بوتين لوقف الحرب المشتعلة

هل تقبل أوكرانيا والغرب بشروط بوتين لوقف الحرب المشتعلة؟
صورة أرشيفية

عقب أكثر من عامين على حرب طويلة الآمد ما بين روسيا وأوكرانيا، بات الوضع الآن مستهلكاً من الجانبين إثر تصاعد الحرب بعد دعم الغرب لأوكرانيا بشكل كبيراً، ولكن مع تصريحات للجانب الروسي هو ما فتح أبواب جديدة نحو وقف الحرب التي أثرت على العالم بالكامل.

الرئيس الروسي فلاديمير بويتن وضع الغرب حالياً في موقف لا يحسد عليه، حيث أكد على نيته لوقف الحرب بشروط روسية وهو ما يفتح أمال نية الغرب في وقف الحرب على أوكرانيا، والتي استمرت لأكثر من عامين شهدت خسارة العالم تداعيات اقتصادية كبرى.

مقترح بوتين المثير للجدل

مقترح تم تداوله مؤخرًا حول استعداد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لوقف الحرب في أوكرانيا، شريطة التفاوض على وقف القتال مع الاعتراف بـ"خطوط القتال الحالية"، وهو ما أثار جدلاً  في الجانب الأوكراني والغربي من هذا المقترح، وإمكانية المضي قدما في مفاوضات سياسية لوقف الحرب الممتدة منذ فبراير 2022، مشددين على أن كييف وحلفاءها " لن يقبلوا بشروط روسية تضمن الاعتراف بالأراضي التي تمت السيطرة عليها".

بوتين بدوره مستعد لوقف الحرب حال "الاعتراف بخطوط القتال الحالية"، لكنها مع ذلك شددت على أنه متأهب لمواصلة القتال إذا لم ترد أوكرانيا أو الغرب، والمناقشات التي تدور داخل الدائرة المقربة لبوتين، إلى أنه "عبر لمجموعة صغيرة من المستشارين عن إحباطه، مما يعتبره محاولات مدعومة من الغرب لإجهاض المفاوضات، ومن قرار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، استبعاد المحادثات"، وأن "بوتين يستطيع القتال مهما استدعى الأمر، لكنه مستعد أيضاً لوقف إطلاق النار.. لتجميد الحرب".

محاولات هدنة أولمبية في الأيام القادمة

ومنذ بدء الحرب لم تتوقف إلى الآن بات عليها التوقف من أجل مصلحة باريس التي تستضيف أولمبياد 2024، لكن أعرب بوتين وزيلينسكي عدم التزامها بهدنة أولمبية خلال فعاليات بطولة الألعاب الأولمبية بباريس، رافضين بذلك الاستجابة لرغبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسبق أن قال زيلينسكي: إنه لن يتفاوض مع بوتين، متعهدًا باستعادة جميع الأراضي التي استولت عليها روسيا.

زيلينسكي سينظر إلى عروض وقف إطلاق النار بتشكك شديد في أوكرانيا والغرب، مع استمرار التحضيرات لقمة السلام الأوكرانية في سويسرا الشهر المقبل، بالإضافة إلى محادثات مجموعة السبع والناتو.

ويقول الباحث السياسي مختار غباشي، إن الرئيس الروسي بوتين يسعي لتحقيق مكاسب بداية من إنه في حال تمت وقف الحرب فهو مستفاد من الأراضي التي حصل عليها وفي حال رفض الغرب ستكون هناك أداة إعلامية روسية تشير الي رفض الغرب للهدنة ووقف الحرب، وبالتالي بوتين هو سيظهر بمنطق رجل السلام الذي لا يريد الحرب.

وأشار غباشي في تصريحات خاصة للعرب مباشر، إلى أن الكرملين على استعداد لمناقشة وقف إطلاق النار في سياق صفقة أوسع تشمل حياد أوكرانيا وضمانات بأن الغرب سيتوقف عن تزويد كييف بالأسلحة ولكنه لن يسمح وقف إطلاق النار لروسيا بتحقيق أي من أهداف الحرب التي أعلن عنها في البداية.

وقال أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، إن وقف إطلاق النار يعني تجميد الصراع العسكري، وروسيا معنية بالحل السياسي النهائي للأزمة ولكن وفق شروطها، خاصة ان الصراع ليس روسي أوكراني فقط بل يشمل الغرب بقيادة وإدارة الولايات المتحدة التي تشهد أزمات سياسية كبري قبيل انتخابات نوفمبر المقبل، وبالتالي على إدارة بادين التفكير في الحل السياسي في الحرب الحالية خاصة مع تصريحات ترامب بإن باستطاعته وقف الحرب في حال فوزه بالانتخابات.

وأضاف فهمي في تصريحات خاصة للعرب مباشر، إلى أن واشنطن تقدم تنازلات لموسكو، وما يمنعهم الانتخابات، وكذلك أوكرانيا التي تسعى لاستعادة أراضيها، ولكن في نفس الوقت موقف أوكرانيا الأن سيئ على الرغم من دعم العالم الغربي لها بالأسلحة.